علي زيدان رئيس الحكومة الليبية
طرابلس / متابعات :جدّد رئيس الحكومة الليبية علي زيدان رفضه استقالة حكومته ما لم يتوافق المؤتمر الوطني العام (البرلمان) على شخصية بديلة، حتى لا تقع الدولة في فراغ سياسي، وذلك غداة فشل مذكرة بحجب الثقة عنه في المؤتمر الوطني، وسط تواصل اضطراب الوضع الأمني.وقال زيدان في مؤتمر صحفي في طرابلس إثر اجتماع مجلس الوزراء «لن أستقيل إلا إذا استدعت المصلحة الوطنية ذلك» مشيرا إلى أنه مدعوم من نصف أعضاء المؤتمر الوطني وأنه ليس مستعدا «لخذلان» من انتخبه.ووفق وكالة الصحافة الفرنسية فإن زيدان جدد تأكيده على أنه «سيتخلى عن طيب خاطر عن منصبه إذا توصل المؤتمر العام إلى توافق بشأن من سيخلفه».ووفق وكالة يونايتد برس إنترناشيونال، فإن رئيس الحكومة شكّك بصحّة عدد النواب الذين طالبوا في بيان الثلاثاء بسحب الثقة عن حكومته، كاشفاً أن مجموعة من الأسماء التي ذكرت في ذلك البيان اتصلوا به وأكدوا له عدم توقيعهم عليه.يذكر أن 99 نائباً قالوا في بيان الثلاثاء الماضي إنهم يعتبرون حكومة علي زيدان «ساقطة سياسياً» وذلك بعد فشلهم في تأمين الـ120 صوتاً اللازمة لحجب الثقة عن الحكومة، من أصل مائتي نائب يتكوّن منهم البرلمان، في مسعى قاده حزب العدالة والبناء ذو التوجه الإسلامي.كما أعلن الحزب ذاته سحب وزرائه الخمسة من حكومة زيدان، وهذه الوزارات هي النفط والغاز، والشباب والرياضة، والإسكان والمرافق، والاقتصاد، والكهرباء.ويعتبر حزب العدالة والبناء والنواب الذين يدعمونه في مسعى حجب الثقة عن حكومة زيدان أن الحكومة فشلت في حل المشاكل الأمنية، وفي دمج الثوار في العملية العسكرية والسياسية، وفي فتح الموانئ النفطية المقفلة من قبل مجموعة مسلّحة منذ أكثر من خمسة أشهر، وفي القضاء على المركزية.وأحجم زيدان عن التعليق على قرار العدالة والبناء سحب وزرائه من الحكومة، موضحا أنه سيجري تعديلاً وزارياً سيشمل وزارة الخارجية وبعض الوزارات الأخرى.ميدانيا، بلغت حصيلة الاشتباكات بين قوات تابعة لرئاسة أركان الجيش ومسلحين من منطقة ورشفانة جنوب العاصمة طرابلس 22 قتيلا و118جريحا طبقا لوزارة الصحة.وكانت عمليات بحث عن «خارجين على القانون» و»مؤيدين للنظام السابق» قد بدأت في ورشفانة، ولكنها تطورت إلى اشتباكات عنيفة، وما يزال الوضع الأمني مضطربا هناك.وبدأت الاشتباكات قبل ثلاثة أيام عندما انتشرت قوات الأمن في ورشفانة للقبض على حوالي 177 مطلوبا للعدالة متهمين بجرائم خطف وسرقة سيارات بالإكراه.ووفق الأنباء فإن قوات الغرفة الأمنية المشتركة وألوية درع ليبيا التابعة لرئاسة أركان الجيش ترابط بالقرب من منطقة ورشفانة، بينما يشهد خط المواجهة هدوءا نسبيا في محاولة لضبط الأمن.وقالت الأنباء أن ورشفانة تشهد حالة تأهب استجابة للنفير العام، حيث أصبحت المنطقة ساحة للمعركة التي استٌخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.وفي السياق المتصل بالوضع الأمني، تمكنت السلطات من تحرير دبلوماسي كوري جنوبي كان قد خطف الأحد الماضي بالعاصمة طرابلس على أيدي مجهولين، وفق ما أفادت مصادر حكومية ليبية لوكالة الصحافة الفرنسية.وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية سعيد الأسود إن «عملية التحرير تم تنفيذها بفرقة خاصة تابعة لوزارة الدفاع نجم عنها تحرير المختطف دون أن يمس بأذى، وألقي خلالها القبض على أربعة من الخاطفين».وفي سول، أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية تحرير مواطنها المختطف في ليبيا، موضحة أنه «من الممكن أن يكون الخاطفون تابعين لمجموعة متمردة مسلحة صغيرة».