حتى البيئة أهملوا تفاصيل الحفاظ عليها
إعداد/ دنيا هانيتعتبر البيئة هي كل ما هو خارج عن كيان الإنسان، وكل ما يحيط به من موجودات، فالهواء الذي يتنفسه والماء الذي يشربه، والأرض التي يسكن عليها ويزرعها، وما يحيط به من كائنات حية أو من جماد هي عناصر البيئة التي يعيش فيها، وهي الإطار الذي يمارس فيه نشاطاته المختلفة. ويؤكد ذلك قوله تعالى: ((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)).فقد أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطراً يهدد الجنس البشرى بالزوال بل يهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات، ولقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان. أهم ما يميز البيئة الطبيعية هو التوازن الدقيق القائم بين عناصرها المختلفة، وإذا ما طرأ أي تغيير من نوع ما في إحدى هذه البيئات فقد تتلافى الظروف الطبيعية بعد مدة آثار هذا التغيير، ومن أمثلة ذلك تجديد الطبيعة الأشجار بعد حرائق تقضي على مساحات من الغابات، هذا التوازن بين العناصر المكونة للبيئة يسمى (التوازن البيئي) وإن أي تغيير لعناصر البيئة غير مرغوب فيه ناتج عن أنشطة الإنسان، التي تسبب ضرراً للصحة الإنسانية والكائنات الحية يعد تلوثاً بيئياً.فيما جاء في تصريح عبده رزاز صالح وزير المياه والبيئة في بلادنا أثناء مشاركته في الاحتفال باليوم العالمي للبيئة : “ أن حماية البيئة ليست مسؤولية جهة بعينها وإنما هي مسؤولية وطنية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً كما أنها سلوك ديني يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وقد أصبحت قضية عالمية تؤرق مشكلاتها الجميع. وأن البيئة والتنمية مرتبطتان بعلاقة مصيرية فعندما نحافظ على مكونات البيئة المختلفة فإننا نفتح المجال أمام التنمية المستدامة القابلة للاستمرار”..ويقتضي أمن واستقرار اليمن إيجاد بيئة مستقرة وآمنة حيث أن مشكلة البيئة موجودة ضمن أجندة المؤتمر الوطني.وقد حمل شعار اليوم الوطني للبيئة هذا العام تحت طياته ثلاث مشكلات مهمة وهي ( تلوث الهواء ) نتيجة عوادم المصانع ووسائل النقل، ومشكلة المبيدات التي أصبحت جلية للعيان وما تسببه من أمراض سرطانية وآثار كبيرة على المزروعات، ومشكلة الأكياس البلاستيكية التي تدمر البيئة وتشوه الجمال، وجميع هذه المشكلات خطيرة ولابد من الحد منها لكي ننعم ببيئة نظيفة لنا ولأجيال المستقبل.. كيف نحافظ على سلامة بيئتنا؟للمحافظة على سلامة البيئة يجب علينا أن نحد من التلوث، وأن نوجد حلولاً لبعض المشاكل التي تتعرض لها بيئتنا طالما وأن من الجهات المسؤولة في حماية بيئتنا والحفاظ عليها مازالت تبحث في السبل والحلول إلى حد هذه اللحظة. ويتمثل في المحافظة على سلامة البيئة بالآتي:أن نكون حريصين على نظافة المكان الذي نعيش فيه، سواء أكان البيت أو المدينة، لأن النظافة أساس كل تقدم ورقي، وعنوان الحضارة، ومظهر من مظاهر الإيمان.أن نحرص على زراعة ما حولنا من فراغات بالزهور وغيرها، وتزيين المنزل وما حوله بالأشجار والنباتات، ونقوم بتعليم الأبناء المحافظة على الأشجار والزهور والنباتات الموجودة في الأماكن العامة والخاصة، مع توعيتهم بأهمية زراعتها في حديقة المنزل أو داخله ليتذوقوا الجمال ويحرصوا عليه.أن نعمل على التخلص من القمامة بطريقة سليمة، لمنع انتشار الأمراض ونقل العدوى، فلا يجب وضعها أمام المنزل أو خلفه، حتى لا تكون عرضة للعبث فتتناثر بصورة تتجمع عليها الحشرات، فتشوه صورة البيت وتضر أهله، وكذلك نحرص على عدم إلقائها من الشرفات والنوافذ. بل وضعها في حاويات مغطاة وإخراجها في المكان المخصص لها في مواعيدها.بالإضافة إلى التخلص من المخلفات الصلبة كالأوراق والصناديق، وقطع القماش القديمة، والزجاجات الفارغة، والعلب المعدنية، وبقايا الطعام التي أصبحت من أهم مصادر التلوث لأن تراكمها وتجمع المياه حولها يجعلها مرتعاً للحشرات والميكروبات ومصدراً للرائحة الكريهة.وأن نكون حريصين في التعامل مع المياه، وعدم الإسراف في استخدامها، وكذلك عدم تلويثها بإلقاء القاذورات فيها.والحذر عند استعمال المنظفات الكيماوية، والمواد السامة والتقليل منها ما أمكن، لأنها تؤثر على طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من أشعة الشمس الحارقة، والأشعة الأخرى الضارة.وأخيراً استخدام المرشحات التي تقي البيئة من العوادم الناجمة عن استخدام الوقود وغير ذلك، وكذلك استخدامها في الأجهزة المنزلية التي يترتب عليها ظهور عوادم ضارة كمدخنة المطبخ وغيرها.أنواع التلوث تلوث مادي: مثل تلوث الهواء والماء والتربة.تلوث غير مادي: كالضوضاء التي تنتج عن محركات السيارات والآلات والورش والماكينات ويلحق بالإنسان من جرائها الأذى الفسيولوجي والضرر السيكولوجي بالإضافة إلى الضرر العضوي مثل إصابة جهاز السمع في الإنسان بالصمم.دراسات اهتمت بالجانب البيئي- ربع الوفيات في الدول النامية ضحايا التلوث:قالت منظمة (غرين كروس) الدولية ومؤسسة (بلاكسميث) المعنية بمكافحة التلوث إن ما يقرب من ربع الوفيات في البلدان النامية مرتبط بالتلوث، كما أشارت المنظمة إلى أن التلوث يهدد صحة مائتي مليون شخص وهو أكثر مما تهدده أمراض الإيدز والسل والملاريا.- مليونا وفاة سنوياً بسبب التلوث:توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن تلوث الهواء قد يكون مسؤولا عن أكثر من مليوني وفاة في العالم سنوياً، عازية ذلك إلى الملوثات وغاز الأوزون الناتج عن نشاط الإنسان.وأجرى الدراسة فريق بحثي من جامعة شمال كارولاينا، ونشرت نتائجها في دورية رسائل الأبحاث البيئية. وأشارت إلى أن حوالي 2.1 مليون وفاة سنوياً لها صلة بجزيئات صغيرة قد تدخل إلى الرئتين وتسبب مشاكل صحية.وأشار الباحثون إلى أن التعرض للجزيئات الملوثة يؤدي إلى الموت حيث يسبب أمراض القلب أو الرئتين التي من ضمنها سرطان الرئة، وقد ازدادت كثافة هذه الجزيئات نتيجة نشاطات الإنسان.وأوضحت الدراسة أن حوالي 470 ألف وفاة تتصل بالأوزون الناتج عن نشاطات الإنسان الذي يتشكل حين تجتمع ملوثات ناتجة عن مصادر مثل السيارات والمصانع وتتفاعل معاً. ويسبب التعرض للأوزون زيادة الوفيات جراء الإصابة بأمراض تنفسية.وتسجل معظم الوفيات في شرق وجنوب آسيا حيث تزداد الكثافة السكانية وترتفع مستويات التلوث في الهواء.التلوث يزيد مخاطر سرطان الرئة وامراض القلبأظهرت دراستان حديثتان وجود تأثير سلبي لتلوث الهواء على الصحة قد يكون قاتلاً، إذ يرتبط بالإصابة بسرطان الرئة وقصور عضلة القلب. وتلقي النتائج بالضوء على مشكلة تلوث الهواء والأثر الذي يتركه على صحة المجتمع.وأشارت الدراسة الأولى إلى أن تلوث الهواء يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، وذلك حتى على مستويات أقل من مستويات التلوث المسموح بها من قبل الاتحاد الأوروبي.وتكشف النتائج عن الأثر الكبير الذي يتركه التلوث على الصحة، وترسل إشارات بضرورة خفض مستويات التلوث. كما تطرح تساؤلات عن حقيقة الوضع في الدول النامية، ففي أوروبا توجد الإمكانيات والاهتمام بدراسة هذه المشكلة، أما في دول العالم النامي كالهند وغيرها من البلدان فيعتقد أن مستويات التلوث قد تكون عشرة أضعاف إلى عشرين ضعف مستوياتها في الاتحاد الأوروبي، ولكن لا توجد أبحاث بشأنها.- التلوث يؤذي سلوك الطفل:توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الأطفال الرضع الذين يتعرضون لمستويات عالية من التلوث المروري هم أكثر عرضة للإصابة لاحقا باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، مما يتطلب التركيز بشكل أكبر على توفير بيئة صحية للأطفال منذ الصغر لوقايتهم من هذه الاضطرابات السلوكية. ويشير العلماء إلى أن الجسيمات السامة الموجودة بالهواء نتيجة التلوث المروري قد تتسبب بضيق الأوعية الدموية وتسمم في قشرة الدماغ الأمامية.- تقليص تلوث مواقد الطهي ينقذ حياة الملايين:وجاء في دراسة دولية حديثة أن الإجراءات البسيطة لتقليص التلوث الذي تسببه مواقد الطهي في الدول النامية يمكن أن تنقذ حياة مليون شخص سنوياً، وتساعد في إبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض. وتلعب هذه الملوثات دوراً في العديد من الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي والقلب.ويطهو كثيرون في الدول النامية الطعام على نيران مكشوفة باستخدام الأخشاب أو الفحم مما يعرض الناس وبشكل أساسي النساء والأطفال، لأدخنة يمكن أن تسبب كل شيء ابتداءً من أمراض الجهاز التنفسي إلى أمراض القلب.وقال تقرير إن تشديد القيود على التلوث يمكن أيضاً أن يعزز نمو المحاصيل.