بمناسبة الذكرى الـ(20) لرحيل ( أبو الكباتن )..
عدن/ حســن عيـاش: مرت علينا خلال الأيام الماضية الذكرى الـ(20) لرحيل فقيد الكرة اليمنية والعربية، علي محسن مريسي ( أبو الكباتن ) الذي انتقل إلى جوار ربه في 26 نوفمبر 1993 بعد مشوار حافل في الملاعب العربية، وخصوصا ملاعب مصر التي كانت شاهدة على بزوغ موهبته، ومن ثم تألقه وبلوغه مصاف النجوم الكبار في الزمن الذي يعرف الآن بالعصر الذهبي للكرة المصرية والعربية.وإذا كان الجحود والنكران قد طغى على المواقف الرسمية تجاه الرجل الذي أطلق عليه في مصر ( الهرم الرابع ) فإن الجماهير اليمنية ومحبي اللعبة الشعبية الأولى لا يمكن أن ينسوا ( السفير ) الذي حمل ( هوية ) اليمن إلى كل أصقاع الأرض عبر موهبته التي ضاهى بها أقرانه من لاعبي تلك الحقبة الذين تصدروا اهتمام الناس واحتلوا واجهات الصحف ووسائل الإعلام على مستوى العالم.في مصر يكفي أن تقول انك من بلاد علي محسن ليتعرف الجميع على هويتك اليمنية .. وفي بلدان أخرى سوف يسألونك حتما عن ( الواد ) الذي قهر مدافعي وست هام أبطال كأس العالم 1966 عندما لعبوا أمام الزمالك في مصر عقب فوزهم بالمونديال مع المنتخب الانجليزي.حتى في القارة الإفريقية مازال هناك من يتذكر أن ( الكوتش ) علي محسن قاد فريق هورسيد الصومالي إلى الفوز ببطولة شرق ووسط القارة في انجاز لم تنل منه السنوات والأزمات في ذلك البلد الشقيق.هو باختصار.. الرمز الأبرز للكرة اليمنية .. نجمها .. أهم مواهبها .. محترفها الأشهر والأنجح .. وسفيرها الذي عرفها العالم من خلاله.هو الربان الذي قاد سفينة الأحلام لاعبا ثم مدربا ومستشارا في أعلى هيئة رياضية على مستوى الوطن.. ولكنه مات حسرة على كرة بلاده المتعثرة .. مات بحسرته قبل أن يختاره المولى عز وجل إلى جواره قبل عقدين من الآن.المريسي .. محطات وذكرياتعلي محسن المريسي، من مواليد 16 سبتمبر 1940 في اليمن، لاعب كرة قدم، تمت تسميته لاعب القرن في اليمن باستفتاء رسمي جرى عام 2000م.ويعتبر ( أبو الكباتن) أشهر لاعب في تاريخ الكرة اليمنية وانجح محترف مثل الكرة اليمنية في صفوف نادي الزمالك المصري، وهو اللاعب الوحيد الذي لعب في منتخب مصر مع انه لا يحمل الجنسية المصرية التي اعتذر عن قبولها بسبب حبه وولائه لليمن.بدأ ممارسة كرة القدم في نادي الغزال بعدن الذي حمل لاحقا اسم نادي الشعب ثم الميناء، قبل أن يذهب للدراسة في جمهورية مصر العربية عام 1950م.سكن في ( الدقي ) وعاش مع أسرة مصرية، ولعب كرة القدم في حواريها ولفت الأنظار إليه من خلال لعبه الكرة بشكل متواصل نتيجة تعثر التحاقه بالدراسة في عامه الأول في مصر بسبب رفض الثانوية الإبراهيمية انضمامه إليها.اكتشفه المدرب الزملكاوي محمد قنديل وضمه إلى نادي الزمالك عام 1956م واستمر في رعايته رياضيا.في عامه الثاني بمصر قبلته الثانوية الإبراهيمية وانضم إلى فريقها الكروي وتألق في صفوف فريقها الكروي وتم اختياره أفضل لاعب في البطولة الكروية على مستوى المدارس الثانوية في القاهرة فكرمته الثانوية الإبراهيمية بصرف راتب شهري قدره عشرة جنيهات مع منحه حق السكن في سكنها الداخلي.بدأت شهرته الحقيقة في مصر بعد خوضه نهائي كأس مصر في صفوف الزمالك أمام الأهلي عام 1958م على ملعب الترسانة وقد سجل هدفاً من هدفي الفوز الزملكاوي(2/ 1).بلغ ذروة تألقه الكروي مطلع الستينات من القرن الماضي عندما حقق لقب هداف الدوري المصري كلاعب محترف في الزمالك أعوام 1960م، 1961م، 1962م، بشكل دفع الشارع الرياضي المصري للمطالبة بمنحه الجنسية المصرية لكنه رفضها معتذرا بتمسكه بجنسيته اليمنية.شارك إلى جوار الأهلاوي صالح سليم كلاعب معار لـ( لقلعة الحمراء) وزامل حمادة إمام ومحمود أبورجيله ومحمود الجوهري ويكن وغيرهم من النجوم في الزمالك ، كما واجه بيليه وبوشكاش وزاجالو وعموبابا وتميز بقدرته الفائقة على المراوغة وترويض الكرة وركلها من أي وضع، وسجل هدفا من أهداف الزمالك الستة في مرمى وست هام صاحب اللاعبين الستة في بطولة كأس العالم 1966م.أطلقت عليه الصحافة والجماهير في مصر عدد اً من الألقاب أشهرها:» أبو الكباتن، الواد اليمني، السفير الأول، علي اليمني، قاهر وست هام، الهداف، الهرم الرابع، عابر القارات».كما أطلق عليه المعلق الشهير لطيف لقب»علي أطلس».درب أندية الشعب والميناء والهلال في صنعاء وعدن وقاد العديد من المنتخبات اليمنية وحقق معها عدداً من الإنجازات والانتصارات التي لا تزال الجماهير اليمنية تتغنى بها حتى الآن.كما قاد فريق هورسيد الصومالي كمدرب في موسمين متتاليين 1972م ـ 1973م إلى إحراز بطولة الدوري الصومالي وبطولة شرق إفريقيا، كما ساهم في الإشراف على منتخب الصومال الوطني.توقف عن اللعب في مصر وعاد إلى اليمن بعد ما وصف بـ «مؤامرة» قادها المشير عبد الحكيم عامر الذي سلط الصحافة المصرية للنيل من اللاعب الفذ بالرغم من تكريمه له في مناسبة سابقة بساعة يد تحمل صورته الشخصية، لكنه أي المريسي عاد إلى مصر مرات أخرى وكرمه نادي الزمالك في حفل كبير أقيم بمقر النادي عام 1992م.حظي بالتكريم من قيادات يمنية وعربية كبيرة أبرزها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.له تجربة في السينما المصرية من خلال المشاركة في فيلم حديث المدينة.أطلق اسمه على الملعب الرئيس في العاصمة صنعاء « ملعب المريسي» وينظم فرع الاتحاد اليمني لكرة القدم بعدن مسابقة سنوية باسمه تعد ابرز الأنشطة التي تقام في المحافظة وتجرى منافساتها خلال شهر رمضان من كل عام.