سوء التغذية عند الأطفال في اليمن وأسباب حدوثه
لقاء وتصوير/ أشجان المقطريسوء التغذية عند الأطفال هو مصطلح يشير إلى الاستهلاك غير الكافي أو الزائد أو غير المتوازن من المواد او المكونات الغذائية التي تسفر عن ظهور بعض من اضطرابات التغذية المختلفة .. كما يتسبب سوء التغذية في وقوع أكثر من نصف مجموع وفيات الأطفال على الرغم من عدم إدراجه الا نادراً في قائمة الأسباب المباشرة لتلك الوفيات ولا يمثل نقص فرص الحصول على الأغذية بالنسبة لكثير من الأطفال السبب الوحيد لسوء التغذية.إن تدني الممارسات التغدوية والتعرض لأنواع العدوى المتكررة والالتهابات الرئوية، والحصبة، والملاريا، تتسبب في إضعاف الحالة التغذوية، كما أن الممارسات التغذوية مثل توفير الرضاعة الطبيعية ناقصة او إعطاء الأغذية غير الملائمة وعدم ضمان تزويد الطفل بالأغذية الكافية من الأمور التي تسهم في سوء التغذية وتعتبر اليمن بحسب منظمة اليونيسيف ثالث دولة بعد أفغانستان والصومال من حيث ارتفاع معدل سوء التغذية المزمن عند الأطفال.صحيفة (14 أكتوبر) التقت بالأخت إيناس عبدالله احمد طبيبة في قسم التغذية بمجمع القلوعة الصحي مديرية التواهي للتعرف على أسباب حدوث سوء التغذية عند الأطفال في بلادنا والخدمات التي يقدمها للأطفال المصابين بهذا المرض.ثاني أعلى نسبة تقزم (58 %)تقول الأخت / إيناس عبدالله (ليس هناك إحصائيات دقيقة لحالات سوء التغذية وإنما تقريباً وصلت حالات سوء التغذية في اليمن إلى مستويات الأزمة بوجود 15 % من الأطفال دون سن 5 سنوات يعانون من سوء التغذية الحاد، وتبلغ معدلات سوء التغذية الحاد في بعض مناطق اليمن 32 % وهو ما يتجاوز بشكل كبير معدلات الطوارئ ولدى اليمن على المستوى العالمي ثاني أعلى نسبة تقزم (58 %) ولطالما عانى اليمنيون لعقود طويلة من الهزال والتقزم، مضيفة ان الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال العام الماضي أدت إلى مفاقمة الوضع الخطير.وأشارت إلى أن عدد الأطفال دون سن (5) سنوات يبلغ حوالي 4 ملايين طفل منهم (967000) طفل يموتون من سوء التغذية الحاد، وسيكون هناك قرابة (267000) طفل معرضون لخطر الموت.وأضافت كما يتعرض (400،000) آخرين لخطر الإعاقات الجنسية والعقلية طويلة الأجل.وتابعت حديثها قائلة إن سبب حدوث سوء التغذية عند الأطفال الرضع ما دون السنتين هو أنهم معرضون بشكل خاص لسوء التغذية وقد يصاب بعض المراهقين في مرحلة البلوغ بنقص التغذية ايضاً وتختلف الأسباب من حال لآخر وبشكل عام يمكن ان تكون الأسباب هي : عدم إرضاع الطفل رضاعة طبيعية كاملة أو عدم كفاية لبن الأم مع عدم إعطاء الطفل غذاء كافياً أو استخدام اللبن الصناعي أو نقص الموارد الغذائية بمعنى عدم تقديم الطعام اللازم للطفل وهذا يشاهد في العائلات الفقيرة، إهمال الطفل وعدم الاهتمام بتغذيته هذا يشاهد في العائلات التي يكون فيها عدد الأطفال كثير، إصابة الطفل بمرض حاد من إسهال حاد، والتهاب رئوي، وللإصابة بمرض مزمن مع عدم السيطرة على هذا المرض كأمراض (الدم، والقلب، وسوء الامتصاص المعوي) وكذلك تعرض الطفل لمداخلات جراحية كبيرة ومتكررة.المظاهر المرضية لسوء التغذية وعن المظاهر المرضية لسوء التغذية تقول: التقزم الغذائي يحدث عندما يكون هناك نقص بسيط وليس كبيراً للسكريات في غذاء الطفل حيث يؤخر نمو الطفل ويصبح وزن الطفل وطوله اقل من الطبيعي اما المرسمس الغذائي فتقول انه يحدث عندما يكون هناك نقص كبير للسكريات في الغذاء حيث تصبح السكريات التي يتناولها الطفل لا تكفي حتى للعمليات الحيوية للجسم فيفقد الطفل وزنه ويبدأ الجسم في استخدام الدهون الموجودة به ثم البروتينيات الموجودة في العضلات لامداد الجسم بالطاقة فيظهر الطفل نحيفاً جداً ويفقد الدهون تحت الجلد خاصة تحت جلد البطن ثم الفخد ثم الوجه مع حدوث ضمور للعضلات وهي حالة متقدمة للمرض.وقالت: كما ان مرض الكواشيركور يحدث لدى نقص البروتينات في غذاء الطفل حيث يحدث تورم مائي في الوجه والقدمين والذي قد يوحي للأم ان طفلها في صحة جيدة رغم ان طفلها مريض ومع زيادة نقص البروتينات يحدث تورم مائي في الوجه والأقدام وايضاً تحدث تغيرات بالجلد حيث يصبح الجلد داكن اللون وتظهر به شقوق وتسلخات خاصة في منطقة الأرجل وكذلك تحدث تغيرات بالشعر حيث يصبح شعر الطفل خفيفاً ويتساقط بسهولة كما تظهر تغيرات عقلية فيظهر الطفل متبلد الإحساس مع فقد الاهتمام وقلة النشاط وفقدان الشهية للطعام ويصبح لون الطفل باهتاً مع التهابات في الفم ، وتضخم بالكبد.وأوضحت الدكتورة / إيناس أن أسباب سوء التغذية في بلادنا تأتي عن طريق ترك الرضاعة الطبيعية وهي احد العوامل الرئيسية في ارتفاع نسبة الإصابة بسوء التغذية، وكذا الفقر ومضغ القات وتدني مستوى التعليم من حيث نقص الوعي لدى الأمهات بكيفية تنوع الغذاء المحتوىعلى الفيتامينات والمعادن، وايضاًَ نقص الغذاء الذي لا يحتوي على المقومات الغذائية السليمة والتي يستفيد منها الجسم، والإصابة بالأمراض المتكررة، وتكرر الولادة، وضعف الخدمات الطبية يزيد من ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، وعدم الحصول على هذه الخدمات في الأرياف والقرى النائية يزيد من معدلات الإصابة بسوء التغذية.الحد من سوء التغذية عند الأطفال وأفادت بقولها: للحد من سوء التغذية عند الأطفال يجب بذل جهود مضاعفة للتوعية المكثفة للأمهات المرضعات والحوامل والنزول الميداني الى القرى والمناطق النائية، التي تفتقر للمراكز العلاجية وتحسين الوضع الصحي في تلك المناطق التي تعيش بدون خدمات صحية، وعلى الأمهات ان يتمسكن بالرضاعة الطبيعية، وإسعاف الطفل قبل أن تكون حالته حرجة بحيث يسهل علاجه.واستطردت قائلة: تعتبر اليمن بحسب منظمة اليونيسيف ثالث دولة بعد أفغانستان والصومال من حيث ارتفاع معدل سوء التغذية المزمن عند الأطفال حيث ان 10 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن (5) ملايين من السكان يعانون من إنعدام الأمن الغذائي الشديد بينما يدرج مليون طفل دون سن (5) سنوات تحت وطأة المعاناة من سوء التغذية الشديد في جميع انحاء البلاد ونحو (276) الف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية، مبينة أن مشكلة سوء التغذية تعد السبب الأكبر في وفيات الأطفال دون سن الـ (5) سنوات حيث تقدر وفيات هذه الشريحة من الاطفال نتيجة امراض ساهمت فيها بشكل مباشر هذه المشكلة بحوالي 5،6 مليون .خدمات تقدم للأطفال المصابين بسوء التغذية وأردفت: وعن الخدمات التي تقدم للأطفال المصابين بسوء التغذية من خلال تأسيس برامج التغذية العلاجية (OTP) و (TFC) لعلاج سوء التغذية الحاد المكتشف مع مضاعفات او بدون مضاعفات وكذا برنامج التغذية العلاجية (SFP) لعلاج سوء التغذية المتوسط عبر المراكز الصحية والمستشفيات تقوم المراكز بتقديم الخدمات ومنها: التوعية بالنسبة للأم عن الرضاعة الطبيعية وكيفية تقديم الأطعمة في سن ستة اشهر من العمر وعدد الوجبات التي يحتاجها الطفل في اليوم وماهي الأطعمة الفضلى بالنسبة لهم.توعية الام حول أهمية التطعيم والاهتمام بالطفل وعلاجه من الأمراض .تثقيف الامهات حول الوقاية من سوء التغذية من خلال التغذية السليمة للاطفال الرضع والصغار.قامت منظمة اليونيسيف بتزويد المراكز الصحية والمستشفيات بالأجهزة الخاصة لقياس سوء التغذية ،كما قدمت مواد غذائية جاهزة ومخصصة لتلك الحالات بحسب احتياج كل حالة .. مشيرة إلى أن هذه التغذية العلاجية مكونة من عجينة تحتوي على الفول السوداني وأملاح ومعادن وكذلك بسكويت يحتوي على سعرات حرارية، مضيفة: ونحن بدورنا نقوم بتعليم الأمهات طريقة إعطاء تلك الأغذية الجاهزة وإخضاع الأطفال للمراقبة الطبية المستمرة.رسالة للمجتمعوفي ختام لقائنا معها وجهت رسالتين، حيث قالت: الرسالة الأولى للمجتمع ان يدركوا ان مرض سوء التغذية هو مرض مرتبط بعدة أسباب أهمها:أـ عدم الاهتمام بالأم الحامل، وعدم الاهتمام بالرضاعة الطبيعية، الزواج المبكر، الولادات المتكررة.اما الرسالة الثانية لكل أم وأب فتقول فيها: على كل أم ان تهتم بالرضاعة الطبيعية الخالصة من بعد الولادة مباشرة حتى ستة أشهر واستكمال الإرضاع على التغذية التكملية المتوازنة حتى بلوغ عامين بمعنى من بلوغ عامين حتى عمر (5) سنوات من حياة الطفل وهذه مرحلة مهمة يحتاج الطفل الى عناية واهتمام وملاحظة من قبل الأسرة في حالة ظهور الهزال ( الضعف الشديد) على الطفل.وقالت: ان هناك مراكز ووحدات معالجة لتلك الحالات في جميع مديريات محافظة (عدن) تقدم الخدمة العلاجية مجاناً .. وهذه العلاجات فعالة لإنقاذ الأطفال من المضاعفات الناتجة عن سوء التغذية وهذا سوف يؤدي الى خفض معدلات الوفيات وخفض المرض عند الاطفال دون سن (5) سنوات من العمر.
> إيناس عبد الله