في استطلاع عن أهمية تعزيز وعي البنين والبنات حول مراحل البلوغ ودور الشباب في ذلك :
استطلاع / بشير الحزميتعتبر مراحل البلوغ لدى البنين والبنات من أخطر المراحل التي يمر بها الفرد في حياته نتيجة ما يطرأ على الإنسان فيها من تغييرات فسيولوجية وجسدية وعقلية وهو ما يضع العديد من البنين والبنات في هذه المرحلة أمام خيارات صعبة في معرفة ما يحدث لهم ويكون غالبا الحصول على المعلومة الصحيحة والسليمة عملية صعبة في ظل تدني وعي المجتمع وقنوات التوعية المختلفة عند التطرق إلى مثل هذه الموضوعات في برامج التوعية الموجهة للأطفال واليافعين في هذه المرحلة فضلا عن بعد الآباء والأمهات عن أبنائهم وبناتهم خلال هذه المرحلة وعدم الاكتراث لمسألة حاجتهم للوعي اللازم والسليم لكيفية التعامل مع هذه المرحلة وتجاوزها بسلام .. صحيفة 14أكتوبر تضع هذه القضية أمام العديد من المختصين والشباب لتستطلع آراءهم حول أهمية التوعية في هذا الجانب ودور الشباب في تعزيز الوعي بشأنها .. والى التفاصيل :في البداية تحدث الخبير الإعلامي والمدرب الدولي نشوان السميري قائلاً : تعد مرحلة البلوغ لدى الأبناء من الجنسين من أهم فترات عمر الإنسان وأحرجها عليه وعلى أسرته، أما على الطفل فقلما يصاحبها تغيرات جسدية ونفسية قد لا يجد إجابات شافية عنها بالضرورة عند من حوله وهذا طبعا في أحد جوانب المسألة لا كلها. وأما عن أسرته فلأنها تعيد أحيانا كثيرة وضع جدار سميك من الصمت سبق أن بناه أجدادهم حولهم يحظر الحديث عن البلوغ وما يصاحبه من بدء النضوج الجنسي لدى الطفل، ودائما ما تظل العادات والتقاليد والفهم غير الواعي للدين حجر عثرة أمام توعية الطفل ذكرا كان أو انثى بحساسية هذه المرحلة وما يجب أن يعرفه الطفل ولو إجمالا حولها، هذا على المستوى الجسدي أولا، والثاني على المستوى النفسي الذي لا يقل خطورة وأهمية.ونحن نسمع من حين لآخر أن فتاة حديثة الزواج والحمل انتظرت أن تلد من «ركبتها» فلم توع حتى حين زفافها بمعنى البلوغ وما يترتب عليه من تغيرات يجب أن ينتبه لها المراهق وتحرص الأسرة على التعامل معها بحذر وصبر وروية. وفي عصر الانفتاح التكنولوجي وخوض كثير من المراهقين غماره لم يعد من المجدي أن يعرف الطفل عن بلوغه أشياء تضره منها لأن الأهل أحجموا عن طريقة أفضل للتعامل مع بلوغه، لذا وجبت التوعية التي يصحبها الصبر والحلم في التعامل مع الطفل حديث البلوغ حتى تمر هذه المرحلة الخطيرة من حياته بسلام ينعم هو به وتنعم به أسرته.[c1]أكثر المراحل اضطرابًا[/c]من جانبها تقول تهاني القدسي من جمعية رعاية الأسرة اليمنية : مرحلة المراهقة والشباب هي أكثر مراحل حياة الإنسان اضطرابًا؛ إذ يستولي عليها القلق وعدم الاستقرار، وهي تعتبر المرحلة التي تسبب كثيرًا من المتاعب للآباء والأمهات، إذ يقعون تحت تأثير العواطف والانفعالات ولديهم مزاج ثوري يجعلهم يرون كل الأشياء من خلال عدسات المشاعر، وأن أي صدمة يمكن أن تغير كل أوضاعهم وتقودهم إلى الانحراف والخروج عن المسار السليم. وأضافت بالقول : مشكلات اليافعين والشباب موضوع غاية في الأهمية؛ لأنه يسلط الضوء على شريحة مهمة جدًّا، سواء أكان ذلك بالنسبة للحياة الاجتماعية أو الاقتصادية لما تمتلكه هذه الشريحة من قابلية وقدرات وإمكانيات فضلاً عن الالتزامات والمسؤوليات، التي يمكن أن تناط بها، الأمر الذي يجعل أي عائق أو مشكل يعترضها، مسألة تستدعي التوقف عندها ومحاولة البحث عن أسبابها وتداعياتها؛ لأن هذه المشكلة أو العائق قد لا ينحصر تأثيرهما في شخص الشاب أو مجموعة الشباب التي تعاني منه، وإنما قد يمتد تأثيره إلى قطاعات ومجالات اجتماعية أخرى .وقالت إن التعامل مع اليافعين يحتاج إلى فن ومهارة قد لا يجيدها البعض، وتبقى المشكلة الأهم هي تغافل وتجاهل الآباء والأمهات للأشياء التي يعونها، دور الأصدقاء والآباء في التعامل مع اليافعين والشباب حيث يلعب الصديق دورًا مهماً في هذه المرحلة، بل هو محور الحياة التي تدور حولها اهتمامات اليافع (المراهق).[c1]دور حيوي ومؤثر[/c]وأوضحت أن للأسرة دوراً حيوياً ومؤثراً على اليافع (المراهق) دينيا ونفسيا واجتماعيا فعلى الآباء إدراك مدى حاجة أبنائهم لهم في مرحلة البلوغ وعليهم أن ينصتوا لهم باهتمام شديد عندما يحدثونهم، وألأ يقاطعوهم، أو يُسفهوا آراءهم، وعليهم أن يجتنبوا مخاطبة أبنائهم وبناتهم اليافعين بعدد من العبارات المحبطة بل والمحطمة.وأكدت أن عبارات المديح لها أثر إيجابي في تحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى أطفال كانوا يعانون من صعوبات التعلم ونقص التركيز . ففي هذه المرحلة تزيد درجة حساسيتهم ويزيد احتياجهم للحب والحنان والتفاهم مع الغير وخاصة مع أفراد الأسرة فعلى الآباء توفير المناخ النفسي الملائم للأبناء في بيئة طيبة ومسلمة تغرز فيهم قواعد ومبادئ الدين الإسلامي .وقالت أن الأسرة تلعب دوراً مهماً في تشكيل هوية اليافع (المراهق) من خلال أساليب التنشئة والرعاية، وبالتالي على أولياء الأمور أن يكونوا في أعلى درجة من الوعي والانتباه أثناء التعامل مع هذه الفئة لحساسيتها؛ لأنهم في مرحلة البلوغ تبدأ شخصياتهم بالتبلور، وتكون علاقاتهم مع الحياة بين شد وجذب.[c1]دور الإعلام والمدرسة[/c]وأكدت أهمية دور وسائل الإعلام في زيادة التوعية من خلال اهتمامها بموضوع التربية الجنسية وطرحها عبر الصحافة وشاشات التلفزيون والانترنت بشكل موضوعي ومقبول .وأشارت القدسي إلى أن المدرسة والتربية والتعليم تتحمل مسئولية ودوراً كبيراً في تعزيز الوعي بهذا الجانب من خلال إدخال التربية الجنسية كمادة أساسية في المناهج المدرسية، وتدريسها إلى جانب المواد الأخرى، ويمكن أن يكلف بتدريس هذه المادة الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون باعتبارهم أكثر الناس وعياً في التعامل مع هذا الموضوع ولديهم خبرة ومعرفة مناسبة حول حياة الطفل والمراهق والمراحل التي يمرون بها وخصائص النمو لديهم، أو أن يتم تأهيل كوادر من المدرسين المختصين في مادة علم الأحياء للقيام بتدريس مادة التربية الجنسية إلى جانب دور الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس.[c1]وعي مطلوب[/c]من جهته قال الطالب إسماعيل عبد الرقيب القدسي من كلية الزراعة جامعة صنعاء: أن البنين والبنات في مراحل البلوغ يحتاجون إلى الوعي الكافي عن التغيرات الفسيولوجية والتغييرات الجسدية والفكرية التي يمرون بها ليتكيفوا معها ويتعاملوا معها بشيء من الوعي والمعرفة حتى لا ينجرفوا في سلوكيات خاطئة .وأضاف بقوله : مرحلة البلوغ مرحلة خطيرة تحول الفرد من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة والشباب ويقول المثل الشعبي ( أول الشبه جنان ) أي أن الشباب في هذه المرحلة يعيشون مرحلة من الاندفاع العاطفي والتهور والطيش وقد تكون الكثير من الممارسات والسلوكيات التي يقومون بها غير مدروسة وقد تكون غير سليمة ولها تأثير سلبي على حياتهم وبالتالي فإن تزويدهم في مراحل البلوغ المبكرة بالمعرفة والمعلومات اللازمة الصحيحة ستساعدهم في تجاوز هذه المرحلة بدون مخاطر وستمكنهم من إدارة حياتهم خلالها بشكل ايجابي واستغلال الطاقة التي لديهم فيما ينفع المجتمع فضلا عن استثمارها في بناء شخصيتهم وتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم. وعلى أرباب الأسر بالدرجة الأولى أن يعو أهمية هذه المرحلة ويقفوا إلى جانب أبنائهم وبناتهم ويأخذوا بأيديهم ليتجاوزوها بشكل طبيعي وسليم وان يساهموا في تنمية معارفهم وزيادة الوعي لديهم حول هذه المرحلة المهمة في حياتهم ومتطلبات مواجهتها والتعامل معها بشكل صحيح ونافع . كما أن على المدرسة ووسائل الإعلام أن تؤدي دورها التوعوي في تنمية الوعي حول هذه المرحلة ومتطلباتها وكيفية التعامل معها لتحقيق سلوك ايجابي في حياة البنين والبنات .وقال : أتمنى أن نتجاوز القصور القائم في رسالة المدرسة ووسائل الإعلام والأسرة تجاه هذه القضية المهمة وأن تلعب هذه الجهات دورها في نشر وتعزيز الوعي في هذا الجانب في أوساط البنين والبنات في مراحل البلوغ المبكرة حتى لا يتجهوا إلى قنوات ووسائل توعوية أخرى قد يحصلون من خلالها على معلومات مظللة وغير سليمة ، وقد يكون لها نتائج سلبية ومدمرة ، وبالتالي لابد أن نضمن وصول المعلومات الصحيحة واللازمة إليهم من خلال قنوات التوعية والإرشاد التربوي والأسري و في الوقت المناسب .[c1]تقصير ملحوظ[/c]ويقول إبراهيم محمد الوجيه المدير التنفيذي لمبادرة تاريخها بأيدينا ومنسق مبادرة سفراء السلام : التغييرات الفسيولوجية التي تأتي للبنين أو البنات تؤثر في نفسيتهم وفي طريقة تعاملهم مع المجتمع ، وللأسف الشديد أن وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة لم تقوما بدورهما في هذا الجانب وهناك تقصير ملحوظ . فتجد أن المناهج المدرسية لا تتطرق بتاتا لما يمكن أن يعانيه الإنسان في مراحل عمره المختلفة ، لذلك تجد أن الوعي غير موجود حول التغييرات الفسيولوجية التي يمكن أن تؤثر في شخصية الإنسان تأثيراً عميقاَ خاصة الفتيات عندما تظهر تغييرات جسدية في الجسم وتغييرات فكرية بشكل كبير وحتى في طريقة تعاملها مع الأسرة ، وللأسف الشديد أن وزارة التربية والتعليم لا تهتم بهذا الجانب ، وأيضا وزارة الصحة بحيث لا تجد أي ندوات أو محاضرات أو أنشطة توعوية ميدانية ونزول إلى المدارس لتعريف البنين والبنات بمراحل البلوغ وما قد يطرأ في حياتهم من تغيير وهو شيء طبيعي يمر فيه كل فرد ، وبالتالي ينبغي أن يكون الوعي موجوداَ حتى لا تمارس أية ممارسات خاطئة قد تضر بمستقبل الأجيال القادمة .[c1]جانب مهم[/c]وأضاف الوجيه بقوله اعتب على منظمات المجتمع المدني أنها لم تتطرق لهذا الجانب ربما لان اليمن تعيش أزمات ومشاكل صحية عديدة ، لكن من المهم التطرق إلى هذا الجانب وتخصيص جزء من الأنشطة لهذا الموضوع لأهميتها في حياة ومستقبل الشباب .وقال : نتمنى أن تهتم منظمات المجتمع المدني بهذا الجانب وهي فرصة للاهتمام بشريحة المستقبل الذين إذا ما تم الاهتمام بهم سيصبحون شباباَ واعين وفاعلين في المجتمع وسيسهمون بدون شك في إيصال الوعي اللازم للأسرة والمجتمع . وعلى وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التربية إدخال المشاكل التي يمكن أن تطرأ على الإنسان أيا كان وإدراجها ضمن مناهج التعليم المدرسي . فنحن للأسف الشديد ننظر دائما للمشاكل بعد أن تقع ولا نتلافاها من البداية، فتجد أن هناك مشاريع تقام من اجل الأحداث ، وتكون ناتجة عن أسباب يمكن تفاديها إذا ما تم الاهتمام بهذه الفئة ونشر الوعي في أوساطها في الوقت المناسب .وتمنى من منظمات المجتمع المدني أن تتجه نحو هذه القضايا من اجل رفع الوعي حولها لأن هذا الوعي إذا ما وجد في المجتمع سينتقل بطبيعة الحال إلى الأجيال القادمة وسنضمن وجود جيل متسلح بالعلم والمعرفة والوعي اللازم في كل الجوانب التي تتعلق بحياته .[c1]ثقافة العيب[/c]بدورها تقول عضو مؤتمر الحوار الوطني من مكون الشباب سماح ردمان : اعتقد أن هذا الموضوع مهم جدا لان ثقافة العيب المعروف بها مجتمعنا اليمني تجعل الأبناء سواء البنين أو البنات يذهبون للبحث عن المعلومات من الأماكن غير المناسبة والتي قد تكون لها آثار سلبية على حياتهم . وفي إطار الثورة المعلوماتية الكبيرة هناك الكثير من المواقع ربما إذا ما وصل إليها الشباب قد يحصلون على معلومات غير صحيحة ولا تتناسب مع قيم وأعراف مجتمعنا وتعاليم ديننا وبالتالي علينا أن نفرق ما بين ثقافة العيب وبين ما ينبغي أن يعرفه أبناؤنا وبناتنا من معلومات تهم حياتهم . وعلى الآباء أن يوعوا أبناءهم والأمهات يوعين بناتهن بما يلزم في مراحل البلوغ وما سيحدث في حياتهم من تغييرات جسدية وعقلية . ولابد من الرعاية الحقيقية للأبناء في هذه الفترة لان هذه الفترة هي فترة مهمة وإذا ما تم غرس الكثير من القيم لدى الأبناء فيها سيكونون جيلاً فعالاَ في بناء اليمن . و إذا لم نقوم بهذا الدور فإن الأبناء سيلجؤون إلى أصدقاء قد يكونون أصدقاء سوء وقد يلجؤون إلى مواقع تعطيهم معلومات غير صحيحة وغير سليمة .وأضافت بالقول : اعتقد أن هذا الموضوع قد تم طرحه كثيرا من قبل منظمات المجتمع المدني وهناك بعض المنظمات التي تحاول أن تشتغل في هذا الجانب ولكنها قوبلت برفض كبير من قبل جماعات دينية . أتمنى إذا ما اشتغلت منظمات المجتمع المدني في هذا الجانب أن تعي أبعاد المجتمع اليمني وأخلاقياته وبيئته الدينية وان تطرح هذه الأمور عبر برامج في المدارس والجامعات وبطريقة تتناسب مع قيم وأخلاقيات وعادات مجتمعنا اليمني ، وعلى الحكومة أن تدعم مثل هذه التوجهات إذا لم تكن هي من تقوم بهذا الدور.وأؤكد ضرورة أن تطرح هذه القضايا بعيدا عن المنظمات الدولية و المجتمعات الخارجية لأنه دائما ما تفهم بطريقة غير صحيحة .وقالت : يمكن أن يكون دوري كشابة وكعضو في المجتمعات المحلية بالتطرق إلى مثل هذه القضايا والتخاطب حولها ، ولكن في إطار مؤتمر الحوار الوطني قد يتم التطرق إلى مثل هذه المواضيع عبر وضع مواد تسمح بأن تكون هناك توعية شبابية وبرامج خاصة بالشباب بصفة عامة وفيما بعد عندما تصبح البرامج على مستوى التنفيذ تطرح برامج توعوية تتناول هذه الجوانب ولكن مع مراعاة خصوصيات المجتمع اليمني .[c1]مرحلة حساسة[/c]وختاما يقول أمين عبد الله إبراهيم مدير إدارة الإعلام بالمجلس الوطني للسكان : تعتبر مرحلة المراهقة والبلوغ من المراحل المهمة والحساسة بل والحرجة أيضا في حياة الشباب من الجنسين الذكور والإناث على حد سواء وذلك نظرا لما يصاحب هذه المرحلة العمرية من ظهور تغيرات وتحولات جسدية ونفسية وفكرية واجتماعية وثقافية قد تنعكس سلبا أم إيجابا» على حياة هؤلاء المراهقين من الشباب والشابات ، وبالتالي انعكاس ذلك على مستوى الأسرة والمجتمع والدولة بشكل عام في جميع مناحي ومجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمعيشية . وتتميز هذه المرحلة العمرية بوجود شعور وتفكير مستمر لدى هؤلاء المراهقين حول التطلعات والآمال الكبيرة والعريضة التي تهم حاضرهم ومستقبلهم ، وكذا اهتمامهم وشغفهم الشديد لمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات والأشياء عن طبيعة هذه الحياة وكيفية التعامل معها وخاصة عن خفايا الأمور التي تدور من حولهم وتحديدا» فيما يتعلق بالحياة العاطفية والجنسية وعلاقة الرجل بالمرأة وقضايا الصحة الإنجابية وغيرها من المسائل والأمور الأخرى التي يتطلع الشباب لمعرفتها بأي وسيلة كانت ، وهنا تكمن الخطورة على حياة ومستقبل بناتنا وأبنائنا الشباب والتي تستدعي بالضرورة التعامل مع هذه المرحلة العمرية الهامة والحساسة بشكل جاد واهتمام كبير وأسلوب علمي مع إبداء نوع من المرونة حيالها ، لأنه إذا لم يجد هؤلاء الشباب إجابات واضحة ومقنعة ومعلومات صحيحة عن كل تساؤلاتهم واستفساراتهم في محيط الأسرة التي يعيشون فيها وخاصة» من الأب والأم فإنهم سيحاولون معرفتها بطرقهم وأساليبهم ومصادرهم الخاصة سواء عبر أقرانهم أو أصدقائهم المحيطين بهم في الحي أم في المدرسة أم في غيرها من التجمعات الأخرى التي يتواجد فيها المراهقون من الشباب والشابات ، فإذا كانت المعلومات التي تلقوها من مصادرهم الخاصة خاطئة وبعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع والمصداقية فان ذلك سوف يؤدي بطبيعة إلى حدوث أشياء وتصرفات خاطئة وطائشة وغير مسئولة منهم قد تؤثر سلبا على حياتهم ومستقبلهم في العديد من الجوانب النفسية والصحية والاجتماعية والثقافية والعلمية بل والأخلاقية أيضا . [c1]دور الآباء والأمهات[/c]وأضاف بالقول : ينبغي على كل الأمهات والآباء أن يتحدثوا مع أولادهم في جميع القضايا والأمور التي تشغل بالهم وتفكيرهم واهتماماتهم بصراحة وموضوعية وأسلوب علمي وعملي والإجابة عن جميع أسئلتهم واستفساراتهم وخاصة فيما يتعلق بمرحلة البلوغ والمراهقة وما يصاحبها من تغيرات جسدية ونفسية ، وأن يساهموا بايجابية في توعيتهم وتحضيرهم ليجتازوا هذه المرحلة العمرية الحساسة بنجاح وأمان ، كما ينبغي عليهم أيضا تربية أولاهم على المبادئ والقيم والأخلاق النبيلة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعلى العدالة والاحترام المتبادل بين الجنسين بما يساعدهم على بناء علاقات صحية في المستقبل ، وتثقيفهم وتوعيتهم بأمور الصحة الإنجابية والجنسية بما يجنبهم العديد من الأمراض والالتهابات ويجعلهم يتخذون قراراتهم بوعي وعقلانية ، والأمر هنا ينطبق على مختلف وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري الحكومية منها والخاصة في القيام بدورها وواجبها التنويري والتوعوي كما يجب في هذا الجانب المهم الذي يمس مستقبل أجيالنا ومجتمعنا ووطننا بشكل عام .وأكد أن القيام بعمل للتصدي للتحديات الحرجة التي تواجه المراهقين والشباب يمثل أولوية عاجلة إذا كان المراد أن تنجح جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية في التخفيف من وطأة الفقر وكبح جائحة الايدز وتمكين المرأة والرجل من إقامة عالم أكثر إنصافا . وقال: لا بد من الاستثمار في البرامج التي تلبي احتياجات صحة المراهقين الإنجابية على وجه الخصوص .