[c1]تشكيك بنجاح (جنيف2) بشأن سوريا[/c]تناولت صحف أميركية الأزمة السورية المتفاقمة، وشككت غالبيتها بإمكانية نجاح مؤتمر جنيف2 للسلام بسوريا، وقال بعضها إن «وحشية الحرب الأهلية» بالبلاد تحول دون التفاؤل بنتائج للمباحثات التي انطلقت أمس في سويسرا، وقالت أخرى إن أوباما يدافع عن سياسته إزاء سوريا.فقد قالت واشنطن تايمز إن «وحشية الحرب الأهلية المستعرة» في سوريا منذ قرابة ثلاث سنوات تلقي بظلال الشك على احتمالات نجاح مفاوضات السلام السورية، والتي انطلقت أمس بسويسرا في ما يعرف بمؤتمر جنيف2.وأشارت الصحيفة إلى أن شرارة الصراع في سوريا انطلقت إثر قيام السلطات باعتقال وتعذيب أطفال مدارس قبل نحو ثلاث سنوات، وكل ذنبهم أنهم رسموا على الجدران شعارات تنتقد النظام، فاحتدم الصراع وتطور إلى أن تحول إلى «أكثر الحروب الأهلية وحشية» منذ عقود.وأضافت أن النظام السوري يواصل ارتكاب الفظائع بحق المدنيين، وأنه يواصل قصف المدن والبلدات السورية جوا بالبراميل المتفجرة وبمختلف أصناف الأسلحة الفتاكة، وأنه استهدف المنازل والمخابز بعد أن أمعن في قتل المتظاهرين في الشوارع.وقالت واشنطن تايمز إن سوريا تغرق بالدم وتشهد عمليات تعذيب وقطع للرؤوس وقتل طائفي يصعب معها إيجاد حل سياسي للأزمة المتفاقمة من خلال مؤتمر السلام في سويسرا، إضافة إلى الاختلافات العميقة الأخرى بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المسلحة.من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه يجب على القوى الأجنبية أن تفهم أنه «يصعب التدخل في الحرب الأهلية المستعرة» في سوريا، وإن المفاوضات التي انطلقت في سويسرا للسلام في سوريا تواجه تحديات شاقة.وأوضحت الصحيفة أنه يصعب على الأسد مناقشة رحيله عن السلطة لما يتمتع به من قوة عسكرية، وتساءلت عن مدى قدرة مندوبي المعارضة على تمثيل أوساطها المتنازعة، والتي تتنافس في الاقتتال في ما بينها في البلاد، وقالت إنه ينبغي إيجاد حلول لجذور الصراع أكثر من مجرد محاولة وقف الحرب بحد ذاتها.وفي سياق الأزمة، قالت واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي باراك أوباما حاول الجمعة الماضية شرح الأسباب التي جعلت إدارته تتخذ موقفا سلبيا إزاء الأزمة السورية.وأوضحت الصحيفة أن إدارة أوباما لم تشأ أن تتدخل في الصراع السوري -الذي حصد أرواح أكثر من مائة ألف إنسان وشرد الملايين وجعل المنطقة برمتها تشهد حالة من الاضطراب- وذلك بسبب خشية الولايات المتحدة من النتائج العكسية المحتملة لأي تدخل من جانبها.ونسبت إلى أوباما قوله إنه يشعر بالقلق إزاء ما يحدث بسوريا، لكنه ليس قلقا لعدم اتخاذه قرارا بالتورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط.وأشارت الصحيفة -في تقرير منفصل- إلى أن إيران تلوم الولايات المتحدة على منعها طهران من المشاركة في جنيف2 للسلام في سوريا، وسط الخشية من أن تطغى الخلافات بشأن ذلك على الحدث، ويشي بكونه فرصة تكشف عن أن العالم يحاول اتخاذ إجراءات بشأن الأزمة السورية بعد ثلاث سنوات من سفك الدماء.من جانبها، قالت لوس أنجلوس تايمز إن جنيف2 يشكل الفرصة الأولى التي يلتقي فيها موفدو النظام السوري وجها لوجه مع مندوبي المعارضة التي تسعى للإطاحة بالأسد، وأضافت الصحيفة أنه لا يتوقع الكثير من هذا المؤتمر.يشار إلى أن مؤتمر جنيف2 انطلق أمس في سويسرا حيث دعا متدخلون بالجلسة الافتتاحية إلى الحوار من أجل حل الأزمة، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالجلسة التي انطلقت بمدينة مونترو بسويسرا إن إنهاء الأزمة «يقع على عاتق السوريين لوحدهم» على أن يعمل المجتمع الدولي على توفير الظروف المناسبة، وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تحول سوريا لـ«بؤرة إرهاب» بالشرق الأوسط، بينما أكد نظيره الأميركي جون كيري ألا مكان للرئيس بشار الأسد بالمرحلة القادمة.وأوضح بان -خلال كلمته بافتتاح جنيف2- أن المؤتمر يهدف إلى البناء على مقررات مؤتمر جنيف1 والوصول إلى «تأسيس حكم انتقالي بكافة الصلاحيات وبإجماع يشمل المؤسسة العسكرية والاستخباراتية».من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أن الثورة في سوريا لم تبدأ مسلحة بل كانت سلمية، «وقابلها النظام الحاكم بالعنف».وتحدث كيري عن «اعتداء على الحياة والكرامة البشرية» بسوريا، وأكد وجود خيار واحد للمضي قدما في حل الأزمة، وهو تشكيل حكومة انتقالية بعد مفاوضات شاملة.وأوضح أن الفترة الانتقالية بسوريا لا مكان فيها للأسد «لأنه سبب الاستجابة الوحشية للمظاهرات السلمية» ولا مكان فيها «للمتطرفين الذين يمعنون في زيادة معاناة الشعب السوري».[c1]سعي المالكي لسحق خصومه يفاقم العنف[/c]تناولت صحف أميركية الأزمة العراقية المتفاقمة، ودعت إحداها الولايات المتحدة لإعادة الاهتمام بالعراق، وتساءلت أخرى عمن وراء العنف بالعراق، وقالت إن سياسة المالكي لسحق خصومه السياسيين تتسبب في تفاقم العنف في البلاد، وأشارت ثالثة إلى أن آلاف العراقيين فروا من مدينة الفلوجة.فقد دعت صحيفة واشنطن تايمز -في مقال للكاتب دوغ كولينز- إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى ضرورة إعادة الاهتمام بالعراق، وأن تجد حلا لما تشهده مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار غربي بغداد.وانتقدت الصحيفة سياسة أوباما في العراق، وقالت إنه كان ينبغي للرئيس الأميركي عقد اتفاق أمني مع العراقيين قبل سحب القوات الأميركية من البلاد، وأشارت إلى أن الجيش الأميركي تكبد خسائر بشرية فادحة في العراق، وفي مدينة الفلوجة على وجه التحديد، حتى خلصها من سيطرة تنظيم القاعدة في 2004.وقالت الصحيفة إن مقاتلين مرتبطين بالقاعدة يسيطرون على مناطق في العراق هذه الأيام، وإنه ينبغي للولايات المتحدة تزويد بغداد بكل الأدوات والأسلحة اللازمة لمكافحة «الإرهاب»، لأن ذلك يصب في خانة المصالح الأميركية.من جانبها تساءلت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور عمن يقف وراء العنف في العراق، وقالت إن العنف هناك ليس محصورا بوجود تنظيم القاعدة أو انتشار الكراهية الدينية العميقة بين العراقيين، ولكن سبب العنف يعود في جزء منه إلى الأزمة المتفاقمة في سوريا وإلى الاضطراب السياسي في العراق.وأوضحت الصحيفة أنه ما أن سحبت الإدارة الأميركية آخر جنودها من العراق في 2011 حتى أبدى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العزم لسحق خصومه السياسيين من العرب السُنة، موضحة أن المالكي دعا البرلمان للتصويت لحجب الثقة عن نائبه صالح المطلك، وأصدر مذكرة لاعتقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، وهما من أبرز رموز السُنة في البلاد.وبينما تساءلت الصحيفة عما إذا كانت الحرب الأهلية في العراق قد انتهت فعلا، أشارت إلى أن الحرب الأهلية المستعرة في سوريا منذ ثلاث سنوات تعتبر جزءا مما يجري في العراق، موضحة أن لهيب الحرب السورية سرعان ما امتد إلى هشيم الأراضي العراقية.وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة يساهم في تدفق الأسلحة والمقاتلين في الاتجاهين بين العراق وسوريا، وخاصة عبر محافظتي الأنبار ونينوى العراقيتين.يشار إلى أن الرمادي وأطراف مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار شهدت اشتباكات بين الجيش ومسلحي العشائر في أعقاب فض الاعتصام المناوئ للمالكي في الرمادي، بعد إعلان الأخير أن مسلحين مرتبطين بالقاعدة يتخذون معاقل لهم بالمنطقة، وتعهد بشن هجمات للقضاء عليهم «إذا لم يجبرهم سكان المنطقة على الرحيل».وفي السياق، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن آلاف العراقيين فروا من مدينة الفلوجة في الأيام الأخيرة مخافة تفاقم الأوضاع أكثر، وذلك في أعقاب فشل مباحثات بين بعض شيوخ العشائر و«المسلحين الجهاديين» بهدف إنهاء الأزمة التي تعصف بالمنطقة منذ أسابيع.وأوضحت أن المسلحين اختطفوا شيوخ القبائل الذين كانوا يتفاوضون معهم، وأن فشل المفاوضات يعتبر ضربة لحكومة المالكي.يشار إلى أن القوات الحكومية بدأت الأحد الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المسلحين في مدينة الرمادي التي تخضع بعض أحيائها في وسط وجنوب المدينة لسيطرتهم، في حين يواصل الجيش العراقي منذ نحو ثلاثة أسابيع الانتشار في مناطق متفرقة من محافظة الأنبار.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة