رغم ردود الفعل السلبية التى تلقاها الفريق سامي عنان منذ أعلن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، ورغم جولاته غير الناجحة بين عدة فئات في المجتمع، فإن «الفريق» يصر على خوض سباق الترشح مستندًا إلى صِلاته الوثيقة مع جماعة الإخوان فقط، بالطبع، لا نحجر على حق أي مواطن في الترشح للرئاسة مادام يستوفي الشروط والمعايير التي تضعها اللجنة العليا للانتخابات، ولا نرى في ترشح عنان في ذاته أمرًا خارجًا على السياق، لكن الغريب واللافت في الأمر هو الحلقات المتتابعة من سوء الفهم، وسوء التقدير الذي يغرق «الفريق» نفسه فيه منذ خروجه من الخدمة.الفريق عنان الذي كان مهندس المرحلة الانتقالية الأولى، وقائد عملية التفاوض مع جماعة الإخوان منذ 30 يناير 2011، وحلقة الوصل بين الحكم الانتقالي وواشنطن، يبدو أنه مازال عائشًا تحت سيطرة أن %99 من أوراق الشارع الانتخابي في أيدى الإخوان، ولذلك اتسمت الفترة الأخيرة بتكثيف اللقاءات بين «عنان» ومحسوبين على الجماعة، أو قريبين من دوائرها. وخرجت من مصادر مقربة من الجماعة تصريحات عديدة تبارك وتؤيد ترشح «عنان» للرئاسة، وكأنه المرشح الضمني للجماعة في الانتخابات، أو الرجل الذي يعيد الحضور الإخواني للحياة السياسية مرة أخرى، ما يؤكد هذا الفهم، إصرار الفريق «عنان» على الترشح للرئاسة، رغم أنه يُواجه بحالة غير مسبوقة من الرفض الشعبي تتضح في ردود أفعال المواطنين وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الاستطلاعات ذات الصلة، وحتى في برامج «التوك شو» التي تهدف لمعرفة رأي الشارع بصورة عشوائية حول الموضوع، ولا نعتقد أن الفريق «عنان» لا يعرف بوضوح حجم الرفض الشعبي لخطوة ترشحه للرئاسة، لكنه فيما يبدو موعود بالمساندة والدعم لكتائب الجماعة، وهو دعم ميكانيكي، يعني كتلة تصويت مضمونة، لكن «الفريق» لم يسأل نفسه عن حجم هذا التصويت الميكانيكى، وقيمته أمام حالة الرفض الشعبي لخطوته، استنادًا فيما يبدو إلى معلومات قديمة، وتربيطات تعود للفترة الانتقالية الأولى!يا سيادة الفريق، الحروب لا تخاض بأسلحة قديمة، ولا وفق خطط سابقة، وأنت بحكم رئاستك لأركان الجيش المصري أول من يعرف ذلك، فلماذا تصر على تحمل الهزيمة، وأن تزيد من الهالات السوداء حول صورتك في الشارع؟ ولماذا تربط مصيرك بمصير جماعة أصدرت الجماهير حكمها عليها بالإعدام؟!
عنان و(الإخوان)
أخبار متعلقة