فجأة عجيبة ظهر هذا المخبأ ويا له من شيء مخبأ الا وهو ما يحدث في صعدة وبالأخص «دماج» المديرية الصغيرة التي كبر اسمها وهي شيء بسيط حتى ونحن نرى المركز الموجود فيها والذي أنشئ كما يقولون لتعليم القرآن الكريم الذي انزله الله على نبينا محمد ليهدي الناس الى صراط الله المستقيم.في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الوطن والذي مازال في انتظار مخرجات الحوار الذي شارف على الانتهاء ظهرت هذه الحرب وهذه المصيبة التي هي في الحقيقة مصيبة وطن وشعب عانى ومازال يعاني وصعدة مازالت منتظرة التعويض النفسي والمادي والمعنوي والسكني وإعادة الخدمات والأمن والسلام وإذا هي تصبح وتمسي مفجوعة بصواريخ تتطاير على الرؤوس والمساكن وموت وتشريد وجرحى وتعطيل حياة وإخافة المسلم وإفزاعه في نفسه وماله وعرضه واولاده وحياته ومحافظته. المواطن ناله الضعف الشديد الذي هزه هزا قويا يرى الموت فيه أحسن من هذه الحياة التي صارت أخوف من غابة فيها حيوانات تفترس بعضها بعضا. يا الله المصيبة عظيمة وكبيرة ومفجعة، الى متى سوف نستمر بهذه العقليات الشاذة التي يفكر بها كل إنسان بإنهاء الآخر، ولم نسمع ولم نقرأ في كل سنوات عمرنا مثلها قساوة الا الآن. ودرسنا وعلمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جاره يهودياً وليس مسلما فكره يختلف عن فكر الآخر وعلمنا مما قرأناه وفهمناه عن الإمام الشافعي رضي الله عنه عندما كان يسأل عن ما حدث بين الامام علي رضي الله عنه وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فكان يقول ويرد عليهم بآية من كتاب الله «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون». لكن للأسف التعبئة الخاطئة التي تزهق أنفسا بريئة وتدمر قرى وتعطل حياة كتب الله لها أن تستمر وقد قال الله جل جلاله «كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا» الآية من كتاب الله ولها تفسير في معاجم التفسير يعلم الله بمرادها. لكن نحن البشر قد قلبنا كل شيء وفسرناه على هوانا ومزاجنا وخصوصا في هذا الزمان الرديء ففتحنا أبواب التناحر والاختلاف فيما بيننا وقوينا الشتائم والعداوات القوية والثارات والاقتتال وهذا ثار ضد هذا وكبرت الفتن وضاع السلام الذي أحبه الله لعباده وتذكرت آية من كتاب الله قال فيها: «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم» أين العلماء من قول الآيات النابعة من كتاب الله التي تجمع ولا تفرق. وتقرب ولا تبعد والتي لا تدعو الى الشحناء والبغضاء.ما الذي يجري أيها العقلاء؟، ما الذي يجري يا حكامنا وأولياء أمورنا؟. اتقوا الله يا ورثة الأنبياء وقفوا وقفة حق لله وحده فمازالت كلمتكم هي المسموعة إذا كنتم تخرجونها خالصة لوجه الله والنية في أنفسكم صادقة لصلاح البلاد والعباد.ما الذي يجري في أرض السعيدة التي أحبها الله ورسوله ودعا لها وقال صلى الله عليه وسلم «أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا والين أفئدة». قفوا وأوقفوا هذه الدماء وهذه المأساة وكونوا عباد الله اخوانا.اللهم أرزقنا حبك وحب نبيك وكل عبادك الصالحين وجميع الصحابة والتابعين دون استثناء وأبعدنا عن التشدد والفتن. اللهم آمين.
أخبار متعلقة