بمناسبة الذكرى الـ (46) للاستقلال الوطني
حاوره في عدن / عيدروس نورجيد.محمد حيدرة مسدوس يعرف من خلال المتابعين لنشاطه على مدى العقود الثلاثة الماضية كرجل سياسي فقط من خلال مسؤولياته المتعددة في السلك الدبلوماسي كسفير وبرلماني وعضو بمجلس الشعب الأعلى وقيادي في العمل الحزبي وعضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي إلى جانب عضويته بالمكتب السياسي وعمله نائباً لرئيس مجلس الوزراء في أول حكومة لدولة الوحدة في مايو عام 1990م.وأجزم بأن د. مسدوس كان لا يحب التسليط الإعلامي والشخصنة رغم أهمية الدور الذي لعبه بمؤسسة الجيش في الشطر الجنوبي في سبعينيات القرن الماضي بحسب معرفتي الشخصية به منذ نهاية ستينات القرن الماضي من خلال عملي معه كإداري في سلاح الإشارة والذي كان يعرف حينها في كتيبة اللاسلكي ويقودها الفقيد المناضل المقدم أحمد محمد بالعيد.. وكما يجهل الكثيرون الإسهامات والأدوار التي لعبها المناضل د.محمد حيدرة مسدوس خلال فترة الكفاح المسلح لثورة 14 أكتوبر فإنه واحد من الرعيل الأول من المناضلين في الخلايا السرية في جيش الجنوب التابعة للجبهة القومية فترة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى نيل الاستقلال.. في 30 نوفمبر 67م.. وبحق نستطيع القول إن مسدوس كرجل دولة وسياسي متمرس فهو قائد عسكري محترف أسندت إليه القيادة السياسية في الشطر الجنوبي إعادة هيكلة الجيش وتشكيل ألويته بعد الاستقلال ولإطلاع القارئ على الدور الفاعل الذي لعبه الجيش بدعم ومشاركة الثوار في الكفاح المسلح دلفت (14 أكتوبر) إلى منزل المناضل د. محمد حيدرة مسدوس للحوار معه، فكان على النحو التالي: > عرفنا أولاً عن تاريخ انخراطكم في السلك العسكري ومراحل وظروف انضمامكم لصفوف الثورة وعلى يد من تم انضمامكم ؟ >> انخرطت في السلك العسكري في أوائل الستينات مع الزخم الثوري والمد القومي وبالذات الناصري، انخرطنا في صفوف الثورة ضد الاستعمار البريطاني، وكان انضمامي على يد المناضل الكبير الفقيد حسين محمد الجابري رحمه الله، وقد كلفنا في البداية بتشكيل خلايا سرية داخل الجيش، وكانت أول خلية على ما اذكر قد ضمتني وأحمد صالح الحسني ومحمد عبدالله باصهيب، ثم عمر علي أحمد وعبدالله علي العقربي، ثم علي ناصر غسيلي ومحمد علي هادي وعبدالرحمن الجابري ، ومحمد عبدالله امزربة وحسين عرب ومحمد أمعبد مقناش ومحمد سعيد درامة وعلي الدبج ومثنى مساعد ، وسليمان قيس ، ومحمد عبدالله الغسيلي وصالح علي ومحمد عمر مسعود وغيرهم الكثير لا تسعفني الذاكرة بهم حتى امتد التنظيم من أدنى وحدة عسكرية حتى قيادة الجيش. > ماهو الدور الذي لعبه التنظيم السري في الجيش، وما هو دور الجيش ككل في الثورة؟ >> التنظيم السري في الجيش لعب دوراً مهماً جعل الجيش والأمن ينحاز إلى الثورة ويدعمها مالياً من خلال الاشتراكات والتبرعات ، ويدعمها بالسلاح والقنابل اليدوية والمتفجرات والمشاركة في العمليات العسكرية الكبرى، مثل ضرب مقر المندوب السامي بمدافع الهاون من القلوعة، وضرب المطار العسكري بمدافع الهاون أيضاً من الدرين، ومعركة (20) يونيو 1967م التاريخية التي قادها الفقيد المناضل الوطني الكبير المقدم أحمد محمد بلعيد. > هل كانت هناك قيادة عسكري عليا تقوم بمهام التنسيق مع القطاع المدني للجبهة القومية وما هي؟ >> كانت قيادة عليا للجيش والأمن برئاسة الفقيد المقدم أحمد محمد بلعيد وعضوية كل من الرائد محمد أحمد السياري، والرائد محمد قاسم علوي، والنقيب أحمد صالح الحسني، والرائد أحمد صالح الضالعي، ومن رجال الامن المقدم عبدالله صالح سبعة، والرائد عبدالله علي مجور وآخرون لا اذكر أسماءهم حالياً، وكان المنسق بين القيادة التنظيمية في الجيش والأمن وبين القيادة المدنية الأخ ناصر عمر شيخ. > ما هو دور الجيش والأمن في انتفاضة (20) يونيو 1967م؟ >> قصة هذا اليوم طويلة وتفاصيلها كثيرة وبحاجة إلى وقت أطول، وكل ما أريد قوله هنا وبهذه العجالة حول ذلك اليوم هو أن بطل هذا اليوم كان المقدم أحمد محمد بلعيد، وكان ذلك اليوم هو يوم سقوط حكومة الاتحاد وهزيمة بريطانيا في عدن. > حدثنا عن ظروف اعتراف الجيش بالجبهة القومية في يوم 6 نوفمبر 1967م؟>> كان تحصيل حاصل للتنظيم السري في الجيش والأمن التابع للجبهة القومية والذي انتشر في الوحدات العسكرية والأمنية من أدناها إلى أعلاها . > كيف تم اختيار الرائد السياري والعقيد عبدالله صالح سبعة ممثلين للأمن والجيش في مباحثات جنيف بين بريطانيا ووفد الجبهة القومية؟ >> كان الأخ عبدالله صالح سبعة أنضج ضباط الأمن، وكان السياري أكثر ضباط الجيش ثقافة. > أين كان مسدوس يوم 30 نوفمبر 1967م، ونبذة عن مراحل مسدوس العملية؟ >> كنت في لحج ، وكان ذلك اليوم يوماً سعيداً غير أنه تعثر بالخلافات التي ظهرت داخل الجبهة القومية بعد الاستقلال مباشرة وأدت إلى تقسيمها بين يمين ويسار. ورغم أنني وقفت بقوة مع اليسار، إلا أنني اعترف بأن الحياة برهنت على أن تلك الخلافات كانت عبثية، أما المراحل العملية والعلمية، فأقول بإيجاز شديد أنني قد قمت بهيكلة الجيش وإعادة بنائه، وبعدها توجهت إلى العلم، ونلت الماجستير في العلوم العسكرية بأكاديمية فرنزا السوفيتية، ثم الماجستير في العلوم السياسية بالأكاديمية الحزبية في موسكو أيضاً، والدكتوراه في الفلسفة بجامعة صوفيا بلغاريا إلى جانب عملي كسفير هناك.