سطور
تشهد الحركة الفنية التشكيلية في عدن طفرة كبيرة بعد افتتاح قسم الفنون الجميلة في كلية الآداب جامعة عدن في سبتمبر2013م الذي يعد اللبنة الأولى في إنشاء صرح فن تشكيلي أكاديمي له مكانته الهامة على المستوى الثقافي والفني وعلى مستوى العاملين في هذا المجال الفني من أساتذة وفنانين وحتى المهتمين بهذا الجانب من الفنون. وليس غريبا أن تكون الصعاب كبيرة لانجاز كبير بهذه الضخامة في مدينة عدن التي توشحت منذ الأزل بالفنون في مختلف تخصصاتها، كمدينة حضرية في العصور السحيقة من عمرها، مدللة بذلك على امتزاج الفن بالحياة اليومية لأبنائها وحاجتها الماسة إليه، الأمر الذي أنتج لنا من الآثار والعادات والتقاليد مالا يمكن نسيانه!!. الفنان الأكاديمي والأستاذ/محمد عبده دائل الذي تبني هذا المشروع الحضاري والثقافي الكبير، استطاع بحنكته الفنية وخبرته الكبيرة في مجال الفن والتربية والتعليم الأكاديمي أن يجمع نخبة من كبار الفنانين ليكونوا هم أول من يصنعون اساسات هذا الانجاز المتميز في تاريخ الحركة الفنية في عدن، وكان انتقاء موفقا الى حد كبير، حيث تم غزل الخيوط الحريرية بسرعة مذهلة بينهم وبين تلاميذهم الفنانين رواد الدفعة الأولى التي انخرطت فيه منذ اللحظات الأولى للإعلان عن افتتاح القسم. الأجمل من ذلك هو وجود لفيف ذهبي من الفنانين التشكيليين المتمرسين وذوي الخبرات الكبيرة في هذا الجانب كطلاب فاعلين، ما يزيد من أعباء وصعوبة المهمة التي تواجه مدرسيهم في تقديم المادة العلمية والفنية ذات المواصفات العالية التي تتماشى مع هذه المستويات الرفيعة. ومما لاشك فيه أن افتتاح هذا القسم المهم في جامعة عدن يتطلب جهوداً كبيرة وغير عادية من قبل وزارة التعليم العالي للارتقاء بهذا الجانب من التحصيل العلمي والفني وبشكل جاد وما من شانه الأخذ بيد هؤلاء الفنانين الدارسين في سيبل تكوين الخلايا الأولى لثقافة فنية تخدم المجتمع وتنمي روح الإبداع لكل منتسبي هذا الجانب الثقافي الذي بدروه يساهم بصورة كبيرة في غرس حب الفن والجمال لدى بقية أفراد المجتمع وعلى طول وعرض الساحة الإنسانية في هذه الرقعة من الوطن .. كما انه سينتج للمجتمع نخبة رائدة من العاملين في هذا الجانب الإبداعي لتغطية الفراغ الكبير الذي يشغله عدد من الهواة-أو دخلاء عليه - يقتاتون على حساب الآخرين بتقديم أسوأ الخدمات الفنية دون أية مقومات أكاديمية وأدبية أو حتى أخلاقية.وحينها فقط سنلحظ الفارق الكبير الذي كنا فيه وما صار إليه بعد انخراط هؤلاء الكوادر الفنية في العمل التربوي والإنتاج المجتمعي وما سيعكسه ذلك مستقبلاً على حياة الآخرين.