الذكرى الثامنة لرحيل الفقيد عصام سعيد سالم
ثمانية أعوام مضت وأنت بين يدي الباري، ثمانية أعوام مرت وكل من احبك افتقد إلى قهقهات ضحكاتك ووجهك المبتسم دوماً بتلك الابتسامة التي لا تفارقك حتى ولو كنت بأصلك الظروف، يفتقدونك بمجالسهم وبشواطئ عدن..هنا وهناك.أتأمل صورتك بوجوه الناس وأنا غارس كلتا يدي العب بهما يميناً وشمالاً في الرمال التي تكسوها الشمس لمعاناً وبريقاً وكأنها لؤلؤ تخطف أنظار عشاقها، عل وعسى أن أجد شبيهاً لك لانتفض من مكاني مسرعاً إليه واحضنه.... انتقل بكل الأماكن التي كنت تتردد عليها لترمي ثقلك بين أحضان الصخور وهجير الرياح،أنتظر لساعات طويلة أصغي لأمواج البحر وهي ترتطم بين الصخور مصدرة صوتاً حزيناً وكأنها سيمفونية لعازف ماهر تبحث عن أذان تستمع إليها تشدني إليها وأنصت بكل جوارحي على أمل أن ارمي ثقل همي وتذيب شوقي لحضنك الدافئ وكلي أمل أن أرى صورتك ترتسم بين الصخور وانتظر حتى يصيب التعب جسدي المرهق ، وأنا أهم بالمغادرة لأريح جسدي المتعب اسمع صوتاً ينادي من بعيد كلما أنصت إليه يبتعد ينادي أين جليسي عصام وأغادر وأنا مثقل باشتياقي إليك على أمل أن أعود غداً ويكون لنا لقاء.يامن اسقط فريضة الموت بذكراك بين أحبابك، نشتم رائحتك بيننا ونحن نتسامر بالحديث عنك ونتبادل الذكريات تمر علينا الساعات وكأنها لحظات ونحن نتحدث عن مراحل حياتك ومدى صمودك، وصبرك، وجلدك، وحبك لمن حولك، ومد يد العون لمن يلجأ إليك وانك لا تبخل بالنصائح على احد مهما اختلفت معه فكرياً لأن الاختلاف لا يفسد علاقتك به قط، ومدى حبك وعشقك لعدن وشواطئها وعن مجالستك مع أصدقائك في غرفتنا الصغيرة فوق منزلنا لتكون مقراً خاصاً بك تجتمع به مع محبيك ومعشوقتك « صم..بم» آه كم يثلج الصدر عندما أرى حب الناس لك حتى الذين اختلفت معهم أحبوك، هذا هو الإرث الحقيقي الذي نعتز به ونرفع رؤوسنا عالياً بين الناس ووسام يعلق في صدورنا ونقول نحن أبناء عصام سعيد سالم.هكذا «عصام» كان عصامياً ناضل في حياته وتغلب على أصعب الهموم التي واجهته ليبرق اسمه في مهنة المتاعب وظل وفياً لعهده معها حتى رمقه الأخير مع صاحبة الجلالة وببصمته الجميلة (صم.. بم). هكذا اسقط عصام فريضة الموت لأنه لم يرحل بعيداً عن محبيه بل رحل إلى أعماق أعماق قلوبهم وسيظل خالداً بين محبيه.رحل فارس الكلمة واليراع في (13/يناير/2006م).. رحمه الله واسكنه فسيح جناته.. اللهم آمين.