أحمد الضلاعي : هناك الكثير من المتميزات في مجال الصحافة اليوم
استطلاع/ مواهب بامعبد[c1]إعلاء كلمة الحق ونبذ العنف[/c]في البداية التقينا بالأستاذة /نادرة عبدالقدوس نائبة رئيس نقابة الصحفيين بعدن حيث قالت: عندما طلب مني كتابة ورقة عمل حول أوضاع الصحفيات في محافظة عدن من أجل مناقشتها في حلقة نقاش بصراحة لم أجد في مستهل ورقتي أفضل من التساؤل الذي وجهه أحد الزملاء الصحفيين العاملين في إحدى المؤسسات الإعلامية في صنعاء وذلك أثناء انعقاد جلسات المؤتمر الرابع للنقابة متسائلاً في حيرة من أمره (مش أحسن لو جلسين في بيوتهن).. فإذا كان الزميل الصحفي ينظر هذه النظرة المتخلفة تجاه زميلته الصحفية وهو القدوة المفترضة في المجتمع ، فماذا إذن نقول في رجل الشارع البسيط مازالت لديه الفكرة الدونية عن المرأة عموماً.. وأضافت بقولها:غير أنني لا اصبغ تلك النظرة الأحادية على بقية زملاء المهنة بل أنني اجزم أن هناك من يحمل الأفكار النيرة تجاه المرأة عموماً والصحفيات تحديداً وهم كثيرون وإلا لما بقيت صحفيات في البلاد.وواصلت حديثها: نحن كصحفيين وصحفيات في هذا الوطن نمتهن ذات المهنة في مؤسساتنا الإعلامية ونقف كتفاً بكتف من اجل إعلاء كلمة الحق ونبذ العنف والكشف عن الحقائق وهذا من اجل الارتقاء بالوطن وكذا إنسان هذا الوطن وأننا كصحفيات نجد أن هناك من يضعنا في زاوية التصفيات النوعية(الجندرية)..ومقارنة بين الأمس واليوم وما يحدث اليوم من متغيرات خصوصاً خلال الأعوام الأربعة الماضية وجدنا ذات المعاناة مازالت كما هي بل بالعكس ازدادت سوءاً خاصة بعد عام 2011م وحتى يومنا هذا .وتقول الأستاذة / نادرة في توصيات هذه الورقة: أولاً تعزيز إرادة الصحفيات أنفسهن وتحديدهن للمواقع والعمل بجدية و مثابرة كبيرتين من أجل تغيير واقعهن الراهن وكذا تفعيل النشاط النقابي الراكد والعمل من اجل نشر الوعي الحقوقي للمرأة عموماً والصحفية خاصة والتنسيق المشترك بين نقابة الصحفيين فرع عدن ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بحقوق الإنسان والمرأة وغيرها من المنظمات ذات العلاقة بالإعلاميات والصحفيات وتقديم دعم مجلس النقابة لنشاطات فرع النقابة بعدن وأيضاً تفعيل دور نقابة الصحفيين وتنظيم الحملات التوعوية المستمرة والدائمة بإشراك الجانب الحكومي فيما يتعلق بحقوق الصحفيات وعدم التمييز بينهن وزملاء المهنة واختيار الإنسان المناسب في القيادة الإعلامية في المؤسسات الإعلامية بغض النظر عن الجنسية فكم من كفاءات نسائية بين ظهرانينا ولا يتم الالتفات إليها وأخيراً منع مجالس القات في المؤسسات الإعلامية والتي تحد من إشراك المرأة والإعلامية في نقاشات تخص العمل . [c1]تغيير الصورة النمطية [/c]كما التقينا بالأستاذة / نوال شمسان رئيسة اللجنة الصحفية في إذاعة عدن فقالت: فرصة سعيدة إن نناقش قضية مهمة وهي وضع الصحفيات في المؤسسات الإعلامية كون الصحفية والزميلة العزيزة نادرة عبد القدوس قد كفت ووفت من خلال ورقة عملها حيث تكتسب وسائل الإعلام المختلفة أهمية كبيرة في المجتمع ولها تأثيرها الكبير وهذا عبر برامجها والقضايا التي تتبناها كما أنها تلعب دوراً كبيراً لإبراز دور المرأة كعضو فعال في المجتمع .وتقول : إن عدد الإعلاميات العاملات في إذاعة عدن (6) إعلاميات فقط رغم تقدم الكثيرات منهن بطلب الحصول على عضوية النقابة إلا أن هذه الإشكالية تظل معلقة في دهاليز نقابة الصحفيين اليمنيين في صنعاء التي لم تبت في ملفات الزميلات حتى الآن ووضعنا بالطبع لا يختلف عن وضع زميلاتنا في بقية الوسائل الإعلامية مسموعة أو مقروءة أو مرئية ..ولكن من المؤسف أن المرأة لا تزال تواجه الكثير من الصعوبات كونها امرأة فلا يزال المجتمع حتى طبقة المتعلمين المطالبة بإشراك المرأة في الحياة السياسية وإعطائها المناصب القيادية يتعامل معها على أنها امرأة فقط ولتغيير هذه الصورة النمطية فإن أمام المرأة طريقاً طويلاً لتثبت نفسها.ونستطيع أن نقول: عن الصعوبات التي تواجهها الإعلاميات في المؤسسات الإعلامية: الغياب عن مراكز صنع القرار والمراكز التنفيذية وعدم الإنصاف في الترقي وكذا الأجور والحوافز والمكافآت وأيضا عدم إتاحة فرصة متساوية للنساء والرجال تبعاً للكفاءة وليس أساس النوع واحتكار مشاركة الذكور خصوصاً القيادات منهم في الفعاليات الخارجية والزيارات الرئاسية والمؤتمرات الدولية .[c1]نظرة المجتمع لموقع المرأة العاملة[/c]من جهتها تحدثت الأخت/ مهجة احمد سعيد صحفية في وكالة الأنباء (سبأ) عن أوضاع موظفات في وكالة الأنباء سبأ فقالت: تميز دخول المرأة اليمنية مجال الصحافة هذا بموجب التطور الايجابي نحو نظرة المجتمع لموقع المرأة العاملة كونها نصف المجتمع واحد شقي الإنسان فيه ..ونجد أن تمكين النساء من العمل في الأجهزة الإعلامية والصحفية بالذات في مجال الإعداد أو التحرير والصياغة أومن خلال تقديم البرامج وكذا إخراجها يساعد على تغيير المفاهيم والأفكار التقليدية عن المرأة في وسائل الإعلام اليمنية المختلفة حيث يظهر تطور كمي في عدد العاملات من سنة إلى أخرى ولكنه يتحرك لأجل الحد من التمييز ضد المرأة بخطوات بطيئة مما يضعف من تحقيق التكافؤ في الفرص بين النساء والرجال في مجال العمل الإعلامي .وأضافت في سياق حديثها قائلة : المعانات التي تواجهها موظفات فرع الوكالة بعدن لا تختلف عن بقية زميلاتها بالمركز الرئيسي بالعكس فهي تتفوق بعدد من الخطوات التراكمية التي جسدتها هذه التركة المركزية بأداء العمل بفرع الوكالة بعدن ..وللعلم بان الكادر النسائي بالفرع يعد من الرعيل الأول ممن ساهمن في تطوير المهنة ومثلن نموذجاً مشجعاً للأجيال الشابة للانخراط المهني بهذا الصرح الكبير.[c1]تشابه الأوضاع[/c]ومن جانبها تقول الأستاذة/ هدى باحميد حول وضع الصحفيات في تلفزيون قناة (عدن) الفضائية: وضع الصحفيات العاملات في القناة لا يختلف عن وضع زميلاتهن في مختلف المؤسسات والمرافق الإعلامية بمحافظة عدن ..فادا نظرنا إلى عدد الصحفيات في تلفزيون عدن العريق نجد إنهن لا يتجاوزن الخمس فقط وذلك بسبب الشروط المجحفة لقبول العضوية في النقابة وعدم سرعة البت في طلبات العضوية المقدمة للجنة القيد عبر الهيئة الإدارية لفرع عدن والمتابعة المستمرة من الفرع .وأكدت قائلة : إن الصحفيات في قناة عدن رغم إنهن قليلات إلا أن البعض منهن يشكون من عدم حصولهن على حقهن في التغطيات الإعلامية داخل محافظة عدن أو خارجها ... ولو يتم اصطحاب الصحفيات الجدد أثناء خروج الصحفيين للتغطيات حتى يتعلمن ويستفيدن من زملائهن لكي يكتسبن منهم الخبرة العلمية أثناء ممارستهن للعمل الصحفي .وأما بالنسبة للدورات التأهيلية فتقول: النقابة وإدارة التدريب فيها لم تقصرا في هذا الجانب حيث أن الصحفيات شاركن في الدورات الداخلية وكذا الخارجية بصنعاء ولكنهن محرومات من الدورات التأهيلية التي يفترض على قناة عدن الفضائية أن تقيمها للصحفيين والصحفيات في القناة حيث لا يتم عقد مثل هذه الدورات التأهيلية بالرغم من انه يتم استقطاع جزء من الرواتب لصالح التدريب والتأهيل ولا نعرف أين يذهب هذا المبلغ الذي يفترض أن يستفيد منه كل الموظفين في القناة من الصحفيين والصحفيات وكذا المهندسون وغيرهم .وفيما يخص المناصب القيادية للمرأة الصحفية في التلفزيون قناة عدن تقول: قليلة جداً أو لا تتعدى منصبين فقط ..وأما مساواتها بالحقوق مع زميلاتها فهناك فوارق واضحة في العمل الإضافي وكذلك النوبات والإنتاج الفكري حيث لم يعط للصحفيات دورهن في إعداد البرامج أسوة بزملائهن...لذا فنحن الصحفيات نطالب بضرورة إتاحة الفرصة لنا بالخروج في التغطيات الصحفية من أجل تحسين أوضاعنا المعيشية والمهنية أسوة بزميلاتنا في قناة اليمن الفضائية اللاتي نشعر بفارق كبير بيننا وبينهن في المعاملة وفي إتاحة الفرص والحصول على الحقوق المادية . [c1]المرأة تقلدت مناصب قيادية [/c]وأما ابتسام العسيري صحفية في صحيفة (14 أكتوبر) فتقول: ابدأ في هذه الورقة التي استهدفت المرأة الصحفية ولكني أصر على أن الصحفية والصحفي يظلان صنوين العمل الصحفي وكل يثبت جدارته وذاته هذا في خلال عمله وكفاءته بدون تمييز ..فقد كانت صحيفة (14 أكتوبر) ومازالت تحظى بمكانه كبيرة في بلاط صاحبة الجلالة وقد تبوأت منذ السنوات الماضية مناصب قيادية في إدارة العمل الصحفي في الجريدة من رئيسات أقسام إلى مديرة إدارة وكذا مديرة تحرير وحالياً هناك من تقلدت منصب مستشار رئيس التحرير. وأضافت قائلة: ان الصحفيات في صحيفة 14 أكتوبر قد سجلن حضوراً بارزاً على الساحة من خلال أقلامهن وعملهن سواء على صعيد كتابة الأخبار والتحقيقات أوغيرها من المواد الصحفية حيث تواجدت في قيادة العمل الصحفي التحريري من خلال ترؤسهن لأقسام وكذلك إدارات صحفية مهمة وفي مقدمة هذا قيادة إدارة التحرير ..علماً أن معظم العمل الصحفي في الصحيفة يعتمد على الصحفيات اللاتي تصدرن المواقع الأمامية وبإمكانيات وقدرات توازي فيها قدرات أخيها الصحفي الرجل..كما اثبتن جدارتهن بالمشاركة في العمل المجتمعي من خلال المشاركة في الفعاليات وأنشطة منظمات المجتمع المدني وكذا الأهلية مما جعل مهنة الصحافة أداة لتوصيل أصوات هذه المنظمات والهيئات المستقلة كما شاركن في الوقفات الاحتجاجية .وأوضحت في سياق حديثها قائلة: هناك قصور في مجال التدريب والتأهيل خصوصاً الخارجي وهذا يعود لعدة أسباب أهمها عدم قدرة المؤسسات الصحفية في عدن على الإيفاء بالالتزامات المالية لهذه الدورات ومركزية التدريب والتأهيل في صنعاء واحتكارها لمنح الدورات على حساب المحافظات الأخرى ومنها عدن ومركزية مواقع المنظمات الإقليمية والدولية أيضاً في صنعاء وحصرها في محيط العاصمة ،ولهذه الأسباب فإن حصص الصحفيات في عدن من التدريب أقل من نظيرتها في صنعاء (المركز) ، وأخيراً لابد لنقابة الصحفيين أن توسع دائرة إتاحة فرص التدريب والتأهيل للصحفيات دون تمييز وعدم حصرها في البعض منهن ومنحهن الثقة والتقدير كما زميلاتهن اللاتي تحصلن على الفرصة. [c1]اللقاء الأول للنقابة [/c]من جهته يقول الأستاذ /محمود ثابت رئيس فرع نقابة الصحفيين بعدن: إن هذا اللقاء الأول المتمثل بالحلقة النقاشية يمثل الاتحاد الدولي للصحفيين ويعد هذا كسراً للمركزية التي كانت بين الاتحاد والنقابة بالمركز الرئيسي بصنعاء وهم بدورهم مؤيدون لهذا التطور والانفتاح متمنيا في الوقت نفسه للاتحاد مزيداً من التواصل والمشاركة ودعماً للمزيد من الدورات والفعاليات والأنشطة لما يصب في منفعة الإعلاميين .. مشيرا إلى أنه من خلال هذه الحلقة سيتم مناقشة قضية التمييز في وسائل الإعلام والمواضيع التي تصب في تحسين مستوى الحياة المعيشية للصحفيين.[c1]تحقيق المساواة[/c]وقال الأستاذ/ منير زعرور ممثل الاتحاد الدولي للصحفيين: إن منظمة الاتحاد الدولي للصحفيين تعتني بكافة الفروع والأذرع النقابية لما فيه من تحقيق المساعدة للصحفيين، و للاتحاد برنامج يعتني بالسلامة المهنية في المؤسسات الإعلامية ومنسقها في المحافظة وهذا يكون مع نقابة الصحفيين فرع عدن، وفيما يتعلق بالتمييز تبرز من خلال المصادر والإمكانيات وأهمها التمييز بين الصحفيات والصحفيين وخصوصاً داخل فروع النقابة، ودعا زعرور المشاركين إلى ضرورة تضافر جهودهم مع النقابة للحد من التمييز والعمل على تحقيق المساواة بين الإعلاميات والإعلاميين في المؤسسات الإعلامية المختلفة وتحقيقها على الواقع الملموس.[c1]للمرأة في بلادنا دور[/c] وأما الأستاذ / احمد الضلاعي وكيل محافظة عدن لشؤون الاستثمار وتنمية الموارد فقال : في البداية أوجه تحيتي للاتحاد الدولي للصحفيين ولنقابة الصحفيين فرع عدن ودعا إلى المشاركة في هذه الحلقة معبراً عن سعادته لرؤيته هذا العدد من الإعلاميات والإعلاميين من المحافظات المشاركة، مشيراً إلى أن عنوان هذه الحلقة يدل على رفض أي تمييز بين الصحفيات والصحفيين سواء في الحقوق أم الواجبات إنما تحكمهم جودة الأداء... ويقول الضلاعي: إن هناك الكثير من الصحفيات المتميزات في مجال الصحافة مؤكداً أن للمرأة في بلادنا دوراً لا يستهان به وخصوصا في الحوار الوطني وتتقلد الكثير من المناصب القيادية في بلادنا، حيث سيكون لها مشاركة واسعة في إدارة شؤون المجتمع من خلال التفرغ في إعداد جيل متعلم وقوي لمستقبل هذا الوطن.