لاشك أن الشباب هم أمل الغد وقادته بلا منازع وهم من يتملك دائماً وابداً زمام المبادرة والتغيير صوب آفاق العمل المتجدد والمتوهج ونبض ووريد وشرايين المجتمع ومفاصل وعي وعقول الجماهير. أنهم المشاعل التي تسمو في آفاق حركة تقدم ونماء الشعوب وإرادتها الواعية بروح ثورية وعطاء فكري وإنساني واخلاقياً يمثل ( حجر الزاوية) وشعاع الأمل النابض حتى ما كان هناك قاعدة وطنية سليمة وإرادة شعبية تتناغم مع حماستهم واليات ومفاعيل يلتزمون ويؤمنون بأبجديات قيادتها السليمة لهم. وللأسف الشديد اقولها بمرارة أن هناك من يستغل هؤلاء الشباب اليوم وبشكل وضيع وحقير لا حدود له ويذهب بهم نحو زقاق الفوضى الخلاقة والارتزاق السياسي الهادم والعادم وغير السوي. بل أن هناك سماسرة فوضى وخراب بيوت ومندوبين عن (الهاويات والجحيم ومثلث برمودا) وكل حالة علاقة بالموت والسقوط وإزهاق الأرواح الشابة البريئة وباسم الدين والجهاد والفتوحات وإقامة ( الحمارة الإسلامية) والدين الإسلامي منهم براء. انه جنون العظمة والسلطة والارتزاق المخزي والوضيع الذي لا يستند على أي قيمة ( وطنية أو دينية أو قومية) أو حتى أي مبرر أخلاقي وأنساني ولغة القتل والسلب والنهب وتدمير المنشآت الخاصة والعامة ومهاجمة المقرات العسكرية والمدنية لا يعدوا كونه عملاً جباناً وخيانة عظمى لشرائع الله وسنة نبيه الكريم الصادق كما انه مجاف لكل القيم والمثل والأخلاقيات النبيلة ومعاني الوجود الإنساني والفطرة الإنسانية التي غرسها الله سبحانه وتعالى في أعماقنا ونسيج أرواحنا ووجداننا لنتعلم منها وبشكل تلقائي وجمعي معاني الحب والسلام والتسامح والتعايش الخلاق والمجادلة بالتي هي أقوم وأحسن وأكثر جمالاً ونوراً وشفافية منقطعة النظير . وسأحاول مع هذه ( العجالة) أن أوضح كيفية بناء وحماية وترسيخ وعي الشباب المعاصر ومن وجهة نظري ( المتواضعة والبسيطة) واليات ومفاعيل بناء الشخصية الوطنية المعتدلة كشرط أساسي للحفاظ على الأمن والاستقرار و دوران عجلة التنمية والارتقاء بإنسانية الإنسان وتقدم حركة وعيه وإنمائه الحضاري و القومي والإنساني. الاهتمام بالثقافة والتربية الوطنية خصوصاً في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي ( مرحلة بناء الشخصية) وهي الحلقة الأهم والأصعب في الموضوع. إزالة الفوارق والامتيازات في المجتمع بين مختلف فئاته وطبقاته لان هذه الفوارق بين مكونات المجتمع المختلفة التي تؤصل الأحقاد والبغضاء والكراهية بين الناس وتذهب بالشباب نحو مساحات ( الرفض) وعدم قبول الآخر الذي يعيش معه ويرسخ معاني القهر الطبقي المؤلمة والحقيقة التي ترثها الأجيال المتعاقبة ولا تنفك منها إلا من زاوية القوة وهو الشيء المؤلم والمؤسف الذي يدمر مراحل طويلة وعريضة من حركة البناء والتشييد والتطور الإنساني المتجدد. الاهتمام بالأندية الرياضية والثقافية وبناء الشباب بناء عضلياًَ ونفسياً متزناً وواعياً يستحضر حقهم الإنساني والفكري والروحي ويلامس همومهم وأمانيهم وتطلعاتهم الكبيرة ولغتهم الأساسية في الإمساك بعجلة التغير و الإسهام والمشاركة الحاسمة. زيادة الحصص للمنح الدراسية وعدم الكيل بمكيالين في هذا الجانب لان ( لغة الكيل بمكيالين ) هي التي رسخت ثقافة الظلم و القهر والاستبداد التي أخرجت الشبيبة إلى الشوارع والساحات وميادين التغيير وهذه الموجة لن تتوقف إلا بطمس واقتلاع معاني القهر والاستبداد من جذور أيامنا التي أصبحت سوداوية بامتياز ذلك لان الكثيرين منا أدمنوا تحويل الناس إلى عبيد باسم القانون والمشيخة وحركات الاونطة. توظيف الشباب واستيعابهم في المؤسسات والهيئات المدنية والعسكرية وهي أهم الحلقات التي نبني من خلالها شبيبة الوطن فالعمل عبادة والبطالة أهم أركان الجهل والظلم والإرهاب. بناء الإصلاحيات في السجون ونشر لغة التعليم المهني بين السجناء خاصة الشباب والمراهقين الذين دخلوا هذه الظلمات الموحشة بسبب الجوع والقهر والفراغ الأسري وسقوط قيم التكافل والتراحم فالدولة مسؤولة عن أبنائها، مهما اخطؤوا وانغمسوا في أذلك لأنها الحضن الأكبر والأكثر دفئاً وحميمية من أي كائن أو مكون سياسي أو اجتماعي أو غير ذلك وهذا شيء مزروع بالفطرة وليس مزايدة أو تحميل مسؤولية وخلاص.تكريم الأسر النموذجية من قبل الدولة كل عام ومنحها الجوائز والرعاية والتقدير لان الأسرة هي العامل المحوري الأهم في بناء الشخصية الوطنية المعتدلة والحفاظ على الأمن والاستقرار والوئام الاجتماعي الذي أصبح ضرباً من الخيال بسب حالة التخبط التي يعاني منها الشباب واستغلال ( سماسرة ومقاولي) الفوضى السياسية الخلاقة لهذه الحالة التي بات الانتهاء منها قريباً بإذن الله فالأوطان والشعوب تبقى وترقى. والنخاسون وعبيد المصالح يسقطون وهذه حقيقة أكدها التاريخ وعمدها بالدموع والدم والله نسأله أن يهدي شبابنا ويهدينا جميعاً إلى ما فيه خير شعبنا وامتنا الحرة المجيدة.
كيف نبني الشباب ونحميهم ؟
أخبار متعلقة