بعد غياب يقارب الأربعين عاما في أرض المهجر
عدن / محمد احمد النعماني:لم ولن تنسى مدينة عدن أبناءها الاوفياء الذين سطروا ملامح تاريخية ورسموا لوحات خالدة في تاريخ عدن الرياضي مهما طال الزمن او قصر ويؤكد التاريخ ان هناك أسماء سجلوا انفسهم كرواد للحركة الرياضية العدنية بل ومؤسسيها وتركوا لأنفسهم ذكريات طيبة لدى كل الرياضيين ولكل الاجيال ومن بين هؤلاء الكوادر الاستاذ الكبير/ حامد محمد بركات نجم نادي الحسيني واحد مؤسسي هذا النادي العريق الذي كان اللبنة الاساسية لركيزة نادي التلال الرياضي . فبعد 38 عاما من الغربة في المملكة العربية السعودية عاد الاستاذ / حامد الى عدن مسقط رأسه قبل بضعة ايام وحظي بحفاوة بالغة من قبل كل ابناء عدن نظرا لمكانته في قلوب ابناء عدن وكل الرياضيين وكعادة أبناء نادي الحسيني في الوفاء فقد اكدوا وفاءهم لهذه القامة الرياضية وحينما علموا بعودته الى عدن قاموا بالزيارة للاستاذ/ حامد والاطمئنان على صحته بعد ان اجرى عملية في عينه بعدن وذرف حامد الدموع وهو يرى أبناءه وأصدقاءه بعد 38 عاما يبادلونه الوفاء والحب والعرفان ومن ابرز من حضر الى زيارته النجم الكبير العملاق الكابتن/ سعيد دعالة والخبير الرياضي الكابتن/ وديع ثابت والموسوعة الرياضية الاستاذ/ هاشم عبدالرزاق الوحصي وكوادر نادي الحسيني الأساتذة/ علي ناصر محمد فضل ووديع حداد وعلي مبجر ورشاد جعفر وكثير من القامات الرياضية الذين توافدوا الى منزل الاستاذ/ حامد في كريتر لزيارته وللاطمئنان على صحته وفاء لدوره الكبير في نادي الحسيني نجما ومؤسسا بعد ان كان لاعبا بارعا في مركز الظهير ثم انتخب الاستاذ/ حامد محمد بركات في شهر سبتمبر 1958م في مجلس الادارة الذي كان يترأسه الاخ/ طه محمد محمود وثابت محسن نائبا للرئيس وابوبكر شفيق سكرتيرا وجددت له الثقة في انتخابات النادي في مايو 1961م مع الاستاذ حسن علي بيومي رئيس وزراء عدن الاسبق حيث تحمل الأستاذ حامد مسئولية السكرتير المساعد للبيومي رئيس الوزراء الاسبق لعدن .حاولت الاقتراب من هذه القامة العدنية الرياضية الذي كان من ابرز مؤسسي نادي الحسيني الذي انشئ من نادي الترفيه المتحد ليكون بذلك رابع ناد تاسس في اليمن بعد نادي الترفيه الذي تاسس في عام 1902م ونادي التنس العدني 1904م ونادي الاتحاد المحمدي عام 1905م ونادي الحسيني الذي تاسس في عام 1924م وكان يطلق عليه اسود الغرب وشعاره الاسد وحينما سالت هذه القامة العدنية الرياضية التي تركت عدن في عام 1975م وحتى الآن مضطرا لظروف سياسية اجبرته على فراق عدن ذرف الدموع وهو يتحدث عن عدن وتاريخ عدن واسباب تركه لعدن لكنه اكتفى بالقول حينما اشار الى من حوله من ابناء الحسيني وهم يزورونه وياخذونه بالاحضان وقال لي: لقد كنا في نادي الحسيني اكثر من اخوان ولم يكن نادينا فقط رياضة وبس بل كان نادينا مدرسة في الثقافة والابداعات وخدمة اهل المنطقة وعدن في كل الاتجاهات .وحتى لا اكون ضيفا ثقيلا عليه وهو في وضع صحي والزوار من حوله وكانهم غير مصدقين بعودته الى عدن اكتفيت ببعض ماقاله عن حزنه لما وصلت اليه الرياضة في عدن اليوم وكيف كانت في عهده والحب الذي زرعته الرياضة في عدن وكيف كانت صولاتها وجولاتها انذاك ولم يخف استاذنا الكبير/ حامد ونحن نستودعه حبه وتقديره لوفاء ابناء الحسيني الذين كانوا من اول الناس حريصين على زيارته والاطمئنان عليه قائلا لي .. هؤلاء هم ابناء الحسيني الحقيقيون ..هؤلاء هم اهل الوفاء .. هكذا هم أبناء عدن الحقيقيون في الحب والالفة والصدق والرجولة والتراحم وستبقى عدن وأبناء عدن قدوة في الذوق والحب والتراحم والمواقف مهما تغير الزمان.