بوجمبورا / سبأ:ناقش اللقاء التشاوري الخامس لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي “أسيكا” المنعقد حاليا بالعاصمة البوروندية بوجمبورا، بمشاركة وفد مجلس الشورى اليمني برئاسة رئيس المجلس الأخ عبدالرحمن محمد علي عثمان، دور التراث الثقافي في تعميق التفاهم بين الشعوب، الذي تناولته ورقة عمل للدكتور يوسف محمد عبدالله.واشتملت الورقة تعريفاً مبتكراً للتراث الثقافي، وخصائص التراث الثقافي الأفريقي والعربي وكيفية الحفاظ على هذا التراث المتنوع، وجهود المجتمع الدولي تجاه هذا الموضوع، وضرورة التوعية بتراث الأمتين الأفريقية والعربية، والتشريعات الخاصة بحماية التراث.وقدمت الورقة في هذا الصدد توصيات بشأن توثيق تراث الدول أعضاء الرابطة، ودور مجالس الشورى والبرلمانات في سن تشريعات واتفاقيات من شأنها تعزيز السياسات الثقافية الوطنية والإقليمية وحماية التراث المتنوع بين المنطقتين.كما اقترح الدكتور يوسف محمد عبدالله في ختام ورقته تأسيس “المعهد العربي الإفريقي” منبثقاً عن الرابطة ليتولى رسم سياسات متعلقة بهذا الموضوع.وتناولت ورقة الدكتور ألويز ميساجو الأستاذ بجامعة بوروندي “دور البرلمانات في النهضة الثقافية العربية الإفريقية” .. وخلفية العلاقات العربية الأفريقية، والحضور العربي في القارة السمراء ونتائجه الثقافية والدينية، والعلاقات العلمية عبر التواصل المعرفي.وتطرقت إلى تحديات العلاقات العربية الأفريقية وتأثرها بموروثات تاريخية والرغبة في السيطرة والهيمنة على القارة السمراء.وحددت الورقة دور البرلمانات في تعزيز النهضة، مؤكدة أن هذا الدور يكمن في تعزيز عناصر الهويات المعروفة بالتاريخ واللغة المشتركة، وحماية المقدسات وتشجيع الحوار المجتمعي والوعي الثقافي، والتواصل والتفاعل بين الثقافات وتأسيس إطار للتعاون بين الثقافات.وقدمت تيجيست يشيوس أنكدو من معهد السلام والأمن جامعة أديس أبابا، ورقة “نحو استراتيجية مشتركة لثقافة السلام في أفريقيا”، عرفت فيها “ثقافة السلام” وشرحت برامج الأمم المتحدة لتعزيز هذه الثقافة، وخطة الاتحاد الأفريقي الاستراتيجية لبنائها في أفريقيا وتحديد مصادر هذه الثقافة التي تحتاج إلى إشاعة هذا النوع من الثقافات الإنسانية.ونوهت الورقة بالتحول إلى هذه الثقافة بعد رياح الربيع العربي، وكيفية التمييز بين ثقافتي السلام والحرب.وفصلّت مجالات ثقافة السلام في؛ المشاركة الديمقراطية، حقوق الإنسان نشر أفكار السلام واللاعنف، التسامح والتكافل، المساواة بين الرجل والمرأة، التدفق الحر للمعلومات، الأمن ونزع السلاح، والتنمية المستدامة.وأوصت الورقة بضرورة تضمين ثقافة السلام في المناهج الدراسية والبرامج التدريبية في المدارس الأفريقية، واختتمت بالتأكيد على ما تتطلبه هذه الثقافة من تحول ثقافي عميق وشامل في السلوكيات فلا تقتصر على وقف الحروب فقط.من جانبه قدم ايكويم نكمجيا، مساعد الأمين العام لرابطة أسيكا، مقترحاً حول تعزيز الهوية الثقافية الأفريقية العربية من خلال مشروع تثقيفي يسلط الضوء على المكون الحضاري الثقافي العربي الأفريقي، ويتولى تنفيذ دراسات متخصصة وإصدار مطبوعات وإقامة أنشطة وندوات مشتركة، وإطلاق صفحة ثقافية على موقع الرابطة، وتنظيم أسبوع ثقافي عربي أفريقي يمهد لإنشاء قرية ثقافية مشتركة.