يعانون من الحرمان ويعيشون في بيئة صعبة تتربص بهم الأخطار من كل صوب
عرض/ مواهب بامعبدتعتبر ظاهرة انتشار أطفال الشوارع في مجتمعنا اليم ني موضوعاً في غاية الأهمية, كونها تشكل مشكلة اجتماعية خطيرة، وتكمن وراء أسبابها عوامل عديدة منها: (الفقر، الركود الاقتصادي، تدني دخل الأسر، والجهل وانعدام الوعي المجتمعي).وهؤلاء الأطفال هم ضحية افرزها المجتمع لعدم وجود ما يسمى مفهوم العدالة الاجتماعية ،فهم جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الاجتماعي، ولهم الحق بأن يتم استيعابهم وتجفيف الأسباب التي أدت إلى تواجدهم في هذه البيئة غير الصالحة لعيشهم (الشوارع) ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في هذا المجتمع من خلال دمجهم في الحياة الاجتماعية ، وهي مهام تقع على الدولة والمنظمات الفاعلة في المجتمع التي تعنى بهذه الفئة الضالة، من اجل مستقبل مشرق وواعد للوطن .,فإن أي مشروع يهدف إلى الاهتمام بهم ضروري لنضمن لهم مستقبلاً وحياة كريمة فهم رجال الغد والأمل في الحاضر والمستقبل بالرغم من الجهود العربية والدولية في مجال رعاية الطفولة إلا أنهم يعانون من مرارة الحرمان ويعيشون في ظروف وبيئة صعبة وغير آمنة.[c1]مأساة حضارية[/c]كما ذكرنا إن الأطفال الذين يعانون من الحرمان ويعيشون في ظروف صعبة جدا , نطلق عليهم أسم (أطفال الشوارع) وهي ظاهرة تعبر عن مأساة حضارية يستقبلها القرن 21 , وهي مشكلة تتطلب سياسة متكاملة للحد من تزايدها المستمر.. وهي كظاهرة اجتماعية يعبر وجهها الظاهري عن وصمة عار في عصر التطور والتكنولوجيا, فأطفال الشوارع كالقنابل الموقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت وتدمر المجتمع لأنها أساس العديد من المشكلات الخطيرة كالإرهاب والإدمان والسرقة والاغتصاب والقتل والعنف ضد الأفراد و الممتلكات العامة .فهناك ملايين من أطفال الشوارع يعيشون منعزلين، يعانون من سوء التغذية منذ ولادتهم، يفتقدون العطف والتعليم والمساعدة , أطفال يعيشون على السرقة والعنف, أطفال لا يبتسم لهم أحد، ولا يخفف آلامهم أحد وكل البلدان المتقدمة والنامية ، تواجه هذه المشكلة دون التصدي لها بشكل كاف .إن الشارع هو الإرث العام للملايين من البشر، حتى قبل أن تلوثهم سموم المخدرات والدعارة والجريمة وللأسف، فإن أحدث التقديرات تفيد أن هناك أكثر من ثلاثين مليوناً من أطفال الشوارع.ويعتبر تقرير اللجنة المستقلة للقضايا الإنسانية الدولية عن أطفال الشوارع أول دراسة استقصائية شاملة عن الأطفال الذين يفتقرون إلى حماية في شوارع المدن, وهذا التقرير يتناول نقطة حساسة لا تحظى باعتراف كبير حتى الآن، كان يتعيّن الاهتمام بها منذ وقت طويل, ففي حين ركزت وسائل الإعلام اهتمامها على الكوارث الطبيعية الضخمة ومكافحة العجز في ميزان المدفوعات، وجهاد الحكومات في التغلب على تلك المشكلات .إلا أن الظاهرة التي كان من المعتقد أنها اختفت من المجتمعات الصناعية، بدأت في البروز بشكل خطير تلك هي ظاهرة متسولي العصر الحديث، الذين يتسكعون في المدن بأعداد متزايدة.إن مسألة أطفال الشوارع تهم في المقام الأول المجتمعات المحلية لا الخبراء, والمسألة ليست مسألة أحداث يتامى انحرفوا، بل هي علة تمتد إلى أعماق المواقف المجتمعية والسياسات الحكومية, ومع الأسف، لم تتنبأ أي خطة وطنية بظهور هذا العدد الذي لا حصر له من أطفال الشارع، ومع ذلك هناك أكثر من ثلاثين مليوناً منهم، وفقا للتقديرات المتحفظة، منتشرين في كل أرجاء العالم, يتساءلون: من يعبأ بالأمر ؟«أطفال الشوارع» اصطلاح بات معروفاً في أدبيات التنمية البشرية، وهو من أهم القضايا وأخطرها لتداخل أبعادها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، ولتزايدها باطراد واستفحالها في بلدان نامية ومتقدمة، ولذلك فهي مشكلة عالمية تطورت إلى ظاهرة تفرض نفسها وتستقطب اهتمام المعنيين بالتنمية البشرية وحقوق الإنسان.[c1]من هم أطفال الشوارع ؟[/c]ليس هناك اتفاق على مفهوم محدد لأطفال الشوارع بل تتعدد وتتباين التعاريف والمفاهيم. فهناك طفل فى الشارع، وهناك طفل الشارع والطرح العلمي لهذا الموضوع لا يزال حديثاً ولم تتبلور بعد رؤى نظرية تستهدف التأصيل الفكري والمنهجي لأطفال الشوارع ولذلك فالدراسات السائدة تقف عند الوصف ورصد المظاهر العامة . وبشكل عام ترصد غالبية الدراسة الأسباب التالية لظهور أطفال الشوارع وهي تنطبق على أكثر من بلد (( الفقر، البطالة، الحروب الداخلية والخارجية، الهجرة من الريف إلى المدينة، العوامل الأسرية والمجتمعية (تفكك الأسرة بالطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو تعدد الزوجات) ضعف التوجيه والتربية والرقابة، الخلافات والمشاحنات بين الزوجين وانتشار العنف ضد النساء تترك آثارا مؤذية للطفل، سوء معاملة الأطفال وردود الفعل العنيفة من الوالدين على سلوكهم الذي يصل إلى حد التعذيب المحدث إصابات خطيرة هذه القسوة المبالغ فيها تدفع الأطفال إلى الهروب من البيت وإلى قضاء أوقات طويلة في الشارع والمبيت في الخارج، ظاهرة التسرب من الدراسة، تدني الوعي الثقافي لدى الآباء والأمهات بأهمية المدرسة للأطفال ومستقبلهم، قوة العادات والتقاليد القبلية فى فرض تدني قيمة تعليم المرأة)).ووفق تعريف منظمة اليونيسف ينقسم أطفال الشوارع إلى أطفال عاملين في الشوارع طوال ساعات النهار ثم يعودون إلى أسرهم للمبيت، وإلى أطفال تنقطع صلاتهم مع ذويهم ويكون الشارع مصدراً للدخل والبقاء. وهنا يجب التمييز بين فئتين من أطفال الشوارع : -- أطفال يعيشون بإستمرارية في الشوارع .- أطفال يمارسون مهناً هامشية في الشارع، ولكنهم في الوقت نفسه على اتصال بأسرهم ويقضون جزءاً من اليوم في سكن يجمعهم مع الأسرة .