أيمن الظواهري
دمشق /متابعات:أمر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي، بث الجمعة، بإلغاء «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وتعرف اختصارا باسم (داعش)، والتي نشأت بفعل دمج «دولة العراق الإسلامية» و«جبهة النصرة» وتقاتل داخل سوريا، مؤكدا أن «النصرة» وحدها هي الفرع السوري للتنظيم الإسلامي المتطرف.ورد زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، على الظواهري بتسجيل تحت عنوان «باقية في العراق والشام»، قائلا: «لقد اعتدنا منذ عشر سنوات من الدماء والأشلاء أننا لا نخرج من محنة إلا ويبتلينا الله تعالى بمثلها أو أشد منها».وأضاف: «الدولة الإسلامية في العراق والشام باقية ما دام فينا عرق ينبض أو عين تطرف، باقية ولن نساوم عليها أو نتنازل عنها حتى يظهرها الله أو نهلك دونها».وقال الظواهري في التسجيل: «تُلغى دولة العراق والشام الإسلامية، ويستمر العمل باسم دولة العراق الإسلامية»، مؤكداً أن «جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة».وأوضح أن «الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق، والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سوريا».وكان البغدادي، زعيم الفرع العراقي للقاعدة، أعلن في التاسع من أبريل توحيد «دولة العراق» وجبهة النصرة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد.إلا أن المسؤول العام للجبهة، أبو محمد الجولاني، سارع في اليوم التالي إلى التنصل من الإعلان، معلناً مبايعة الظواهري، في خطوة كانت الأولى من نوعها في الربط بين تنظيم القاعدة والجبهة.وتسبب إعلان البغدادي في إحداث بلبلة بين المقاتلين المتطرفين، وأحدث انقسامات بين المنضوين تحت لواء جبهة النصرة التي كان نفوذها في تصاعد مستمر.وقال الظواهري في تسجيله، الجمعة، «أخطأ الشيخ أبو بكر البغدادي الحسيني بإعلان دولة العراق والشام الإسلامية دون أن يستأمرنا أو يستشيرنا (...)، وأخطأ الشيخ أبو محمد الجولاني بإعلانه رفض داعش وإظهار علاقته بالقاعدة دون أن يستأمرنا أو يستشيرنا».ولم تكن جبهة النصرة، المدرجة على اللائحة الأميركية للمنظمات الإرهابية، معروفة قبل بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011. وظهرت في الأشهر الأولى مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وأمنية، ثم برزت كقوة قتالية أساسية.وفي الأشهر الماضية، اتسع نفوذ «الدولة الإسلامية» لاسيما في شمال سوريا، حيث عمدت إلى فرض معايير متشددة في مناطق نفوذها، ومنها مدينة الرقة، مركز المحافظة الوحيد الخارج عن سيطرة النظام.ويتهم الناشطون المعارضون، داعش، باعتقال العديد منهم، إضافة إلى محاولة إسكات الناشطين الإعلاميين وخطف الصحافيين الأجانب.ويقول محللون إن «الدولة الإسلامية» تعمل على طرد أي خصم محتمل من مناطق وجودها.وشهدت الأسابيع الماضية معارك ضارية بين مقاتلي «الدولة الإسلامية» ومسلحين أكراد طردوا المقاتلين الإسلاميين من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، يتعاون مقاتلو «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة في العديد من المعارك، إلا أن اشتباكات عدة وقعت بينهم، أبرزها في سبتمبر بمنطقة الشدادي في محافظة الحسكة.