كأني بالاتحاد العام لكرة القدم يضغط على «ريموت» الزمن ليعود ونعود معه إلى ما قبل عامين من الآن، عندما اقر التعاقد مع مدرب أجنبي للمنتخب الأول بدلا عن الكرواتي ستريشكو بورسيتش المقال على خلفية الخروج المخيب من الدور الأول لبطولة (خليجي 20) التي استضافتها عدن وأبين بين 22 نوفمبر و2 ديسمبر 2010.الاتحاد كان قد تحدث حينها عن ثمانية ( ملفات) لمدربين معروفين يتم المفاضلة بينهم لاختيار الأنسب، قبل أن يعود ويتحدث عن ( غربلة ) العدد إلى ثلاثة ( ملفات ) حازت الثقة عطفا على « ثراء» السيرة المهنية لأصحابها.وإذا لم تخني الذاكرة فإن من بين الأسماء التي طرحت لخلافة ستريشكو، البرتغالي كامبوس والجزائري رابح سعدان الذي تحدث هو أيضا عن عرض تلقاه من رئيس الاتحاد احمد العيسي لتولي قيادة المنتخب، لكنه قدم الاعتذار عن قبول العرض لأسباب لم يحددها هو وتوقعت بعض المصادر أن تكون مالية.خلال ما يقارب عامين تحدث الاتحاد كثيرا عن مفاوضات مع المدربين الأجانب، وأورد أسماء أشير إليها بالتحديد، وفي كل مرة كانت المشاورات تصل إلى نقطة الفشل، إما بسبب الأمور المالية أو لاحترازات أمنية يتوخاها المدربون بفعل ما يسمعونه عن الوضع في بلادنا.الآن، وبعد عام من الصمت إزاء ( الملف ) والاكتفاء بالوطني سامي النعاش مدربا للمنتخب يعود الحديث عن مدرب أجنبي لتولي المهمة استعدادا لبطولة كأس الخليج المقبلة ( خليجي 22 ) المقررة في جدة بالسعودية، واللافت أن الاتحاد تحدث أيضا عن ثلاثة ( ملفات ) أحيلت إلى اللجنة الفنية لدراستها.لاشك في أن القرار الأخير يمثل عودة إلى الصواب في ظل الحاجة إلى « هزة» تعيد للمنتخب بعض الثقة بذاته وتعيد لنا كمتابعين روح المؤازرة التي اضمحلت بفعل الخسائر المتوالية والعدد الخرافي من الأهداف التي تلج شباكنا مع كل خسارة.ولا ريب أيضا في أن المنتخب قد تواضع في الأداء والنتائج حد التلاشي، وبلغ به « الهوان « مرحلة الحنين إلى زمن « الخسارة المشرفة « وهو يحتاج فعلا إلى مدرب يضعه على الطريق الصحيح ( إن ) كان ذلك مازال ممكنا!بناء على هذا، وتأسيسا على ذاك ، يبدو قرار التعاقد مع مدرب أجنبي ملحا في هذا التوقيت بالذات، غير أن الأكثر إلحاحا من اتخاذ القرار هو إجراء مسح لقائمة الموانع التي أعاقت إتمام التعاقد مع المدرب في الفترة السابقة، والتأكد من أنها قد ذللت ولم تعد موجودة.للمزيد من التوضيح، ينبغي القول إن الأزمة المالية التي يعانيها الاتحاد مازالت قائمة، وبالتالي فإن التباينات في الراتب ومقدم العقد والامتيازات المالية الأخرى للمدرب مازالت تمثل مشكلة أمام التفاهم مع أي مدرب ( محترم)، كما إن الأوضاع الأمنية باقية على حالها وهي محل شك من قبل كل المدربين الذين يتابعون أخبارنا عبر وسائل الإعلام ( الصفراء ) والزرقاء والقزاحية، وتبلغهم أخبار القوارح والاختطافات المسببة وغير المسببة.ولأن الحال هو نفس الحال، نخشى أن يكون قرار ( الأربعاء) بالتعاقد مع مدرب أجنبي مجرد قرار لإبراء الذمة، سرعان ما ينتهي بتبريرات لفشل التعاقد مع مدرب للأسباب عينها التي أجلت استكمال الملف من عام إلى آخر.ورغم الخشية ، نتمنى أن يوفق الاتحاد في مسعاه للتعاقد مع مدرب ( حقيقي ) يستطيع إخراجنا من بئر الإحباط التي وضعتنا فيها النتائج الكارثية المتتالية والتراجع المخيف على درجات التصنيف الدولي، ونأمل أن يقطع الأمل دابر الخشية وألا يعود الاتحاد ليتلو على مسامعنا أسماء المعرقلين لـ(خارطة الطريق ) و إعادة ( النعاش) على رأس المنتخب..!!.
|
رياضة
عن اجتماع ( الأربعاء) والمدرب الأجنبي!
أخبار متعلقة