قصة قصيرة
آلاء عثمانلاحت لعينيها من بعيد تلك الخيوط المتلألئة.. الجذابة.. لمع بريقها في عينيها.. تقدمت نحوها، حاولت صديقتها أن تمنعها بقوة.. لكنها لم تستجب. . ذهبت.. وقفت عند أول طرف الخيط، وجدته يبتسم.. يناديها بهمس رقيق.. أطمأنت.. وضعت قدميها.. بدأت تخطو خطواتها في ثبات على أمل أن تصل هناك..كان يساعدها.. ذلك البريق الذي ينبعث منه يشجعها.. ابتسامته تغمر قلبها بالدفء..وصلت إلى نصف الطريق فوجدت قدمها عاجزة عن الحركة، وسمعت صوتاً يقول: - هذا هو مكانك.تلفتت حولها في اضطراب لم تجد شيئا فتابعت سيرها. تردد الصوت بشكل مخيف: - لا تتقدمي، فهذا مكانك الذى أردناه لكِ.خفق قلبها.. انتفض جسدها.. لكنها لم تستطع منع نفسها من مواصلة طريقها.. تقدمت خطوة في حذر.. وجدت البريق المتلألئ يزول...وكل شيء أصبح ظلاماً.. ومنه تتسرب نظرات حادة.. وإذا بالخيوط المستقيمة تعرجت، التفت حولها.. أحكمت قبضتها عليها، وهي تحاول الخلاص.. تحاول الفرار.. وتصرخ: - أريد العودة لصديقتي، أريد العودة حيث أتيت.. اتركني.ولكن لا أمل، فالخيوط تعتصر أعضاءها، تتلاعب بها، تتقاذفها، تستنزف قوتها، وهي تنادي وتستغيث....