في السَّنوات الغابرة كلَّها لم تحمل البلاد تركة ثقيلة كهذه التي هي مصبوبةٌ على أكتافها وأعناقها قبل ذلك ، المتآمرون كُثُر والأعداء كُثُر أكثر رواجاً من كلِّ السِّلع البائرة ، الغالبية يُخطِّطون لنيل مآرب من حظِّ الشيطان ، حتى لو فرشوا البلاد جحيماً ، ليمشوا في أسراب فسادهم آمنين ، لا يُهمُّهم أيَّ شيءٍ سوى مصالحهم التي ضلُّوا لها عاكفين ، ووحده الرئيس «هادي» الذي يتلقى الهجمات من كل حدبٍ وصوب ، قارعة وراء قارعة وكأنَّ البلد كلها ملك يمينه ، فُرِضت المِحنة عليه فرضاً ، فقبِل من أجل البلاد والعباد ، لم يهتم لشيءٌ من تلك الأشياء التي قد تدفع به في قعر الجحيم ، والتي قد يدفع ثمنها وحده وعائلته ونسله ، وعمليَّات الاغتيال السياسية قبل الحسِّية على أرض الواقع خيرُ من يدلُّ على ذلك ، والمشكلة العظمى أنَّ الكثير أيضاً لم يفهموا فحوى ذلك الموروث الهائل من الفساد الذي يريد الرَّئيس حلَّه وبِغضون سنتين اثنتين فقط .إنَّ سنتين لا تكفيان - مُطلقاً - لحلحلة تراكمٍ موسوعاتي مسنودٌ بشفافيَّة تقاريرٍ دوليَّة مُثبتة، إذ لابدَّ للعمليَّة السياسيَّة أن تستمرَّ لإنهاء مسيرة الخروج من أوكارٍ قاحلةٍ ومُظلمة ، لا ترحم أحداً كبيراً كان أو صغيراً، فالدَّمار ليس له أبٌ وما أكثر الأبناء حينما تجمعهم المصالح، ولهذا يجب على الجميع أن يصطفُّوا ويقوموا قومة رجلٍ واحدٍ ، من أجل أماننا واستقرارنا ، وقبل أن نُصبح فِرقاً ومِزقا، ولنُساعد الرئيس «هادي» في تخطِّي العقبات التي توضع من قِبل أنصار الفساد وروّاَده وهم معرفون للجميع وقد بدأت خلاياهم بالنشاط اليومي الذي لم يتوقف لوهلةٍ واحدة ، وكلُّ ذلك كان طيلة الفترة . إنَّ ما نستغربه هو أن يُردَّ فساد أيٍ من الأطراف في البلاد ، كله على ظهر هادي ، وكأنه وحده من يحكم اليمن الذي تتنازعه أهواء وشطحات أطراف السِّياسة التقليديَّة من كلِّ جانب ، وبالمقابل فالرجل بدأ منذُ تعيينه بإرجاع الحقوق لأهلها وبدأ بتقبُّل الجميع تحت سقفٍ واحد وأعاد للجنوبيين هيبتهم ومناصبهم ومازال يسير على وتيرته التَّصحيحيَّة تلك التي جعلها له مِنهاجاً يقلب فيها مصلحة الوطن بعيداً عن الاستفزازات والابتزازات ذي المشاريع الجهويَّة .بعد أن أصبح لدى الرُّجل من الخِبرة ما يكفي ، كي يكون قائد المرحلة كونه مرَّ بمراحل وتقلبَّات كثيرة طيلة مسيرة حياته كان قريباً من آلة حكمٍ كادت أن تبطش به لولا حكمته وعقله الرَّزين الذي لا يُستهان به طبعاً بعد الله، وكما لو أنَّه لم يعش لنفسه بل عاش لوطنه ولم يقبل المزايدة باسم أحدٍ ولو كانت القضية الجنوبية ولقد كان يقولها من صميم قلبه ، وما موقف جمال بن عمر ضدَّ كل من يحاول تفريخ المرحلة وإظهارها بلباسٍ فاشل، إلا دليل على أنَّ الرجل يسير حسب خطة مدروسةٍ بعيداً عن الارتجالية والمشاريع الغامضة التي بحجم الفراغ احتمالاتها، كان الله في عون هادي الذي تحمل مالا تُطيقه الجِبال .
الرئيس «هادي».. والتركة الثقيلة !
أخبار متعلقة