إعداد/ دنيا هانييعتبر الاكتئاب أحد الأمراض المنتشرة في العالم، وصعب التخلص منه وهو مرض يصيب النفس والجسم معا.. فالاكتئاب، والملقب رسمياً بالاكتئاب الصعب هو الاضطراب الاكتئابي الحاد أو الاكتئاب السريري (الإكلينيكي).. ويؤثر على طريقة التفكير والتصرف ومن شأنه أن يسبب العديد من المشاكل العاطفية والجسمانية. وعادة لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد، إذ أن الاكتئاب يسبب لهم شعوراً بانعدام أية رغبة في الحياة.ولا يوجد سبب واحد للإصابة بالاكتئاب بعينه، فالوضع يختلف من شخص إلى آخر. وفي كثير من الأحيان فإن الاكتئاب ينقدح بأحداث الحياة، خصوصاً في المرحلة الأولى من الاكتئاب، وما حدث معك وأنت طفل قد يكون له أثر بالغ في كيفية إحساسك نحو نفسك الآن.فالأحداث المأساوية مثل الاعتداء الجسدي أو الاغتصاب قد تقدح الاكتئاب، وكذلك وفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء، وليس فقط التجربة السيئة هي التي تسبب الاكتئاب ولكن كيفية التعامل معها. فالتجارب السيئة تكون أكثر مساهمة في إحداث الاكتئاب إذا كانت الأحاسيس تجاه التجربة مكتومة ولم يتم التعبير عنها ولم تستجلى.ومن الممكن ربط الاكتئاب بأسباب جسدية، أو فقدان اللياقة البدنية أو الأمراض مثل الأنفلونزا، قد تتسبب كلها في شعورك بالاكتئاب. التعاطي المتكرر لبعض المخدرات التي تتعاطى للشعور بالبهجة قد تقود إلى الاكتئاب.وفي بعض الأحيان لا يمكن كشف أو معالجة بعض حالات الاكتئاب، ذلك لأن المريض لا يطلب المساعدة، وأيضاً لعدم قدرة الطبيب على تشخيص الحالة أو إعطائها العلاج المناسب، رغم أن معظم الحالات تستجيب للعلاج. ومن المؤكد أيضاً أن معدلات الاكتئاب تزيد في النساء عن الرجال الضعف وقد يعود سبب ذلك جزئياً، إلى حقيقة أن النساء أكثر ميلاً للبحث عن علاج لمرض الاكتئاب.. ويبدأ الاكتئاب بشكل عام في سنوات الـ 20 المتأخرة من العمر، لكن قد يظهر الاكتئاب في أي سن وقد يصيب أي شخص، بدءاً بالأولاد الصغار حتى العجز البالغين.وقد تلعب الوراثة دور بالإصابة بالاكتئاب، وأيضاً التركيب الداخلي العضوي لخلايا الدماغ، أو الأمراض العضوية الداخلية في الجسم ومنها:1 - عوامل الوراثة: حيث أن بعض الناس لديهم استعدادا للإصابة بالاكتئاب، وبعض المرضى لديهم أقرباء مصابون بالاكتئاب.2 - الأمراض العضوية: مثل نقص هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك نقص الفيتامينات كفيتامين ب 12.3 - أسباب غير معروفة: فقد يصاب الإنسان بالاكتئاب بدون سبب واضح. أسباب الخارجية، وأسباب بيئية وتتمثل في أحداث الدنيا، كفقد صديق عزيز، أو بعض المشاكل الأسرية.4 - تناول الأدوية: أثبتت بعض الدراسات أن بعض الأدوية تؤدي إلى تغيرات كيميائية في الدماغ، فيؤدي إلى ظهور آثار جانبية مثل الاكتئاب.المخدرات: مثل الخمر والحبوب المنبهة، وبعض المخدرات، فإنها تسبب الاكتئاب.ومما سبق يتبين لنا بوضوح أن الاكتئاب ليس منحصراً في المصائب والأسباب الخارجية فحسب، بل له أسباب أخرى، و البحث يستنتج لنا كل يوم أمور جديد بما يخص الاكتئاب.نوبة الاكتئابتظهر الأعراض الآتية في نوبة الاكتئاب و تستمر لمدة لا تقل عن أسبوعين وتعيق حياة المريض.. (وحتى يتم تشخيص الحالة على أنها نوبة اكتئاب يجب أن يعاني المريض من خمسة أو أكثر من الأعراض التي سنذكرها وأن يكون المزاج الاكتئابي أو فقدان الشعور باللذة والإحساس بمباهج الحياة واحداً من هؤلاء الخمسة وأن تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل).- مزاج اكتئابي أو شعور دائم بالحزن.- فقدان الشعور باللذة ( فقدان الإحساس بمباهج الحياة ).- القلق وضيق الصدر.- فقدان الشهية وفقدان الوزن أو زيادة ملحوظة في الوزن.- اضطراب النوم: الأرق أو النوم الكثير.- الإحساس ببطء الحركة أو الهياج وعدم القدرة على الجلوس بهدوء.- فقدان الطاقة والإحساس بالإجهاد طوال الوقت والتعب.- الشعور بالعجز والخواء واليأس.- الإحساس بفقدان القيمة والشعور بالذنب عدم الثقة بالنفس.- صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.( التردد ) ، والنسيان.- نظرة يائسة ومتشائمة للمستقبل.- التفكير في الموت بكثرة أو تمني الموت أو أحياناً أفكار انتحارية. ( إن الخوف من الأفكار السلبية عن الحياة أو تمني الموت لا مبرر له لأن مجرد التفكير في الانتحار والموت لا يعني أن الإنسان سوف يقدم على ذلك ولكن يستحسن أن تناقش هذا الموضوع مع طبيبك النفسي بكل صراحة لأن تمني الموت عرض منتشر في حالات الاكتئاب كما تكون الحمى من أعراض الأنفلونزا).- الصداع ووجع البطن و أحياناً آلام مختلفة في كل عضو من أعضاء الجسم.وفي الحالات الشديدة والحادة من الاكتئاب قد تظهر بعض الهلاوس والضلالات.وحتى يتم تشخيص الحالة على أنها نوبة اكتئاب يجب استبعاد ما يلي:- تعاطي المخدرات (الإدمان).- تعاطي بعض أنواع من الأدوية تسبب هذه الأعراض. - زيادة هرمون الغدة الدرقية. - ارتباط الأعراض بفقدان عزيز.ومن الممكن أن نقول أنه إذا أصيب الإنسان بفقد عزيز أو غال فإنه يعاني طبيعياً من بعض هذه الأعراض ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لمدة أطول من شهرين أو كانت مصحوبة بمحاولات انتحار أو أعراض ذهنية كالهلاوس والضلالات فهنا يتم تشخيص هذه الحالة على أنها اكتئاب.ويعتبر العلاج النفسي الأكثر فاعلية لحالات الاكتئاب الشديدة والمتوسطة إلى جانب العلاج الدوائي الذي يعد تأثيره نفس تأثير مضادات الاكتئاب في عدة أنماط من الاكتئاب. فعن طريق التشخيص والعلاج السليمين يمكن التقليل من أعراض الاكتئاب، حتى لو كانت أعراض الاكتئاب حادة.. فالعلاج السليم يمكن أن يحسن شعور المصابين بمرض الاكتئاب في غضون أسابيع معدودة، ويمكـنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية كما اعتادوا على الاستمتاع بها قبل الإصابة بمرض الاكتئاب.العلاقة بين الاكتئاب والقلقيترافق عدد كبير من أنواع الاكتئاب بحالات القلق أيضاً. ففي إحدى الدراسات، تم تشخيص 85 % من حالات الاكتئاب العظمى كحالات لاضطراب القلق العام أيضاً، بينما ظهرت أعراض اضطراب الهلع (القلق الشديد) في 35% من الحالات وتشمل اضطرابات القلق الأخرى الوسواس القهري واضطراب التوتر النفسي التالي للحوادث.ونظراً لكثرة تلازم القلق والاكتئاب، فإنهما يُعتبران التوأم غير الحقيقي لاضطرابات المزاج.ويعتبر مناقشة ما تشعر به مع الطبيب بإمكانه التخفيف من بعض أعراض الاكتئاب أو القلق.
الاكتئاب.. حالات من الصمت والألم ونكران الذات
أخبار متعلقة