الجميع يسمع ويرى ويقرأ أخباراً متسارعة هنا وهناك من أجل تصحيح الأوضاع وترتيبها لما فيه الصالح العام الذي سوف يستفيد منه كل أبناء الوطن. استعدوا لإنقاذ هذا الوطن المنهك إنهاكاً شديداً، وقد عجبت عندما قرأت ما تقوم به بعض المنظمات غير الحكومية العالمية وتعمل استطلاعات حول مراتب الدول المتقدمة والمتأخرة وهذه الدول الأولى في كذا والأخيرة في كذا، وضحكت عندما قرأت قبل أيام أن اليمن صنفت الدولة الأولى من حيث تسرب التلاميذ من المدارس.وأسفت عندما يتم تصنيفها المائة والمائة والخمسين من حيث سوء التغذية أو العبث بالمياه أو أشياء أخرى كثيرة. فقلت في نفسي لماذا هذا الهوان بدولة لديها مقومات كثيرة سوف تجعلها تصرف على شعبها ودول بجوارها صرفاً سخياً ويزيد ما عندها ويفيض.وأسفت أشد الأسف مما سمعته من ترحيل آلاف اليمنيين من السعودية بحجة عدم وجود كفيل أو إقامة صحيحة أو أي مبررات لا يعلم إلا الله ما المراد منها، أعود إلى وطني اليمن الذي كما ذكرت أنه أنهك بفعل عقولنا وأفكارنا وتشددنا وتباعدنا وأهوائنا وأحزابنا وثوراتنا وحروبنا وحواراتنا الطويلة، بسبب العبث الشديد والفوضى والفساد والاعتداء على المال العام والحق العام والانفلات الأمني وغياب هيبة الدولة والمؤسسات حتى وصلت الأوجاع إلى كل إنسان وكل بيت وكل مؤسسة وكل محافظة وكل لواء وكتيبة ومعسكر ومركز شرطة ان استمرت سوف تحصد الأخضر واليابس وتؤخرنا وتلتهمنا جميعاً.وقد عنونت مقالتي هذه بهذا العنوان (استعدوا) فبلدنا جميل وكبير بلد الإيمان والحكمة أرض سبأ ومعين وقتبان ومأرب وشمسان وصيرة وحضرموت بلد الزراعة والطقس الجميل بلد الشواطئ والموانئ وباب المندب والموقع الجغرافي والعالمي بلد المطارات والحياة والناس الطيبة. لماذا هذا الهوان بأنفسنا على أنفسنا؟ ولماذا هذا العبث من غيرنا علينا.استعدوا للبناء والعودة الجادة للنهوض الشامل الكامل الذي سوف ينعش البلد والناس نهوض يحترم فيه كل شيء وتكون يد الدولة هي العليا، نظامها قوي، الكل فيها سواسية لا فرق بين هذا وذاك.استعدوا لنأكل من خيرات أرضنا وبحارنا وثرواتنا وكل ما في هذا الوطن من موارد تجعلنا في سعادة وقوة وعافية.أما حال عنوانه الفوضى بكل صورها فلن يزيد حالنا إلا سوءاً وتنهار الدولة وننهار جميعاً فلن ينفعنا زيد أو عمرو ولن يسمح لنا أحد أن نكون عالة عليه ولن نسمح لأنفسنا كذلك أن نكون عالة على أحد.حسب علمي وما اسمعه من الكثير أن هناك أناساً لديهم رؤوس أموال يريدون أن يستثمروها في هذا الوطن لكنهم يفاجؤون بما يسمعون. استعدوا صدقوني فلن ننقذ أنفسنا ووطننا ونستعيد عافيتنا واقتصادنا ولن يطمئن غيرنا بالمجيء إلينا ألا من خلال ما يسمعه من عناوين جميلة مطمئنة فسوف يأتي الجميع ألينا. يجب أن نرسل العناوين الصحيحة الصادقة العناوين التي بدايتها سلام ووسطها سلام وآخرها سلام عناوين يدخل الحب فيها والصدق لإنقاذ الجميع من مثل هكذا حال لو استمر فسوف يكون عنوانه (الخراب) ويجب ألا نرضى به لأن اليمن بلد الأمن والإيمان والحكمة وقلوب وأفئدة رقيقة ولينة.استعدوا واعدوا أنفسكم لإنقاذ كل شيء قبل أن نفقد كل شيء.
أخبار متعلقة