غياب الضمير الإنساني في المرافق الصحية كارثة بكل المقاييس
تحقيق - أيمن عصام إذا كان السؤال محتاجاً إلى إجابة فان الإجابة بحاجة إلى ضمير..!! ولا ننكر أن المرافق الصحية أسهمت ولو بقليل في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وان لم تكن بالصورة المطلوبة إلا أن كل من ذهب إليها استفاد منها بطريقة أو بأخرى، ولكن عندما تكون هناك أياد خفية تعمل على زعزعة الوضع الصحي في كل مرافقنا الصحية.. فذلك يتطلب وقفة جادة من قبل كل العقلاء للبحث عن تلك الأيادي التي لها مصالح خاصة تسعى لتحقيقها على حساب حق المواطن المكتسب وتعمل على حرمانه من ابسط حقوقه والتصدي لها.إعلان الإضراب الشامل في تقديم الخدمات الصحية وإقفال أبواب المجمعات الصحية والمستشفيات الحكومية من مستشفى 22مايو ومروراً بالمجمع الصحي بالشيخ عثمان قد تفشى حتى حط رحاله في مجمع دار سعد الصحي وقد تعاملت هذه المرافق الصحية مع مرضاها بكل قسوة وجبروت، واقفلت أبوابها في وهذه ظاهرة خطيرة تهدد السلم الاجتماعي في وسط مجتمعنا وكان لنا دور ونابنا ماأصاب بعض المرضى وتم طردي من المجمع الصحي بدار سعد وإغلاق الباب من قبل حارس المبنى في وجهي وهاكم ما توصلنا إليه من خلال هذا التحقيق الميداني الذي اوجزناه بالتالي: حالة غضب عارمة في أوساط المرضىشددت الرحال صوب مستشفى 22مايو العام بمديرة المنصورة وعند وصولي إلى بوابة المستشفى الخارجية كانت هناك أصوات تتعالى ومشادات كلامية مابين المرضى وأسرهم ومابين الأطباء المضربين حيث سادت حالة غضب عارمة بين أوساط المرضى ووقعت بعض الاحتكاكات بين مسئولي الأمن والمرضى بسبب تقاعس الأطباء في ممارسة مهامهم الجليلة وبالحاح مطالبات المرضى بالحصول على العلاج والخدمة الصحية، وتمسك الأطباء بالإضراب دون مراعاة للجوانب الانسانية لحالات المرضى وما شاهدته بأم عيني هو وضع لا يتقبلة العقل والمنطق ووجدت امامي احد المرضى (عوض الكازمي) الذي كان يتحدث بعبرات متقطعة وقال يا أخي الكريم لا يعلم بالحال إلا الله عز وجل وهؤلاء والأطباء أذلونا بكبريائهم علينا ماذا عساي أن أقول « حسبي الله ونعم الوكيل « وغادر بوابة المستشفى بخطى متثاقلة تنم عما لحق به من ألم المرض وعين الأطباء تراقبه وكأنهم انتصروا بعنادهم. والتقينا بالأخ توفيق الحمادي رئيس قسم العمليات في المستشفى وبكل ثقة تحدث إلينا وقال: لنا مايقارب ثلاثة أسابيع منذ أعلنا الإضراب الشامل ولم نلق أي استجابة لا من قبل الإدارة ولا المحافظة ومازلنا نطالب بحقوقنا بالتسوية والعلاوة السنوية.مضيفاً قائلاً لا يمكن أن نلغي حالة الإضراب إلا بعد أن نستلم كامل مستحقاتنا ونرجو من جهات الاختصاص الالتفات لنا بعين الرحمة وتلبية كل مطالبنا.وقال احد الدكاترة رفض ذكر أسمه ، إن الإضراب هدفه «رفع المعاناة عن الأطباء، ولمصلحة المرضى»، لافتًا إلى أنهم انتظروا لسنوات طويلة على أمل تحسين أوضاعهم، دون جدوى.والتقينا بالأخ عصام عطا المدير المالي لمستشفى 22مايو العام وأتحنا له فرصة الحديث لنتعرف على جذور المشكلة واوضح ان: الإضراب يضر بالمواطن بدرجة أساسية نعم لهم حق مكتسب عند مكتب المالية ونحن كإدارة ملتزمون بان نأتي بحقهم لان هذا واجبنا اتجاههم.وعن اجابته عن سؤالنا المتعلق بأن من أسباب الإضراب تأخير الدائرة المالية في رفع الكشوفات؟ رد عصام عطا قائلاً: هذا الكلام غير صحيح نحن نعمل على قدم وساق لنقدم لموظفينا كل ما يتطلبه العمل وإنما الاجراءت الروتينية القائمة في وزارة المالية ونتيجة لدربكة العمل والضغط الذي يمارس عليهم من قبل كل المرافق هي التي أدت إلى هذا التأخير وحقهم غير مسلوب وإنما سيتحصلون عليه أسوة بالمرافق الصحية الأخرى.وافاد بقوله: جئنا إلى المستشفى لكي نصحح الوضع لكننا صدمنا بواقع مرير جداً فمثلاً ممرضو الطوارئ اعرض عليهم بان يأخذوا بطانيات وأجهزة الضغط ويقدموها خدمة للمرضى إلا أنهم يرفضون وقلت لهم بالحرف الواحد «اعتنوا بالمرضى على الأقل بالجانب النفسي لكن وبكل أسف مات الضمير الإنساني عندهم.وكانت تبدو على عطا ملامح الحسرة وكأن هناك أموراً لا يعلم خفاياها ، وقال بحدة لا يوجد مستشفى داخل عدن يصرف مبالغ مالية على طاقمه الطبي والتمريضي مثلما نصرف نحن لهم في المستشفىٍ حيث تصرف لهم نسب من دخل الحالات فمثلاً قسم الجراحة يحصل على نسبة 50 % من إجمالي قيمة كل عملية جراحية يقومون بها ، 25 % للمختبر، وقسم الأشعة نصرف للطاقم تغذية لـ « 17 « كل فرد قصعة حليب وطبق بيض وباكت جبن، خلاف ذلك نصرف لهم علاوة النوبة والحوافز الشهرية.وأوضح عطا أن المستشفى أصبح يمتلك أجهزة طبية قيمتها أكثر من ستة مليارات وهذا يعد انجازاً كبيراً تعود فائدته على الطاقم الطبي والتمريضي والإداري في المستشفى قبل المواطن وهذه الأجهزة المتطورة جعلتنا نتنافس مع القطاع الخاص في تقديم الخدمات الطبية حيث أصبحت فحوصات الفيروسات تجرى بالمستشفى أي أن المستشفيات الخاصة تعتمد على فحوصاتنا لانها أكثر دقة، وأصبح المستشفى يقدم أفضل الخدمات للمواطن حتى لا يرجع من باب المستشفى، وأيضا الأشعة المقطعية، ولكن للأسف الشديد هذه النقلة النوعية التي انتقل بها المستشفى لم تعجب الكثيرين من المنافسين في القطاع الخاص، فدفعوا ببعض من باعوا أنفسهم لشهوات الدنيا من اجل الانقضاض على كل تطور نحققه، أي أن هناك أيادي خفية تسعى إلى تحطيم كل ما انجز.وقال: إلا إني غير متفق معهم على إغلاق المستشفى في وجه المرضى.. هذه جريمة؟ هناك وسائل ضغط عديدة يمكن أن يمارسوها بعمل وقفات احتجاجية أمام مكتب المالية أو مكتب المحافظ أو وقف العمل لمدة ساعة في اليوم ويتم تصعيده لساعتين وان لم يستجيبوا فقد وعدتهم باني سوف احضر وسائل الإعلام والصحفيين إلى المستشفى لإيصال صوتهم للسلطات ولكن فوجئنا ببيانين صادرين واحد من النقابة والآخر من بعض الموظفين يطالبون منظمات حقوق الإنسان بالتحقيق...؟ من المفروض أن المواطنين الآن هم من يطالبون بتحقيق تقوم به حقوق الإنسان ضد هؤلاء الذين اعتدوا على إنسانية المواطن من خلال إعلان الإضراب الشامل وإغلاق أبواب العيادات الخارجية في وجه المرضى، وكان من المفترض على إخواننا أن يبعدوا الخدمات الصحية عن الصراعات السياسية ولكن التصرف الذي سلكوه جريمة تقشعر لها الأبدان.ويؤكد أن الخطة الممنهجة الموضوعة للإضراب الشامل تؤكد أن هناك من يسعى لإفشال عمل المستشفى لأنهم لاحظوا إننا نتقدم شيئاً فشيئاً في تقديم أفضل الخدمات وهذا الأمر لا يرتضيه من لهم مصالح انانية ضيقة مع العلم أن كل الأطباء العاملين والممرضين الصحيين والفنيين العاملين في المستشفى هم أنفسهم يعملون هناك وان بحثت الآن بين أروقة المستشفى لا تجدهم ؟؟ لأنهم موجودون الآن في عيادات المستشفيات الخاصة لذا أصرو هؤلاء على الإضراب الشامل لتنفيذ ما ترتضيه مصالح بعض من يعملون لديهم وأقولها وأنا أسف على من باعوا ضمائرهم من الأطباء من اجل فتات يغني هم في الدنيا ويفقرهم باخرته أتقوا الله بمرضاكم وراعوا الله فيهم.. وان كان الطبيب لايحترم المريض وإنسانيته فهو إنسان غير محترم .أبواب المستشفى مفتوحة بجهود الغيورين والمتعاقدينوأوضح عطا أن العمل في المستشفى قائم الآن بجهود المتعاقدين « بالأجر اليومي « من عند بوابة المستشفى حتى الطاقم الطبي والتمريضي والغيورين على شرف هذه المهنة الإنسانية المقدسة بكل الديانات السماوية وبديننا الإسلامي ولهم منا كل الشكر والتقدير لما يقدمونه من جهود جبارة.وأشار الأخ فتاح رشدي سعيد رئيس نقابة المتعاقدين في المستشفى «إننا لا نتفق مع الأخوة الأساسيين على الأجراء الذي اتخذوه بإعلانهم الإضراب الشامل وقد تباحثنا مع إخواننا المتعاقدين حول هذا الأمر وخرجنا بالإجماع أن نستمر بتقديم الخدمة للمرضى المترددين على أبواب المستشفى إلا أننا نواجه كل يوم عقبات أمامنا من زملائنا الأساسيين ولكن بحمد الله نستطيع أن نتغلب على بعضها وبعضها تبقى حجر عثرة في طريقنا فموقعنا لا يسمح لنا أن نقدم مطالبنا الشخصية على مصلحة المرضى وأجرنا على الله».مجلس الأهاليوفي لقائنا بالاخ فضل حسن الكوبي رئيس مجلس الاهالي وعاقل حارة الوحدة السكنية بلوك « 50 « المجاور للمستشفى قال: نحن ابناء المنطقة نشعر بفوضى عارمة داخل المستشفى وذلك بسبب الإضرابات المستمرة وهذا الأمر غير طبيعي وخصوصاً ان هناك بعض الاطباء اكتسبوا سلوكيات لا تمت إلى مهنتهم بصلة وكل ذلك امام مرأى ومسمع الادارة، وما يؤثر في النفس تقاعس مدير المديرية والمحافظ اللذين لم يحركا ساكناً لايجاد الحلول لفض الاضراب ولابد ان تكون هناك وقفة جادة ضد من يسعى للفوضى ويجب ان لا يسمح لهم بتكرار هذا الاضراب قبل ان تكون العواقب وخيمة، وبدوري انا كعاقل للحارة فقد وقفت امام العاصفة التي كانت تنذر بفوضى عارمة قد تحدث بين اسوار المستشفى نتيجة لهذا الاضراب الا ان ابناءنا وبناتنا المتعاقدين واغلبهم من ابناء هذه المنطقة وبعض الاطباء الأساسيين تحملوا عبء هذا الوضع وحاولوا ان يسيروا العمل في المستشفى حسب طاقتهم حتى لاتغلق ابوابه امام المرضى .ويقول المواطن فهمي ان هذا الاضراب الشامل عمل غير انساني وعلى حسب معرفتي الضيقة في مواد القانون هناك مادة تقول يقدم الحق العام على الحق الخاص ومن منطلق هذه المادة ارجو ان تكون هناك مواقف رادعة تتخذ ضد من دفع بهذا الاضراب واعاق المواطنين عن اكتساب حقهم.مجمع الشيخ عثمان الصحيانهيت زيارتي في مستشفى 22مايو متجهاً صوب المجمع الصحي بالشيخ عثمان وتفاجأت حين رايت ابواب المجمع موصدة بالجنازير من الخارج وكل الموظفين جالسون مابين حوش المجمع وعلى بوابة الدخول ولم يكن هنالك اي مريض وندعم قولنا بصور توضح ذلك، وكان اول لقائنا مع الاخت ميثاق صالح ممرضة وعضو النقابة بالمهن الصحية بالمجمع قائلة: نحن غير راضين عما نفذناه من اضراب شامل ولكن ما باليد حيلة وكان لابد ان نحصل على وسيلة ضعغط على المسؤولين في السلطات المحلية وجهات الاختصاص للحصول على حقنا.وأفادت الدكتورة هدى سالم باذيب مدير مكتب الصحة بمديرية الشيخ عثمان ومديرة المجمع الصحي بالمديرية قائلة: تفاجأنا بقيام وزير المالية في صنعاء برفع مذكرة الى الموظف المختص بالوزارة بوقف اجراءات الورقة الاخيرة، المختصة بصرف العلاوة السنوية ونتيجة لهذا الموقف نظم موظفو المجمع اضراباً شاملاً وكان هذا قبيل بدء الحملة الوطنية لشلل الاطفال وكان هذا رد فعل طبيعي من قبل الصحيين في المرفق لان اغلب المرافق الصحية في المحافظة استلمت كافة حقوقها.وأوضحت باذيب انها تواصلت مع نقيب المهن الطبية بالمحافظة ومامور المديرية بأشعارهم حول الوضع الذي وصل اليه الصحفيون في المجمع من اجل ان يتداركوا مآسي قد تطرأ جراء هذا الاضراب، وبحسب قولها انها واجهت بعض العقبات وقالت: فقد ترددنا اكثر من مرة على مكتب المحافظ الا اننا نجده مشغولاً باجتماعات بشكل مستمر واسند المهمة الى وكيله الاستاذ/ نايف البكري بالجلوس معنا وفعلاً استجاب لنا الوكيل بشكل ايجابي فتواصل مع مدير مكتب الصحة العامة والسكان الدكتور الخضر لصور واصدر مذكرة الى مدير مكتب الصحة وطلب منه الافادة حتى يتسنى له اخراج توجيهات لصرف المبلغ الا ان رد مدير مكتب المالية بالمحافظة الذاري لم يكن شافياً. وأصدر الدكتور الخضر مذكرة أخرى إلى مكتب المالية يحثه على صرف المبلغ على مسؤولية الشخصية . والتقطت اطراف الحديث احدى الطبيبات في المجمع قائلة ان موقفنا بالاشتراك بهذه الحملة الوطنية من اجل الدكتورة هدى التي تتعامل معنا كاخت كبرى ومواقفها كثيرة لما تقدمه لنا في المجمع وبدرجة ثانية الطفل التي من حقه ان يتطعم لانه ليس له ذنب بمطالبنا الحقوقية، وبعد ذلك غادرت وقد واصلنا حديثنا مع الدكتورة هدى واوضحت بقولها: استخدمت كل طاقتي وخرجت من مكتبي وتحدثت مع الاطباء والطاقم التمريضي المتجمهر امام بوابة المجمع لاقناعهم بالاشتراك بالحملة الوطنية وقد ابدوا استعدادهم للمشاركة في الحملة والتزمت لهم بان اسعى جاهدة لمتابعة كافة حقوقهم وان شاء الله اتمكن من تنفيذ ما وعدتهم به.ويقول الدكتور عبيد عبدالله عبيد مشرف الحملة الوطنية لتطعيم الأطفال بالمجمع الصحي بالشيخ عثمان: رغم أن لنا مطالبنا الحقوقية عند مكتب المالية وعلى ضوئها اعلنا الاضراب الشامل وأقفلنا ابوابنا امام المرضى وهذا الامر يحز في انفسنا لان مهمتنا تضميد الجراح لمرضانا لا نبشها ولكن كانت جراحنا اعفن من جراح مرضانا جراء التهميش والذل الذي مارسه علينا مكتب المالية والوزارة في صنعاء.واضاف عبيد انه بعد خروج مديرة المركز الى مكان تجمعهم والتزامها باحضار كل مستحقاتنا ووفائنا لها قررنا بالإجماع المشاركة في الحملة الوطنية وفتح ابواب المجمع للمرضى.وعندما كنت أهم بالخروج من مبنى المجمع الصحي بالشيخ عثمان وجدت امامي امراة مسنة تحمل بين ذراعيها طفلاً رضيعاً لا يتجاوز عمره الثلاثة اشهر كانت تهم بالدخول اثناء قيام حارس البوابة بفك الجنازير من الباب الا انها وجدت احد الموظفين يصدها قائلاً لها نحن مضربون فقالت له انه ولد صغير يا ولدي ومعي حقنة له لابد ان يحصل عليها فنهرها بصوته الاجش فاستاء كل من كان متواجداً من الباعة المتجولين جراء هذا الموقف وقال لي احد الباعة: اذا جلست هنا سترى كل العجائب من سلوكيات الأطباء ضد المرضى وكأنهم عديمو الإنسانية، فحاولت ان التقط حديثاً من الجدة الا انها رفضت وذهبت وهي تقول ( حسبي الله ونعم الوكيل) حينها قلت في نفسي ما عساها ان تعمل مع غياب الوازع الديني والأخلاقي لملائكة الرحمة.ويقول المواطن عبدالرحيم باشراحيل اذا حاولت ان تغير هذا الوضع فانك ستحتاج الى قوة جبارة وما يحصل من اضراب يمر امام مسمع جهات الاختصاص كون الرقابة غائبة ونصوص القوانين الصارمة حبيسة الأدراج كل هذه العوامل جعلت أصحاب الأنفس الضعيفة (الاطباء) يبطشون ويتلاعبون بحياتنا حيث اصبح المواطن بلا قيمة في وطن الايمان والحكمة اليمانية.مجمع دار سعد الصحيوكانت آخر محطة لنا في مجمع دارسعد وعند دخولي بوابة المجمع فتفاجأت مما رأيته لخلو المجمع من المرضى و الموظفين فانتقلت بين زوايا المجمع لعلي اسمع صوتاً غير خطوات قدمي وعند خروجي سمعت قهقهة عالية خلف احد المكاتب حينها تنفست الصعداء فطرقت على الباب وكان فيها اربع نساء فعرفتهن بنفسي وتساءلت لم يخلو المجمع من المرضى والطاقم وطلبت من احداهن وهي الاخت جليلة حسين محمد «قابلة» الحديث فأبدت استعدادها وقالت: نحن اعلنا الاضراب الشامل لاننا لنا مطالب عند المالية وبسبب تعنت المالية واجهناهم بنفس التعنت باغلاق ابواب المجمع امام المرضى.فسألتها لماذا لا تشتركون بالحملة ، وما ذنب الطفل بتعنتكم مع الجهة المسؤولة؟نحن لسنا ضد الاطفال ولكن الظلم ظلم نحن كلنا امهات ولكننا مضطرون لهذا الاضراب لكي ننتزع حقنا من الحكومة .واما الدكتورة جميلة مظفر مشرفة التطعيم بالمجمع فعرفتها بنفسي وطرحت عليها مجموعة من الاسئلة حول الاضراب الشامل وما موقفها منه وما ذنب الطفل الصغير بعدم منحه حقه المكتسب فرفضت الحديث معنا ولكننا نقول لمن لم يجب على اسئلتنا ان كانت الاسئلة التي سألناها محتاجة الى اجابة فان الاجابة محتاجة الى ضمير.في الوقت الذي كنت اتحدث مع الدكتورة جميلة ظهرت امرأة حاضنة طفلتها الصغير بين ذراعيها فتوجهت الى حجرة التطعيم ووجدتها خالية فلحقت بها وسرعان ماوجدت خلفي مجموعة من موظفي المجمع وحاولت ان آخذ منها كلمة الاانها رفضت ان تتحدث معنا وطلبت منها على الاقل تصويرها مع ابنتها فرفضت اما ابنتها فلم يكن لديها اي مانع من ذلك فالتقطت لها صورة، ولحظات اسمع صوتاً يتكلم من بين الحشد هذا مواطن يريد ان يتحدث فصدقت ببداية الامر وعند بداية الحديث لاحظت ان الاخ المذكور مدفوع من قبل المضربين ليوضح ان اهالي المنطقة متعاطفون معهم وان الإغلاق من حقهم ...؟ لكن بحسي المهني عرفت انه مدفوع من قبل المضربين فجأة انتفض كل من كان متواجداً وحضر بواب المجمع وطردني من المجمع وسألته عن السبب لطردي فرد قائلاً ان المجمع ملك خاص به.ومن خلال جولتي لاحظت ان هناك معاناة حقيقية يعانيها الصحيون في كل مرافق الصحة على مستوى المحافظة وان لهم مطالب حقوقية، وكل هذا الكم من المعاناة التي يواجهها الصحيون لا يعفيهم من المسؤولية المرمية على عاتقهم في انقاذ النفس البشرية، وان الاضرابات لا تخدم مصالحهم وانما تخدم من له مصلحة في تدمير ماهو جميل في حياة المواطن البسيط ، وتتشارك معهم السلطة التنفيذية ومحافظ المحافظة هذه المسؤولية بسبب غياب الرقابة، وقد التمسنا ان هناك من يحاول ان يزرع الفوضى بين اوساط المجتمع وذلك بتضييق الخناق على كل ماهو مكتسب للانسانية داخل محافظة عدن... والله ماوراء القصد شي.