بان كي مون يدعو إلى وقف فوري للقتال..
واشنطن/ مانيلا / متابعات :حذر الرئيس الأميركي من أن أي محاولة للاستيلاء على السلطة بـجنوب السودان بالقوة ستنهي الدعم لتلك الدولة، وحث حكومة جوبا على ضمان أمن المواطنين الأميركيين. في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف فوري لأعمال العنف محذرا من أن عشرات الآلاف لا يزالون مهددين، في وقت حذر فيه خبراء من أن النزاع المسلح بجنوب السودان يتجه إلى الاستيلاء على حقول النفط.وقال البيت الأبيض -في بيان بعد اتصال الرئيس باراك أوباما بمستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومساعدين كبار آخرين- إن أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.ووجه أوباما الذي يقضي عطلة في هاواي فريقه لضمان سلامة العسكريين الأميركيين ومواصلة العمل مع الأمم المتحدة لإجلاء الرعايا الأميركيين من بور. وقال البيت الأبيض إن «زعماء جنوب السودان عليهم مسؤولية دعم جهودنا لتأمين الشخصيات والمواطنين الأميركيين في جوبا وبور عاصمة ولاية جونقلي». وأشار أوباما إلى أن هذا النزاع لا يمكن أن يحل إلا سلميا وبالمفاوضات.من ناحيته، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري رئيس جنوب السودان سلفاكير -خلال اتصال بينهما- من أن استمرار المعارك سوف يطيح باستقلال بلاده.وكان أربعة عسكريين أميركيين قد أُصيبوا إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أميركيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكينيا وأوغندا -وكذلك شركات النفط العاملة بجنوب السودان- استمرت خلال الأيام القليلة الماضية في إجلاء رعاياها في وقت يشتد فيه القتال بين القوات المتصارعة.من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها ستنظم رحلة ثالثة وأخيرة لإجلاء رعاياها في الوقت الذي تتكثف فيه المعارك. وسوف تقلع هذه الرحلة من العاصمة جوبا إلى دبي بعد ظهر اليوم. وكانت بريطانيا قد أجلت خلال رحلتي الخميس والجمعة الماضيين 277 من رعاياها وآخرين.ومن العاصمة الفلبينية مانيلا، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع القوى السياسية والعسكرية والمليشيات بجنوب السودان أن توقف على الفور إطلاق النار وأعمال العنف ضد المدنيين. وحذر من أن عشرات الآلاف لا يزالون مهددين.ودعا بان الرئيس سلفاكير ونائبه المعزول رياك مشار إلى العثور على حل سياسي للأزمة، والعمل بكل ما في وسعهما لكف أتباعهما عن أعمال العنف العرقية وغير العرقية.وقال بان في مؤتمر صحفي قصير إن عشرات الآلاف قد شُردوا من منازلهم، وإن حوالي أربعين ألفا قد لجؤوا لمقرات الأمم المتحدة على نطاق البلاد التي بدت على شفا حرب أهلية.وقالت الأمم المتحدة إن حوالي ألفي شاب من قبيلة النوير اجتاحوا المعسكر الأممي في بلدة أكوبو الخميس، وقتلوا جنديين هنديين على الأقل من قوة حفظ السلام و11 شخصا آخرين من قبائل الدينكا سعوا للاحتماء بالمعسكر.ودعا الاتحاد الأفريقي أيضا إلى وقف فوري لإطلاق النار في جنوب السودان، ووصف في بيان قتل جنود من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام ومدنيين بمعسكر للأمم المتحدة بأنه جريمة حرب.وقال الاتحاد في بيان إن رئيسة المفوضية الأفريقية أنكوسازانا دلاميني زوما تدعو إلى هدنة فورية لاعتبارات إنسانية بمناسبة عيد الميلاد كعلامة على التزام جميع الأطراف المعنية بخدمة مصالح شعب جنوب السودان.ورجح خبراء أن تتجه العمليات العسكرية بين الجيش والمتمردين إلى الاستيلاء على حقول النفط نظرا إلى أن هذا المورد يشكل 95 % من اقتصاد هذه البلاد، وأشاروا إلى اتجاه زحف قوات الحكومة نحو مدينة بور بعد استيلاء المتمردين عليها وإلى بانتيو وما حولهما، وهي مناطق إنتاج النفط.وحذر وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان من أن تصبح السيطرة على حقول النفط هدفا رئيسيا للجانبين المتحاربين.وكان جيش جنوب السودان قد دفع أمس الأول السبت بمئات الجنود بمؤازرة المروحيات لاستعادة مدينة بور التي استولى عليها المتمردون من أنصار مشار.وقال الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير «نحن نتقدم نحو بور، وهناك معارك لكننا نحصل على عون من وحدات جوية».وشدد أقوير أيضا على أن ولاية الوحدة المنتجة للنفط تحت سيطرة الحكومة، مشيرا إلى وقوع معارك في بانتيو عاصمة هذه الولاية.وكانت قوات مشار قد استولت ليلة الأربعاء الخميس على منطقة بور الواقعة على بعد 200 كلم إلى الشمال من جوبا. وتعد بور واحدة من أكثر المناطق المتفجرة بدولة جنوب السودان التي انفصلت عن السودان عام 2011.وكانت التوترات السياسية تصاعدت بجنوب السودان منذ إقالة سلفاكير نائبه مشار وقياديين آخرين بارزين داخل الحركة الشعبية الحاكمة، ويخشى مراقبون من أن يتحول الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية مما يذكي الحروب التاريخية بينها.وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد نقلت عن شهود في جوبا أن جنودا نظاميين من جيش جنوب السودان شُوهدوا وهم يسألون أناسا عن انتمائهم القبلي قبل قتلهم أو احتجازهم.
> أفراد من الجيش السوداني