من المسؤول عما آلت إليه الأوضاع في محافظة صعدة؟ وهذا الانفلات الأمني الذي تشهده بلادنا عموماً، لماذا يتواجه الإخوة المواطنون الذين يجمعهم وطن ودين واحد، في يمن الإيمان والحكمة اليمانية، ويبقى السؤال أين هم علماء الدين الربانيون مما يعتمل بحق الوطن والمواطن ومما نراه من عنف وإرهاب؟ وللأحزاب على مختلف أطيافها وانتماءاتها السياسية والفكرية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية الوطنية ولكل أحرار اليمن يوجه السؤال أيضاً، ولماذا الغياب عن المشهد السياسي اليمني وترك الأمور بهذا السيلان الذي سار وتسرب بحسب أهواء واغواءات الشيطان، وذهب البعض إلى المواجهات المسلحة والحرب القاتلة من أجل ماذا يا هؤلاء؟ من أجل السلطة؟ والهيمنة والسيطرة لنفوذ القوة فهل هو بسط النفوذ والتمدد الفكري والسياسي، كلنا أخوة كلنا أبناء وطن واحد مسلمون مؤمنون بالله لا إله إلا هو رب العالمين وبالكتب السماوية والرسل، والقرآن كتاب الله سبحانه وتعالى، وبالإسلام ديناً وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبياً عظيماً للأمة. صحيح أن هناك خلافاً في الرؤى والآراء وهذا ليس عيباً بل هو حالة صحية والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وهي من سنن الله تعالى في خلقه وفي الحقيقة أنه من المؤلم جداً أن نرى ونسمع عما يحدث من أعمال عنف وتدمير وقتل للأنفس فيما بيننا البين على أرض الإيمان والحكمة اليمانية فمهما بلغ حد الخلاف ونوعه ينبغي أن تتحرك في دواخلنا نوازع الحكمة وتتسع صدورنا وقلوبنا للاستماع إلى الآراء الأخرى، وتقبل الطرف الآخر مهما كان الخلاف فمن الأجدر بنا أن يناقش بعضنا بعضاً ويجلس بعضنا مع بعض نبحث فيما هو محل خلاف ونضع الحلول والمعالجات التزاماً واحتراماً لقوله تعالى: “وجادلهم بالتي هي أحسن” ونترك بعيداً الغضب والكبرياء التي هي ليست من شيمنا وأخلاقنا وتعاليمنا الإسلامية ولا هي من تقاليدنا وأعرافنا اليمنية الأصيلة فنحن من قال عنا رسول الله “صلى الله عليه وسلم”: “إننا أرق قلوباً والين أفئدة” فأين منا قول رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وقد قست قلوب بعضنا وذهبنا إلى الاقتتال فيما بيننا، وقتل بعضنا بعضاً فبأي ذنب قتلت هذه الأنفس المسلمة المؤمنة، وأي جزاء ينتظرنا؟ لقد ذهب البعض إلى التطرف الديني أو السياسي أو الفكري من أبناء جلدتنا وتعاملوا بكل وحشية وعنف لإشباع رغبات وشطحات شخصية خاصة أنانية ضيقة أو ما ذنب المواطن اليمني أن يقتل وهو يؤدي مهام واجباته الوظيفية إن كان عسكرياً أو مدنياً أو ذلك المواطن البريء الذي تأتيه الرصاصة القاتلة من حيث لا يعلم بأي شكل من الأشكال راجع أو طائش أو قناص أو عدوان أنه العنف البغيض والإرهاب والقتل للنفس التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق فبأي ذنب قتلت؟وأبين دمرت وقتل وشرد أهلها ودمرت المساكن والمنشآت والمباني العامة والخاصة وفي شبوة أيضاً، وعدوان مستمر ومتكرر على العسكر والمعسكرات في حضرموت، والآن الأوضاع خطرة في ظل نشوب الحرب في محافظة صعدة فهل ضاعت الحكمة في زمن الدعوة إلى الحوار والبحث عن الحلول السلمية لمعالجة قضايانا وكل خلافاتنا وهمومنا ومشاكلنا في هذه الساعات الحاسمة والصعبة التي يمر بها الوطن بكل تعقيداته حيث ينبغي أن يظهر الحكماء ورجال الدين والتقوى من أجل وقف هذا العنف والإرهاب الذي طال وأحرق الأخضر واليابس وسيقضي على آمالنا وتطلعاتنا في بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد وسيادة النظام والقانون..لهذا ندعو باسم الطفولة والنساء والجياع الفقراء الباحثين عن لقمة العيش ومياه الشرب وباسم الأطفال والشباب أصحاب الحق في الحلم بوطن خال من السلاح يسوده الأمن والاستقرار والحرية والعدالة والمواطنة المتساوية عشاق الحاضر وبناة المستقبل والغد المشرق ونناشد كل الفرقاء أن يتركوا السلاح والاحتكام إلى كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نناشد فيكم الضمائر الحية والأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية الحرة العظيمة أن تعودوا إلى جادة الصواب والعودة إلى الحق هي أفضل من التمادي بالباطل ولا تجعلوا الحق يتبع أهواء واغواءات الشيطان حتى لا تفسد السماء والأرض بما فيها وعليها..في الأخير نقولها كلمة صادقة نابعة من قلب ينزف دماً ويعتصر ألماً على ما أصابنا من عنف مجنون قتل وأصاب وأرهب الأطفال والنساء على أرض السعيدة اليمن الخضراء..فكفوا عن هذا البلاء وعودوا إلينا إخوة أحباء وكفى المؤمنين شر القتال.والله من وراء القصد..
الحرب بلاء فعودوا إخوة أحباء
أخبار متعلقة