إن الصرف الكبير والمخيف من قبل الكثيرين لشراء القات، والأموال الطائلة التي تذهب هباءً منثورا وراء هذه الشجرة التي هزت وفتحت وعطلت وأوقفت وخربت كل شيء.. هذه الشجرة المتهم الأول والأخير في كل ما يجري بنا وعلينا في بلدنا وزماننا هذا. هذه الشجرة التي تزيد المريض مرضاً وتضر المتعافي، هذه الشجرة الأخطبوط التي غازلت الكثير ونجحت في مغازلته، هذه الشجرة التي أكلت كل المال وأربكت الخزينة واستشرى الفساد منها وتقوى من بعدها، وجعلت الأرض تشتكي وجعلت الماء مهدداً من بعدها، هذه الشجرة التي نقلت صورة سيئة لحالنا.هذه الشجرة خطرها ظهر وأمرها انكشف وصارت شيئاً مرعباً يدق نواقيس الخطر في كل أرجاء البلاد.. ومما آلمني أننا لو عملنا توعية ونصائح في بيوت الله وأماكن الوعظ لاستحت. هذه الأماكن لأن أئمتها وخطباءها يمضغون القات.المشكلة كبيرة وخطيرة كما ذكرت، عدم تسديد فواتير الكهرباء والمياه وما للدولة من استحقاقات المتهم الأول فيها القات وما يصرف له، لذلك أضع هذه النقاط والملاحظات التالية لحماية البلاد حسب رأيي :1ـ مراقبة كل مزارع القات وعلى الدولة أن تأخذ حقها من مستحقات ضريبة وزكاة واستهلاك للماء والكهرباء.2ـ مراقبة المواد السامة والمبيدات التي تستعمل في زراعته.3ـ إبعاد أماكن بيعه عن العواصم والمحافظات.4ـ منع تعاطيه في المرافق الحكومية والأماكن العامة ومنع رجال الأمن والجيش من تعاطيه أثناء الدوام.5ـ إيجاد بدائل تعمل على إقناع الكثيرين بعدم زراعته ومضغه.6ـ حماية الشباب وإيجاد فرص عمل وصناعات تبعدهم عنه.إن حماية البلاد من هذا العبث يجب أن تبدأ من الآن من خلال دور الإعلام ونتائج فحوصات المرضى وما تشتكيه الأسر داخل بيوتها وما يعانيه الآباء من أبنائهم والأبناء من آبائهم، لابد من تفعيل دور الإعلام اليومي بدون انقطاع من خلال التوعية الشاملة من قبل أناس عانوا بسببها من مشاكل مادية أو مرضية وتفككات اجتماعية وعلى الدولة العمل الجاد والسريع لحماية البلاد وحماية مواطنيها وهيبتها. لابد من إعلان الحرب الشرسة من خلال القنوات المقروءة والمرئية والمسموعة.. أحموا البلاد فانها في خطر وليكن الواعظ هو المجرب الذي عانى ما عانى من هذه الشجرة وأخواتها.انني كتبت وكلي ألم عندما اسمع ماذا عملت هذه الشجرة في صحة الناس وبيوتهم وشركاتهم ومحلاتهم التجارية وكيف ضاعت هيبة الجندي الذي يزاول عمله وهو يمضغ القات.
احموا البلاد
أخبار متعلقة