بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات ضد التقشف ورفع الدعم عن المشتقات النفطية..
من الاحتجاجات ضد التقشف في الخرطوم
الخرطوم / متابعات :انتشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن في الشوارع الرئيسية للعاصمة السوادنية الخرطوم وسط دعوات ناشطين للتظاهر، بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات على تطبيق الحكومة خطة برفع الدعم عن المحروقات، وبينما قال مصدر طبي سوداني إن عدد القتلى بلغ 29 شخصا، تحدثت المعارضة عن 60 قتيلا.وقالت الأنباء من الخرطوم إن الشرطة يبدو أنها امتصت الصدمة وانتشرت بأعداد هائلة قائلة إنها تلقت تعليمات صارمة بالمواجهة الحاسمة وفق القانون.من جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في مستشفى مدينة أم درمان بولاية الخرطوم أنهم تلقوا 21 جثة منذ بداية المظاهرات الاثنين، مشيرا إلى أن جميع القتلى مدنيون، بينما قتل ثمانية أشخاص آخرون في مناطق أخرى من البلاد، وفق شهود وأسر ضحايا.وكان الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر قال إن نحو 60 شخصا قتلوا في المواجهات الدامية التي وقعت بين قوات الأمن ومحتجين على رفع الأسعار، مشيرا إلى أن حزبه يتبنى إسقاط النظام عبر ثورة شعبية.وكانت المظاهرات استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس وامتدت إلى أحياء أخرى من العاصمة.وقال شهود عيان إن متظاهرين في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، أضرموا النار في سيارات ومحطات وقود، في أكبر موجة غضب شعبي ضد الحكومة منذ أكثر من عام.وردد المتظاهرون الذين شكل الطلاب القسم الأكبر منهم «حرية.. حرية» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، ورشقوا الشرطة بالحجارة والتي ردت بإلقاء القنابل المدمعة.وأغلقت المحلات التجارية أبوابها في الخرطوم، وأُعلن عن تعطيل الدراسة بمدارس العاصمة حتى نهاية الشهر، كما قُطعت فيها اتصالات الإنترنت، وفق ما ذكر عدد من المستخدمين.وتحولت المظاهرات إلى أعمال شغب في بعض الأماكن، وحاول المتظاهرون مساء الأربعاء إضرام النار في مبنى تابع لوزارة السياحة في حيٍ جنوب العاصمة.في المقابل هددت سلطات ولاية الخرطوم بأنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بمكتسبات الشعب، على حد وصفها.وقال والي الولاية عبد الرحمن الخضر في أول بيان منذ اندلاع المظاهرات الاحتجاجية الرافضة لقرارات رفع الدعم عن بعض السلع، إن المظاهرات جنحت نحو تخريب المنشآت العامة واستهدفت مواقع الخدمات.من جهته دعا رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي إلى تنظيم تجمعات عامة في كل الميادين دون انفلات للتنديد بقرارات رفع الدعم، وطالب أجهزة الأمن بعدم المساس بهذه التجمعات.وقال إن التجاوزات والانفلات لا يمثلان الوضع الحقيقي في السودان الذي يقوم على التعبير الحضاري السلمي في العمل لإقامة نظام جديد.