بغداد / واشنطن / متابعات :قررت الولايات المتحدة الأميركية تسريع تسليم العراق صواريخ وطائرات مراقبة من دون طيار بهدف مساعدة السلطات في ما تسميها «حربها على تنظيم القاعدة», في حين عبرت كل من بريطانيا وروسيا عن دعمها للعراق في حربه على ما يسمى «الإرهاب».وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن قوات الأمن العراقية ستتسلم المزيد من صواريخ جو أرض من نوع «هيلفاير»، إلى جانب عدد آخر من طائرات الاستطلاع بدون طيار.وصواريخ «هيلفاير» التي صنعت في البداية مضادة للدروع، يمكن إطلاقها أيضا من مروحيات أو طائرات. أما الطائرات من دون طيار «سكان إيغل» التي يعتبر سعرها غير مرتفع فإنها قادرة على الطيران لمدة 24 ساعة وطول جناحيها لا يتجاوز ثلاثة أمتار. وتعتبر هذه الأسلحة جزءا من عقود سبق أن وقعت مع بغداد.من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية العقيد ستيفن وارن إن واشنطن تعمل مع العراقيين للاتفاق على إستراتيجية تكون كفيلة بعزل المجموعات المرتبطة بالقاعدة وتمكين العشائر التي تتعاون مع السلطات العراقية من طرد هذه المجموعات من المناطق المأهولة.وجدد وارن التأكيد على أن بلاده لا تفكر في إرسال قوات إلى العراق، واعتبر أن الحديث عن اندلاع الأزمة الحالية بسبب انسحاب القوات الأميركية من العراق، خاطئ لأن البلاد شهدت مثل هذه الحوادث حين كان هناك الآلاف من الجنود الأميركيين.غير أن هذا الموقف لا يمنع الولايات المتحدة من تقديم معلومات إلى العراقيين عبر نحو مائة عسكري أميركي لا يزالون في مقر السفارة الأميركية في بغداد، وفقا لوارن الذي أكد أن التعاون مع حكومة بغداد لا يتضمن التنسيق على المستوى التكتيكي، أي على مستوى المعارك على الأرض.من جانبه عبر جو بايدن -نائب الرئيس الأميركي- لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن مساندة الولايات المتحدة لجهود العراق في محاربة «الجماعات التابعة لتنظيم لقاعدة».وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن تحدث هاتفيا مع المالكي وعبر له «عن القلق على العراقيين الذين يتعرضون للأذى على أيدي الإرهابيين، وأشاد بالتعاون الأمني في الآونة الأخيرة بين قوات الأمن العراقية والقوى المحلية والعشائر في محافظة الأنبار».كما اتصل بايدن برئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي وأشاد بما سماه البيان «التعاون» بين قوات الأمن وزعماء السنة المحليين والوطنيين ومن العشائر في جهود محاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام.من جانب آخر أكد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هيو روبرتسون، أن بلاده تدعم الحكومة العراقية في حربها على «الإرهاب».وقال روبرتسون «أشعر بقلق بالغ إزاء العنف في محافظة الأنبار، وبشكل خاص التقارير التي تفيد بأن تنظيم القاعدة سيطر على أجزاء من مدينة الفلوجة، وستقف الحكومة البريطانية جنباً إلى جنب مع الحكومة العراقية في مكافحة هذا التهديد والتهديدات الإرهابية الأخرى في جميع أنحاء المنطقة».وأكد روبرتسون أن جهود التصدي «للإرهاب» تحتاج إلى دعم من أوساط المجتمع المحلي وعملية سياسية شاملة، وشدّد على أهمية حماية المدنيين وإعادة الاستقرار إلى محافظة الأنبار.بدورها أعربت روسيا عن دعمها لسياسة السلطات العراقية الخاصة بالتصدي «للإرهاب»، وعرضت تقديم مساعداتها العملية في هذه الصدد.وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «موسكو تدين بقوة الإرهاب في كل أشكالة وصوره»، وأكدت أن التصعيد الحالي لأعمال العنف في العراق «له جذور دينية ومرتبط في المقام الأول بالتطورات في سوريا المجاورة».وأشارت الوزارة إلى أن «الإرهابيين من القاعدة والمجموعات الأخرى المرتبطين بها والناشطين في كل من العراق وسوريا لا يعرفون أي حدود، وأنهم يجلبون الموت والمعاناة للسكان السلميين».وأكدت أن «الطريقة الأكثر فعالية للتصدي للمخططات الإجرامية تكمن في التسوية السياسية السريعة للأزمة السورية من خلال التوصل إلى اتفاق وطني في العراق يصب في مصلحة كل القوى السياسية والمجموعات العرقية والدينية».من جهة أخرى تجددت الاشتباكات بين الشرطة العراقية وعناصر ما يعرف بالصحوات المتحالفين معها ومسلحين بمدينة الرمادي في محافظة الأنبار، كما شنت طائرة بدون طيار غارة على المدينة لأول مرة منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة، وقصفت مدفعية الجيش العراقي مواقع سيطر عليها مسلحو العشائر في الكرمة شرق الفلوجة، في وقت تعرض فيه مقران للجيش العراقي لهجومين في أبو غريب وتكريت.وقالت الأنباء إن قوات عراقية مدعومة مما يعرف بالصحوات حاولت الليلة قبل الماضية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحون في جنوبي المدينة، من دون أن ينجحوا في ذلك بسبب المقاومة الشديدة التي أبداها المسلحون. وأكد مصدر طبي أن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب 14 آخرون بجروح في هذه المواجهات.وفي السياق أفاد مصدر في شرطة الأنبار بأن خمسة عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» قتلوا واعتقل اثنان آخران خلال اشتباكهم اليوم مع قوات الشرطة العراقية والعشائر في الرمادي، مشيرا إلى أن هذه الاشتباكات تحولت إلى حرب شوارع داخل الأحياء السكنية.وقبل ذلك أفادت مصادر بأن الجيش العراقي والصحوات يشنون هجوما على منطقتي الملعب والبوجابر في الرمادي، كما شنت طائرة بدون طيار غارة على الرمادي دمرت خلالها عتادا لمسلحي العشائر دون وقوع إصابات. وأضافت المصادر للجزيرة بأن قوات الأمن العراقي قصفت بالصواريخ منطقة البوفراج بعد استهداف مسلحي العشائر مقر اللواء الثامن بالقصف.وكان مسؤولون محليون في الرمادي قالوا إن المقاتلات استهدفت مواقع في الأحياء الشرقية بالمدينة, وتحدثوا عن مقتل 25 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. لكن مصادر أخرى أكدت لوكالة أسوشيتد برس مقتل 22 جنديا عراقيا و22 مدنيا وجرح نحو ستين آخرين.وفي الفلوجة غرب بغداد قصفت مدفعية الجيش العراقي مواقع سيطر عليها مسلحو العشائر في الكرمة شرق المدينة.وقالت مصادر إن الحي العسكري قرب الخط السريع تعرض لقصف باستخدام قذائف الهاون، كما طال القصف مقر الفوج الأول الذي كان خاضعا لسيطرة مسلحي العشائر.وأوضحت المصادر أن اشتباكات متقطعة ومعارك كر وفر تدور في محيط معسكر المزرعة للسيطرة عليه.ورغم تأكيد مسؤولين عراقيين ومصادر أمنية رفيعة المستوى في الأنبار لوكالة الصحافة الفرنسية على أن مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هم الذين يسيطرون على الفلوجة، قال الشيخ علي الحماد -أحد وجهاء المدينة- إنه «لا يوجد مسلحون من هذا التنظيم في المدينة وجميعهم غادروها وهم أصبحوا خارجها».وأضاف الحماد أن «المسلحين في الداخل من أبناء العشائر وهم هنا للدفاع عنها وهم يرفضون أي ظلم وحيف يقع على سكانها، والأسواق اليوم مفتوحة والحياة طبيعية فيها».وفي تطورات ميدانية أخرى قالت مصادر أمنية وطبية إن مسلحين هاجموا موقعا للجيش العراقي في منطقة أبو غريب غربي بغداد، مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين.كما أفاد مصدر في الشرطة بأن مقرا للجيش استهدف بخمس قذائف هاون في مدينة تكريت شمال بغداد، دون معرفة حجم الخسائر.وفي تكريت أيضا قتل جندي وأصيب اثنان آخران بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم شمالي المدينة، بحسب مصدر آخر في الشرطة.وفي الموصل قتل أربعة من عناصر الشرطة ومدني في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور دورية للشرطة في منطقة الدواسة وسط المدينة.وإلى الجنوب من الموصل أصيب ضابط برتبة عقيد بقوات مكافحة ما يسمى الإرهاب في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة تقله في منطقة القيارة.وفي الموصل أيضا أفاد مصدر أمني عراقي بأن القوات العراقية قتلت اثنين من قيادات «الدولة الإسلامية في العراق والشام» واعتقلت 42 مطلوبا في عملية أمنية جنوبي المدينة.