قصة قصيرة
يمتزج الشعور أحياناً باللاشعور ونرى الحياة بشكل آخر..بعد أن كنا نراها بوجه واحد وأيقنا أن هذه هي الحياة وهو ما لم يخطر على بالنا... وأنا خلف مقود السيارة ..أسوقها برتابة مملة في طريقي لزيارة وأستمع إلى الراديو لينقل لي خبراً مفجعاً بصوت لا يشوبه الحزن أقلب الموجة لتصدح في أذني موسيقى صاخبة وصوت يخدش أذني ليتغنى بحبيبته بكلمات تخدش الحياء أغلق الراديو وقد أصابني الضجر والملل وعيني على الأفق البعيد وجدت نفسي في طريق صحراوي..أستمريت به لعليأقرأ قطعة إرشاد أو دلالة لما أنا فيه من بعيد ..رأيتها..شعرها المسدول على كتفها..تسرع الخطى ...تسابق الريح .. وهي تتلفت خلفها..فبان لي وجهها كضياء القمر ..وحورية البحر..يتطاير رداؤها خلفها من سرعة جريانها.ضغطت على دواسة البنزين لعلي ألحق بها..لأراها أهي سراب أم يقين..؟؟فجأةً أوقفني شرطي المرور؟؟؟- سيدي أنت تسير عكس السير؟؟فحرر لي مخالفة..وأيقظني من غفوتي وما راودتني كأنها أحلام اليقظة وزحام السير الممل وصخب ما حولي سألته:-أين الطريق الصحراويإذ أردت الخروج من مدينتك المقرفةأشار إلي به..قررت أن أترك زيارتي لأبحث عن تلك التي تسابق الريح لعلها يقين وإن كانت سراباً.