من نافل القول أن الحوار الوطني الذي احتضنته عاصمتنا الحبيبة صنعاء خلال الأشهر الماضية مثل نقطة انطلاق وفارقة في نبية وروح التجربة الوطنية الديمقراطية اليمنية ومفاعيل وآليات عملها وديمومتها واستمراريتها وارستراتيجيتها السياسية والفكرية والحضارية. انه فعلاً حلم يتسامى القاً ووهجاً وطنياً خلاقاً وقومياً لا حدود له من خلال عمقه ومدلولاته ورؤاه الديمقراطية التي عكست عظمة الإنسان اليمني المعاصر الذي استطاع أن يتشبث بتلابيب تاريخه الإنساني المجيدة وحركة وعيه وحكمته التي أشاد بها من عاصره وعايشه ولامس سنابله النبيلة وفي مقدمتهم نبينا وسيدنا محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وعلى اله وسلم ومن والاه إلى يوم الدين الحبيب الهادي المصطفى الذي قال عنا نحن اليمنيين ( الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية) لتصبح هذه المقولة نبراساً وشمساً مشرقة في حياتنا نتعلم منها كل معاني الحياة والحب والتضحية المضيئة. نعم فهناك تضحية يمكن أن تضيء دروب شعب وحياة أمة تواقة إلى الارتقاء نحو فضاءات الآمال العريضة التي تستحضر جملة استحقاقاتها في الحرية والبناء والنماء الإنساني المتجدد الذي يرسخ العدالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والروحية والنفسية للمجتمع بعيداً عن لغة القبيلة والقوة أو الاستقواء على الفئات الضعيفة و من لا حول لهم ولا قوة في المجتمع ( المواطنون درجة ثانية) الذين يعيشون تحت ( ارض الحلم) وفي زقاق الظلم والقهر والاستبداد الذي نسف مفاهيم وقيم وأبجديات الثورة المباركة وحركة وعيها وصلاحها التاريخي بين صفوف الجماهير ما يدمي قلبي العليل أننا نعيش (عرساً سياسياً ووطنياً ) كبيراً ولم نفرح معه بشكل متناغم وطبيعة فما خلص له حوار العقلاء في أزال وماجاء به من مخرجات عظيمة وجليلة يستحق أن نفرح لأجله ونرقص حتى ساعات الصباح الأولى. ونسميه عيداً وطنياً جديداً في حياتنا وحياة أجيالنا التي تنعم بمستقبل جميل لطالما حلمنا به تمنيتنا واقعاً وانسانياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً معاشاً يرتسم في وريد ونبض أيامنا سنينا قناديل وشموع تخرجنا من ( شرنقة المركزية) ونفقها المظلم والطويل. إنها أيام الوفاء والعرفان والإخلاص الحقيقية لهذا الوطن الجميل والأغر في حياتنا جميعاً فأما أن نكون أو لا نكون وأما أن نرتقي به ومن خلاله نحو واحات العلياء والمجد والسؤدد وإما أن نفرق لا سمح الله في مستنقع ( عنف وحمامات دم) لا تنتهي وليس لها إلا طريق واحد اخرق مرير سيأتي على كل ما أنجزنا منذ بداية الثورة الأبية.
|
آراء
بين الدولة الاتحادية وشرنقة المركزية
أخبار متعلقة