من العمليات الإرهابية في تونس
تونس / متابعات :كشف الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية ،الرائد محمد علي العروي، عن تحول المجموعات الجهادية المتشددة في تونس من العمل ضمن الخلايا المكونة من عدة أشخاص إلى مرحلة العمليات الفردية القائمة على المبادرات الفردية من أشخاص يحملون الأفكار الجهادية دون أن تكون لهم صلات تنظيمية مع الجماعات الجهادية الناشطة بالبلاد .وأعلن الرائد العروي ،خلال حوار على القناة الرسمية التونسية أذيع مساء الجمعة، عن إيقاف 13 متورطا في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، وإلى وجود سبعة عناصر أخرى في حالة فرار تم القضاء على اثنين منهم؛ من بينهم لطفي الزين الذي قتل خلال أحداث قبلاط، شمال غرب البلاد ،منتصف شهر أكتوبر الماضي.وأضاف الناطق الرسمي باسم الداخلية التونسية، أن الجهاديين في تونس اليوم قد تحولوا إلى ما يعرف بتكتيك «الذئاب المنفردة»، وهو تكتيك يقوم على تنفيذ الهجومات بشكل منفرد دون أوامر أو مساعدة خارجية، مؤكدا في السياق ذلاله أن الجهاد الفردي من أخطر الأنواع التي يمكن أن تواجهها تونس في الأيام القادمة، خاصة أنه يصعب التكهن أو التتبع الاستخباري لمثل هذا النوع من الإرهاب.بدور الباحث في الجماعات الإسلامية هادي يحمد، أكد أن تحول العناصر الجهادية في تونس من العمل ضمن الخلايا والجماعات إلى الجهاد الفردي يعد مؤشرا واضحا على نجاح الأجهزة الأمنية في تفكيك التنظيم العسكري وضرب العمل التنظيمي الهرمي، فالجهاديون كانوا دائما يعتمدون الجهاد الفردي كحل للتأقلم مع انغلاق الوضع الأمني واستحالة تواصل العمل الجماعي.ويضيف يحمد أن الجهاد الفردي، مهما بلغت نتائجه، فلن يكون أكثر خطورة من العمل الجماعي الذي يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية، فالمجاهدون الأفراد عادة ما يستهدفون أهدافا فردية ومحدودة تعبر عن محدودية الخبرة القتالية والإمكانات المادية واللوجستية لديهم .وكانت تكتيكات «الجهاد الفردي» أو «الجهاد المفتوح» قد ظهرت إلى حيز التداول بين المنتمين للتيار الجهادي، إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر ودخول تنظيم القاعدة إلى مرحلة العمل السري والشتات.وروج لهذا النوع من التكتيك، القيادي الراحل في تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية الذي كان ينشط في اليمن، أنور العولقي، من خلال نشر مجلة «انسباير» باللغة الإنجليزية على الإنترنت، والتي شملت تعليمات للمناصرين عن كيفية القيام بهجمات محدودة الحجم في الغرب يقوم بها أفراد، كتلك التي نفذت في لندن في مايو الماضي حيث قتل جندي بريطاني، أو في فرنسا بيد محمد مراح الذي قتل ثلاثة عسكريين وثلاثة أطفال ومدرس يهودي في مارس 2012.وكانت مجلة «آذان» الالكترونية الجهادية، قد كشفت في عددها الثاني، أن الاعتداءات التي نفذت في لندن في 22 مايو الماضي ومدينة بوسطن الأميركية في 15 أبريل من العام الجاري، ليست إلا بداية لهجمات سيشنها جهاديون فرديون، ودعت المجلة إلى ما يسمى الجهاد الفردي، حسب قولها.