محطات ثقافية
يقيناً أن مكتب الثقافة بعدن يعاني منذ فترة ليست بقصيرة بسبب وضعه المادي (الصعب) وقد آن الأوان لتصحيح هذا الوضع السياسي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي (الهش) وتضميد جراح المجتمع والناس الذين نسوا أن هناك شيئاً اسمه ثقافة وفكر وإبداع الا من رحم ربي وكان ميسوراً.إن هذا الوضع (النشاز) غير عادل وغير مقبول ولا يمكن أن يكون واقعاً إنسانياً ترضى به الجماهير التواقة للتغيير والانطلاق نحو فضاءات الحضارية الحقيقية والعصرية المثلى التي لا يمكن ان نصل إليها ولو بعد مئات السنين الا بإصلاح وترميم (بنية العمل الثقافي والفكري) ورؤاه الإبداعية التي تستحضر معاني الشفافية الروحية والنفسية وألقها (الحسي والجمالي) الذي غاب عن نبض المجتمع ومفاصل عقول الجماهير.الشيء الجميل والمشرف أن (كتيبة مكتب الثقافة بعدن) ورغم هذا الوضع غير السوي وفي ظل هذه الظلمات الدامسة لازالت قادرة على إضاءة الشموع وبنظرة مستميته ملؤها العطاء والإصرار والفعل الوطني النبيل .. تحية لهم جميعاً وعزاؤنا الوحيد أن نقول لهم اصبروا وجاهدوا .. إن الله مع الصابرين.أهمية الإذاعة المدرسية والمسرح المدرسي والمسابقات الثقافيةلا يختلف اثنان في ان أوضاع التربية والتعليم في بلادنا تعيش وضعاً صعباً ومؤسفاً للغاية وهو ما عكس نفسه بقوة على المستوى التعليمي وعملية (التثقيف) وتنمية مهارات ومدارك التلاميذ (المساكين) الذين أصبحوا (زي الأطرش في الزفة).والله إنني أقول هذا بألم بالغ لا يفارق مخيلتي في كل وقت وحين ولا يمكن ان نخرج من هذه ( الشرنقة المميتة) والنفق المظلم والطويل الا من خلال عملية إصلاح حقيقية تقودنا وتقود التلاميذ نحو آفاق بناء (الشخصية الوطنية المعتدلة) والبناء التربوي الهادف والملتزم والمسؤول .وسيتأتى ذلك بإذن الله تعالى من خلال الآتي وبحسب رؤيتي البسيطة والمتواضعة طبعاً.الاهتمام بإقامة وتفعيل الإذاعة المدرسية التي يكون من شأنها دائماً وأبداً رفع معنويات التلاميذ والاهتمام بالقضايا الوطنية الاجتماعية المهمة الحساسة ومهاجمة أوكار الإرهاب المجافي للقيم والمثل والشرائع الذي ينبع منه هذا الفعل الذي أدمى من قلوبنا وأخذ من حياتنا أحب واعز وأطيب الناس.تفعيل أجواء المسرح المدرسي وآليات حركة إبداعات ووهجه باعتباره أبا الفنون الذي يحافظ على ألق وشفافية جماليات النفوس والعقول معاً ونستطيع من خلاله ومختلف أدواته ومفاعيله وقيمه الفكرية والإنسانية النبيلة ان نبني جيلاً وسطياً يمقت ويجافي الإرهاب والعنف ولغة الفساد والإفساد والعفن الذي يضرب معظم نواحي حياتنا ويمزق نياط قلوبنا .الاهتمام بالمسابقات الثقافية والفكرية بين مختلف المدارس والثانويات والمعاهد العلمية كشرط أساسي لبناء (الشخصية الوطنية المعتدلة بآفاقها التقدمية) ولغتها الحضارية المتزنة وكذا بناؤها بناءً علمياً وسياسياً وإجتماعياً سليماً على قاعدة المنافسة الشريفة والإيمان بلغة العلم والعقل والمنطق وضرورات المجابهة الفكرية بعيداً عن لغة القوة والإستقواء والبلطجة المقنعة ومفهوم (حبتي والا الديك) والعنتريات الفارغة التي شوهت جمالية الحياة ورسمت مشهداً مخيفاً في الواقع وعلى امتداداته المستقبلية.