عزمت في هذه المقالة المتواضعة ان اتحدث بمناسبة حرب أكتوبر عن الانتصارات التي حققها الجندي العربي عسانا ان نشد الهمم والعزيمة ونتسلح بالايمان ونكون متفائلين دوماً، حتى نخرج من الأيام الصعبة التي تعيشها اقطارنا العربية اليوم.ان انتصار حرب أكتوبر 1973م، لم يكن عبقرية القائد الفذ ولا هو قرار الرئيس الفرد، بل هو نتاج خطة مدروسة تم الاعداد والتحضير لها عقب هزيمة 1967م، وفي عهد عبدالناصر الذي باشر باعادة ترتيب الأوضاع القيادية المضطربة للمؤسسة العسكرية التي تحملت إلى حد كبير مسؤولية النكسة، وإعادة بناء الجيش المصري لخوض حرب التحرير.لقد كانت حرب الاستنزاف تدريباً ميدانياً لتحقيق عدد من الأهداف، لعل أهمها استعادة الثقة في المقاتل واكتسابه مهارات قتالية وإرهاق المؤسسة العسكرية الاسرائيلية بحرب مكلفة طويلة الأمد.لقد كانت الحرب عقيدة قتالية تخالف كلياً الحرب الخاطفة التي تميز بها الجيش الاسرائيلي، وقد اعترف قادة العدو الصهيوني بأن حرب الاستنزاف كانت شديدة الوطأة باهظة الثمن والتكاليف خسرها الجيش الاسرائيلي.لقد كشفت حرب أكتوبر أهمية النظرة الشاملة لمواجهة متطلبات المعركة على الجهة العربية الواحدة وضرورة تنسيق الجهد السياسي والعسكري العربي، والارتقاء به إلى درجة وحدة التخطيط والتكامل في الجهد الميداني والسياسي والدبلوماسي، وهذا ما جعل صناع القرار في إسرائيل يشعرون بأن حرب أكتوبر تفوق كل مراحل الصراع العربي الاسرائيلي، وهذا دفع جولد مائير رئيسة الوزراء آنذاك إلى الإلحاح على الحكومة الاسرائيلية تدعوها لانقاذ إسرائيل من دمار حتمي وهزيمة تتخطى حدود الأرض لتمس وجود الدولة وتنذر بزاولها.كلنا نتذكر الانتصارات التي تحققت في جبهات القتال بالأيام الأولى، وفي نفس الوقت نتذكر الدور الأمريكي الذي فتح مخازن السلاح، ومد الجسور الجوية لنجدة إسرائيل وانقاذها.لقد هزم 6 تشرين أول (أكتوبر) 1973م، إلى حد كبير جوهر نظرية الأمن الاسرائيلية، وفتحت أمام الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والعسكرية العربية نتيجة لذلك إمكانات حركة ومناورة لم يسبق لها مثيل منذ بداية الصراع العربي الاسرائيلي، ولا بد ان تكون هذه الإمكانات المحور الأساسي الذي تدور حوله أي استراتيجية عربية جديدة وناجحة حتى يتفرع الأشقاء العرب لوضع مثل هذه الاستراتيجية العربية، والتي من شأنها ان تعيد للقضية الفلسطينية مكانتها الأولى، والتي من شأنها تحرير الأراضي العربية التي مازالت تحت الاحتلال، والتي من شأنها أن تعيد للأمة العربية عزتها وكرامتها التي سلبت منها طوال السنين الماضية.حتى نتفق نحن العرب وخاصة في هذه الأيام على قضية في غاية البساطة عندما نجيب عن سؤال هام جداً وهو من هو عدونا ومن هو صديقنا؟تعالوا نستخلص الدروس من حرب أكتوبر وهي وحدها كفيلة بان توحدنا وتوحد مواقعنا وتضعنا على المسار الصحيح نحو النصر.
في ذكرى حرب أكتوبر المجيدة
أخبار متعلقة