أشعر بالتفاؤل في قراءات روجيه غارودي في نقد الفلسفة والفكر العربي وفي معرفته العميقة بــالإسلام بينما نحن مُنشغلون كــشُعوب في جر واقعنا إلى مُربعات تستدعي الموت منا أكثر من البحث عن أفق فكري جيد لــلتعايش والتسامح وبناء الإنسان.في الغالب لا تستطيع أن تقف على قدميك خفية من موت يستهدفك أكثر من قُدرتك على السُكون داخل لوحة فنية لـــدانتي أو لــدافنشي .لا ترغب في الغالب في تحمل تبعات حالة غثيان تنتأبك وأنت ترى مولد مُفكر ورسول بـــحجم محمد (صلى الله عليه وسلم ) وهو يتحول إلى حالة إنتهازية وصارخة لـــمُقايضة هذا الواقع بين أكثر قوى تعتقد أن بـــإمكانها أن تُحول الإسلام إلى مُنتج وسلعة يُمكن الظفر بها خارج مرمى التاريخ .تلجاُ هاربا من كُل ما يُذكرك بــمدينة عشت فيها لـــفترة بسيطة مُتفائلا ’ وبإمكانية التغلب على بؤس وإيقاع المزاجات العاطفية .تعرف أن الأجوبة التي دائما ما نحتاج إليها تظل وفية لــسُنارة سيف ولـــجواسيس قوى تستحوذ على حُلم الحياة دون أن تكون وفية لــسرنا الجميل , لــبراءتنا التي دائما ما يكون الظفر بـمزاج أكبر من النسيان لــتحمل تبعات ما نؤمن به .عندما تحمل نيتشه جُنونه طوال إحدى عشرة سنة لم يُفكر قط بـــالتوقف عن الكتابة عن الحُب , عن مُزاولة المُمكن من لُعبة الزمن المُستحيل وهذا ما يدفع كثيراً من الرائعين لــلإستمرار في مشروع الحياة مرة وأخرى وهُم يحلمون بـعالم يموتون وصولا إليه مُتساوين في الحُقوق والحُريات في العدالة والديمقراطية في الحُب والحُزن وفي التوزيع العادل لكل أشكال الحياة . هُروبا من كُل موقف ينتأبك كــكاتب تشعر بحجم الفداحات وأنت ترى كُل هذه الشعارات التي تعيشها وقد أخفقت في أن تُحول مُتسولاً من الشارع إلى كائن مُنتج أو إحدى بائعات القات في شُميلة إلى إمراة أخرى فاتنة وقادرة على الإستمرار في تكوين مشروع أسرة أسوة بـــبقية الكائنات الآدمية .صرت تعيد قراءة ما تُشاهده من حجم البشاعات اليومية ليل نهار وأنت غير قادر على إستيعاب دورك في مُجتمع مُتفككة أذرعه وتم التسليم بها في زمن المد الثوري لـــقوى طُفيلية تعتقد أنها قادرة على تحرير هذا العُرى من شكله القائم .فقط في نشرات الأخبار التي تبُثها كثير من القنوات الموتورة والمواقع الألكترونية تُذكرك أن دورها فقط يكمن في مد هذا الواقع بــالكثير من مشاريع الكراهية تحت عناوين ويافطات تم تفجير أعمدة الكهرباء بـــأطنان من التي إن تي أو بــقوات الإحتلال الإسرائيلي تقتحم ......إلخ.كم يلزمنا إخلاقيا أن نتبنى أي مشاريع لــلحياة الحقيقية ,,,, لــإنقاذ الناس وتحريرهم من شكليات جهلهم الفكري ومرضهم أكثر من حاجتنا لــلطعن بــشكل الفن العالمي أو لــنقد فن تشكيلي تم إقامته في معرض فرانكفورت الألمانية أو في نقد مشروع رأس المال وبدائل الأنظمة الإشتراكية والشيوعية العالمية ؟؟؟؟فــــمازلنا نطحن بــأكاذيبنا نشوة الكلمة الصحيحة , ومازالت كثيرة هي أسئلة التاريخ التي ما تفتأ أن تتجدد كــجُرح لم ينزف يوما ما بــأقاويل وكتابات مُفكري هذه الأمة الذين وضعونا في مزادات صراع لا يفتأ المرء إلا أن يجد نفسه كـــفرمان يصدر أحكامه لــتكفير الناس ووضعهم في خانات ضيقة .شُعوب تعيش مُقدمات لــلعُصور الوسطى التي عاشتها أوروبا تحت مقصلة الكهنة ’ وشُعوب أخرى تعيش حالة التفنن في وضع معايير جيدة لـموتنا إنتصارا لــتفاهات التاريخ المريض .
|
آراء
انتصارا لــتفاهات التاريخ المريض .....
أخبار متعلقة