ضحايا الحرب في صعدة مثل ضحايا كل الحروب هم من البسطاء وغالبا من المخدوعين الذين يجري تعبئتهم وإقناعهم بأنهم يدافعون عن الدين الحق وإنهم لو لم يقفوا هذه المواقف سيموتون ميتة الجاهلية، وكل الضحايا من القتلى والجرحى والمفقودين يخسرون كل شيء في معركة حمقاء لا معنى لها ولا قيمة سوى إشباع نهم تجار الحروب والمستثمرين فيها، بينما يجني هؤلاء الثمار، أوراق ضغط سياسي وتعزيز نقاط القوة في التفاوض فيما بينهم لحل نزاعاتهم السياسية وغالبا (خلافاتهم المالية والاستثمارية والاقتصادية) التي ليس للضحايا فيها ناقة ولا جمل. ــــــــــــــــــــــــــــــ هل مشكلة هذه البلاد كامنة في فشل توحدها السياسي أم في الدولة الواحدة التي لم تقم لها قائمة او انها في طريقها للوجود ؟ اعتقد ان الاجابة على هذا السؤال الجوهري يمكنها اراحتنا واراحة الكثير ممن افزعتهم مسألة الفدرلة بكونها بعبعا لتجزئة لا توزيعا لسلطة مركزية محتكرة تاريخيا للثروة والقوة والقرار والمعاش والوظيفة وحتى نشرة اخبار التاسعة إذا لم نقل استخراج بطاقة هوية او علاوة شهرية .ــــــــــــــــــــــــــــــمثلما التفت القوى التقليدية القبلية على ثورة 11 فبراير واصبحت هي الممثل الحصري للثورة، يحدث الآن في الجنوب أن تتصدر قبائل حضرموت للمشهد التحرري في الجنوب منادية بالهبة الشعبية ..بالله أيها الاخوة الجنوبيون .. لاتقنعوني أن القبيلة في الجنوب تختلف عن القبيلة في الشمال باعتبارها قوى تقليدية ..وآسفة على تدخلي بالشأن الجنوبي الذي استفز بعض الاصدقاء.ــــــــــــــــــــــــــــــ عند النظر الى وضعنا الحالي المتازم ولغة الكراهية والعنصرية والاقصائية وحب السيطرة المسيطرة على لغة الحوار تطرح كثير من التساؤلات الحقيقية والجدية هل هنالك رغبة جادة وصادقة من قبل كل هذه الاطراف السياسية والمدنية بقبول الآخر وباحترام ارادة الشعوب بغض النظر عن الواقع السياسي او الثوري أكان بالشمال او الجنوب.ــــــــــــــــــــــــــــــ القبائل في جنوب الوطن اليمني اليوم لها حضورا وتواجد على مستوى الوطن، فقبل تحقيق الوحدة اليمنية لم يكن لهم إي وجود وأي اعتبار بل تم سحق هذه الفئة ومسحها من خارطة الوطن .. واليوم وفي زمن الوطن اليمني الموحد والكبير بأبنائه وشعبه العظيم نلمس الدور الفاعل والتواجد القبلي والاعتبار والقيمة لهذه الفئة التي عانت كثيراً من الإقصاء والتهميش في زمن ماضٍ اليم وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها . لكن مايحز في النفس ان هناك من يسخر القبيلة للفوضى والتصادم بين ابناء الشعب اليمني بدلاً من استخدام العرف القبلي لحل كثير من المشاكل بعيداً عن تازيم الاوضاع التي بالطبع سيكون ضحيتها الشعب الغلبان اما أصحاب المصالح فسيكونون هم اول المستفيدين.
للتأمل
أخبار متعلقة