مئات القتلى.. والآلاف يلجؤون إلى مباني الأمم المتحدة..
سلفاكير ميارديت
نيوريورك / جوبا / متابعات :دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى الحوار مع معارضيه لإنهاء القتال الذي اندلع في العاصمة جوبا قبل يومين، بعد إحباط ما قالت الحكومة إنها محاولة انقلاب.وأعرب بان -في محادثة هاتفية مع سلفاكير- عن قلقه من تقارير تحدثت عن استهداف أعمال العنف لمجموعات بعينها, وطالب بحماية كل المدنيين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية، متحدثا عن استقبال 13 ألف نازح في مقرات الأمم المتحدة هناك.
لاجئون يتجهون إلى مباني الأمم المتحدة
وفي الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها أمرت موظفي سفارتها غير الأساسيين بمغادرة جنوب السودان، ودعت المواطنين الأميركيين إلى مغادرة البلاد فورا بسبب الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، معلنة أن السفارة ستعلّق عملياتها العادية حتى إشعار آخر.وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية -في مستهل مؤتمرها الصحفي اليومي- إن الولايات المتحدة «قلقة للغاية» حيال الوضع في هذا البلد.من جهته، أعرب الاتحاد الأفريقي -في بيان أصدرته رئيسة مفوضية الاتحاد نكوسازانا دلاميني زوما- عن قلقه العميق من الوضع في جنوب السودان، وناشد الحكومة والمسؤولين هناك وكافة الأطراف التحلي بضبط النفس وتجنب المزيد من العنف.وعلى صعيد آخر، قال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل مكوي إن سلطات بلاده اعتقلت عشر شخصيات سياسية كبيرة -من بينها وزير المالية السابق كوستي منيبي- وتلاحق رياك مشار النائب السابق للرئيس «في ما يتعلق بانقلاب تم إحباطه».وأضاف مكوي الذي أكد أن السلطات «تسيطر تماما» على الوضع، «سنلقي القبض على الهاربين»، مشيرا إلى أنه يعتقد أنهم فروا إلى منطقة شمالي العاصمة.وبدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماوين ماكول أريك أن قتالا اندلع خارج مقر مشار في جوبا الثلاثاء، لكن وزير الإعلام نفى أن يكون الجيش دمر أو قصف منزل مشار، ولم يدل الأخير ببيان، كما لم يتسن الاتصال به أو بمقربين منه منذ يومين، رغم أن الحكومة اتهمته بأنه «قائد الانقلاب».وفي حين أعلنت وزارة الدفاع في جنوب السودان مقتل أكثر من 500 شخص بين مدني وعسكري في يومين من المعارك بجوبا بعد إحباط «محاولة الانقلاب»، دوت أصداء الأعيرة النارية في العاصمة لليوم الثاني على التوالي.وخلت الشوارع في بداية حظر تجول أمر به رئيس البلاد من المغرب وحتى الفجر، وانقطعت اتصالات الهواتف المحمولة لليوم الثاني على التوالي.وكان سلفاكير قد أعلن الاثنين الماضي إحباط محاولة انقلاب، مشيرا إلى أن مقاتلين موالين لمشار هاجموا قادة للجيش في الساعات الأولى من صباح الاثنين، ولكن الجيش سيطر على الوضع.في المقابل، اتهمت مصادر جنوبية سلفاكير بالسعي إلى تصفية خصومه عبر الحديث عن محاولة انقلاب، وقالت المصادر لموقع «سودان تربيون» إن جوبا تحولت إلى ثكنة عسكرية كاملة وإن الجيش يمارس انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان باقتحامه للمنازل وتفتيشها من دون إذن.وفي الخرطوم، ذكرت وسائل إعلام سودانية رسمية أن الحكومة تلقت «طمأنات» من نظيرتها في جوبا بشأن الوضع في جنوب السودان. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الرئيس عمر البشير اتصل بنظيره سلفاكير.وانفصل جنوب السودان عن السودان في يوليو 2011 بموجب استفتاء على تقرير المصير، ولكن سرعان ما اندلعت صراعات بين الأجنحة العسكرية داخل الحركة الشعبية (الحاكمة) التي تنتمي لإثنيات متعددة.وكان سلفاكير قد عزل مشار ومسؤولين آخرين بارزين بعد تزايد الانتقادات الشعبية لفشل الحكومة في توفير خدمات عامة أفضل للمواطنين.وينتمي مشار إلى قبيلة النوير التي خاضت اشتباكات في الماضي مع قبيلة الدينكا المهيمنة في جنوب السودان وينتمي إليها سلفاكير. وأكد مشار في وقت سابق أنه ينوي الترشح للرئاسة في المستقبل.