الجهاد الذي يخوضه أولئك الذين يفترض أنهم مؤمنون ضد بعضهم يندرج في إطار الفتنة ، ولن يكون مما تفاخر به الأجيال القادمة، وإنما مما يثير الشفقة والأسى والأسف على جيلنا، وشاهد على الزيغ والانحراف الديني والتخلف الثقافي والقيمي العميق المخجل الذي لا نزال نرزح تحت وطأته.. ويستطيع أي عاقل إدراك أن حروب المتطرفين لن تعالج أي معضلة إو تحل أي مشكلة، بما في ذلك حروبهم ضد الغرب، وإن توهم حسنو النوايا والمؤدلجون المتحمسون .. بل إن تلك الحروب تفاقم حالة التدهور الحضاري المتراكم منذ قرون وتعاظم المخاطر المحدقة بنا من كل صوب.. في ذات مسجد، تساءلت من قبل ، بعد حادث ميدان السبعين، لمَ لم يندد الخطيب بذلك الحادث الذي ذهب ضحيته حوالي مائة شاب يمني ظلما وعدوانا ..؟ رأيت الخطيب يتحدث يومها عما يجري في سوريا بحماس، لكنه لم يشر إلى مقتل عشرات الأبرياء في صنعاء ، ولم يندد بالقتلة أو يستنكر فعلتهم الشنعاء.!بعد الصلاة ، قال أحد المصلين، مبتهجا بحماس وأعجاب بتلك الخطبة ضد نظام الحكم في سوريا: بقي دوركم أنتم في الاعلام.. فرددت على الفور، بحدة وما يشبه الاحتجاج: لم نسمع الخطيب يندد بما جرى في السبعين..؟ المسافة بين هذا المسجد وميدان السبعين أقرب من سوريا..لماذا نذهب بعيدا دائما.. كان الإمام بالقرب منا يسمع .. وهو شاب محترم كما يبدو، لكنه فائض الحماس واليقين بما هو عليه .. ويبدو أنه غير مستعد للحوار مع أحد.. ــــــــــــــــــــــــــــــ لماذا الدولة المدنية ؟؟لأن الشيعي لديه نظريته الخاصة للحكم, والزيدي لديه نظريته الخاصة للحكم, والسني لديه نظريته الخاصة للحكم, والسلفي لديه نظريته الخاصة للحكم, فاما أن نتقاتل واما أن نقبل بدولة مدنية لا مذهبية, تتعامل مع كل مواطنيها بنفس المعايير بغض النظر عن دينهم أو مذهبهم أو جنسهم أو لونهم أو أصلهم أو فصلهم أو منطقتهم أو مكانتهم الإجتماعية.“ الدولة المدنية اللا مذهبية هي الحل “ــــــــــــــــــــــــــــــأرجو سرعة عودة البراميل .. لا تفهموني غلط ليس المقصود براميل الشريجة بل براميل النظافة في مدينة عدن .. لانه لم ولن ينجح أي مشروع للنظافة في الشارع الرئيسي بالمعلا مثلا دون عودة هذه البراميل لهذا الشارع العريق مهما كان التنظير في مجالس أهل النظافة وقيادتها في عدن .. ولست أعرف السبب في تقاعسهم عن هذا المطلب.ــــــــــــــــــــــــــــــتقول صحيفة تلغراف البريطانية ( ان شرطة نوتنغهام شاير ، قررت تقديم رواتب تقاعدية للكلاب البوليسية، لضمان دفع فواتيرها الطبية بعد انتهاء خدمتها مع الشرطة يصل راتب كل كلب إلى 1500 جنيه استرليني أي ما يعاد ل 2000 دولاراً أميركي ) وهذا الرقم اذا ما قسمناه على 125 دولار راتب العميد الجنوبي المتقاعد بعد حرب صيف 94م فإنه سيعادل راتب 16 عميداً جنوبياً، ويزيد العدد كلما تدنت الرتبة، اما اذا قسمناه على مبلغ المعاش الذي يتقاضاه مناضلو الثورة فإنه سوف يعادل 250معاش مناضل .ــــــــــــــــــــــــــــــالتطرف السياسي الذي نعاني منه اليوم في الجنوب لا يحمل طابعا مناطقيا أبدا ولكنه "ثقافة سياسية" يمكن أن تسكن في شبوة كما تسكن في الضالع على سبيل المثال ، ويمكن أن تتبناها عقلية ثائر من حضرموت لا تتفق معها أو قد تتفق معها عقلية ثائر في عدن مثلا.. إن صرف "التطرف السياسي" إلى خانة المناطقية يعتبر معول الهدم الرئيسي لقيم التسامح والتصالح, وعلى من يمارس مثل هذا السلوك أن يدرك خطر ذلك وأن ينأى بنفسه عن القبض على مثل هذه المعاول الهدامة التي لا يشرف أي قبضة جنوبية أن تحتضنها أو تضرب بها.
للتأمل
أخبار متعلقة