سطور
تحية الحق والعدل وبعد:بعد السلام، أعترف لك بأنني أحسست بضرورة الكتابة إليك، أعرف أن زمن الرسائل قد مضى وولى، لكن اخترت هذه الطريقة لأنني فقط أعتقد أنها الأداة الأنجع لتوضيح عديد الأمور المغلوطة بالنسبة لك، خاصة أنني أعرف صعوبة إقناعك شفويا، لأنني لا أعرفك حتى بالاسم ولا طموح لي لفتح جبهات معك، وهدفي من هذه الرسالة ليس أن تغير نظرتك تجاه نفسك فقط، بل أن تغيرها أيضا تجاه الواقع والمجتمع. كل ما أرجوه فتح قلبك أمامي صافيا مثل المرايا، بعيدا عن السياسة والأيديولوجيا. ما يجمعنا معا هو انتماؤنا لهذا الوطن الجميل وإلى هذه الإنسانية التي جمعتنا وجعلتنا نسمو فوق باقي الكائنات، لنا أفئدة تحب الحياة وتعشقها وتسكننا في جنة من الخيال والإبداع. ولا أرجو منك إلا أن تفتح رئتيك لاستنشاق هواء هذا الوطن بعيدا عن الحقد والكراهية واحتقار الذات.لا أريد أن أذكرك بالماضي لأني لست ماضوياً، رغم ذلك لا تصدق نفسك أن الماضي كان أفضل وكانت الكرامة وكانت الشهامة وكانت فرص العمل موجودة عكس اليوم، أقول لك إن الكرامة والشهامة وفرص العمل كانت وما زالت وستبقى.أدرك حجم مسؤولياتك أو هكذا أوهموك، لا تصدقهم فهم يخدعونك، وأنصت إلى نبضات قلبك.