من يوميات المناضل أحمد مهدي المنتصر:
الطبيعة الجغرافية لليمن وتقسيمها إلى شطرين: شمال ملكي وجنوب مجزأ مستعمر، إضافة إلى التأثير السياسي عليها إسلامياً وقومياً ضمن بؤرة الصراع الدولي للحرب الباردة في تاريخنا الحديث والمعاصر، كل ذلك أوجد مناخاً مهيأ للتآثير بها من قبل كل القوى الوطنية بمختلف مواردها ومشاربها وكان لإذاعة (صوت العرب) التهيئة النفسية للشعب اليمني لتقبل الثورة والدفاع عنها، خاصة أن طريق التواصل بين الشطرين قبل الثورة الأم وبعدها ظل مفتوحاً جغرافياً دون حدود أو هويات وجوازات الشمال الملكي وكان لأحرار اليمن في عدن المستعمرة تأثير كبير وخلفية عظيمة لقيام الثورة لتشكيل الوعي الوطني رغم وجود عناصر مزدوجة او ثلاثية الأبعاد من العملاء في صفوف الثوار والأحرار.وكانت البداية للثورة تلك المظاهرات الطلابية والعمالية في كل من صنعاء وعدن خاصة أحداث المجلس التشريعي في 24 /9/ 1962م التي استشهد فيها معاوية سعيد باعزب أثناء تسلقه سارية العلم البريطاني وهو ممسك به حيث أطلق عليه النار وسقط شهيداً وهو ممسك بجزء منه! وبعد يومين قامت الثورة في 26 /9/ 1962م بقيادة طليعة نضال الشعب اليمني من تنظيم الضباط الأحرار مؤزرين بكل فئات الشعب حيث هب لمساندتها والدفاع عنها كل أبناء الشعب اليمني من حوف إلى الجوف ومن المندب إلى صعدة وتزامن ذلك مع الدعم الكبير لجيش مصر العروبة الذي لولاه لما صمدت الثورة طويلاً بسبب تكالب أعداء الأمة الإسلامية والعربية على الثورة بما في ذلك إسرائيل.[c1]محاور واتجاهات الدفاع عن الثورة في المحافظات الشمالية[/c]من خلال اندفاع الآلاف للتجنيد في الحرس الوطني وبإشراف مباشر من قيادة الجيش وساهم الشعب رغم بؤسه في تموين هذه الحملات وتقديم السكن والمأوى وقد قام بجمع التبرعات لتجهيزها.[c1]دور المؤتمر العمالي وتجار عدن[/c]منذ اليوم الأول هب كل الشباب بل والشيوخ إلى مكاتب التطوع للحرس الوطني وكلهم كوادر إدارية ومثقفون وعمال بل وتجار. وكان يشرف على ذلك حزب الشعب الاشتراكي والمؤتمر العمالي بحماس بالغ من بالغ من خلال قادته الذين عاشوا حالة طوارئ طيلة فترات التسجيل وكان على رأسهم ذكراً وليس حصراً، الأستاذ/ عبدالله عبدالمجيد الأصنج. الأستاذ / محمد علي الأسودي- لاحقاً وزير شؤون الجنوب اليمني- الأستاذ/ محمد سالم باسندوة الأستاذ محمد أحمد شعلان- لاحقاً نائباً لوزير الجنوب في عام 1964م- والأستاذ محمد سالم علي عبده وآخرون والأستاذ الشهيد/ علي حسين القاضي استشهد بعد الدمج في فبراير 1966م ما أدى لإفشال وحدة القوى الوطنية.وكان للأستاذ/ علي حسين القاضي اتصال مبكر بالوطنيين في القوات العربية للجيش البريطاني ولعب دوراً في إمداد الثورة الوليدة بالخرائط الطبوغرافية التي كانت تفتقد اليها بواسطة الأخ المناضل/ علوي عبدالإله الشاذلي الذي كان يوصلها بانتظام الى الأستاذ / سعيد الحكيمي رحمه الله الذي كان هو والأستاذ/ سعيد محسن يديران مكتب حزب الشعب والمؤتمر العمالي في شمال الوطن، خلال فترة امداد جبهات القتال ضد فلول الملكية بالرجال قتل الآلاف من المتطوعين بسبب قصر فترة التدريب وعدم تعود المتطوعين على حمل السلاح الرديء والمسمى الشيكي والشوميزر وهو من بقايا الحرب العالمية الثانية.[c1]قبائل أبناء الجنوب[/c](من المحميات الغربية وحضرموت) وكانت تلبيتهم تلقائية ودون واسطة اللهم الا إذاعة صوت العرب وإذاعة صنعاء وقد قدمت الى صنعاء جموع غفيرة من القبائل من شيوخهم وكان لأبناء ردفان والحواشب والصبيحة ويافع والضالع وآل فضل والعواذل ودثينه والعوالق وبيحان دور كبير في رفد الثورة والدفاع عنها. وكم كان رائعاً دور أبناء الأطراف الذين كانوا يقدمون المؤن والوجبات الغذائية والإيواء والإرشاد لهؤلاء المتطوعين وقد اختلف المتطوعون من القبائل عن المتطوعين من عدن بكونهم الفوا السلام مبكراً. منذ نعومة أظفارهم واستخدموه في حروبهم الداخلية. وقد كان توزيعهم كالتالي:[c1]أ - عبر إب وتعز:[/c]بإشراف المقدم/ احمد بن احمد الكبسي تم توزيع من عبروا إلى الراهدة وماوية وقعطبة والأودية والشعاب إلى المنطقة الشمالية الغربية واشرف عليهم في البدء الشهيد/ احمد بن احمد الكبسي مع اول دفعة ثم بعد ذلك الشهيد العميد/ محمد الرعيني وزير الداخلية نائب رئيس الجمهورية لاحقاً. وكان هذا المحور يتوزع في المحابشة (بيت العروض، الأمان، المفتاح ومناطق حجة، أول دفعة من هؤلاء المدافعين كانت بقيادة الشيخ/ شيف مقبل عبدالله والشيخ/ راجح غالب لبوزة والشيخ/ عبدالحميد ناجي المحلائي وضمت في صفوفها مئات المقاتلين الشجعان، كان منهم على سبيل الذكر. الشيخ/ سعيد صالح سالم بالمناسبة تكرر وتعدد الشيوخ بين القبائل الهدف منه التعويض من الرتبة العسكرية لقادة المجموعات ولغرض العلاوة في الراتب والصرف، ودعرة بنت سعيد لعضبب كانت ضمن هذه المجموعة وهي المجموعة التي طال بقاؤها أكثر من المجموعات اللاحقة وعادت مع سلاحها في نهاية سبتمبر 63م وبداية أكتوبر 1963م.استبدلتها المجموعة الثانية بقيادة الأخ/ محمد حيدرة المقربي الحوشبي وشبر من ردفان والاخ الصوملي من الضالع هذه المجموعة تجهزت من تعز بأوامر مباشرة من اللواء/ حسن العمري اثناء زيارته تعز في بداية 1964م ومن خلال العقيد/ محمد مفرح تم ترحيلهم إلى الحديدة ومنها إلى المنطقة الشمالية الغربية ليحلوا محل زملائهم في الدفعة الأولى، سبق هذه المجموعة الثانية دفعة صغيرة عبر إب في نهاية أكتوبر 63م ومن ضمن المناضلين الآخرين قائد علي الغزالي.وكان للسيد/ محمد عبيد سفيان والشيخ/ محمد صالح لخرم الضميري دور كبير في الثورة ومنذ 1964م كان التنسيق أكثر تنظيماً عبر وزارة شؤون الجنوب اليمني المحتل والعمليات الحربية المشتركة بقيادة العميد/ احمد طاهر .. وكان الاتفاق على بقاء كل مجموعة أربعة أشهر تحل محلهم مجموعة أخرى لتشارك المجموعات العائدة بعد تأدية الواجب في الدفاع عن الثورة في الكفاح المسلح الذي بدأ يشتعل في 14 أكتوبر 63م في ردفان وفي كل المناطق الغربية.حتى قبل 14 أكتوبر 63م وخاصة باتجاه بيحان وكان أهمها تفجير قنبلة مطار عدن التي تنسب إلى المناضل/ خليفة عبدالله حسن خليفة عضو المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي.[c1]ب - محور خولان:[/c]كان معظمهم من العسكريين في جيش وشرطة الاتحاد الفيدرالي الذين لبوا نداء الثورة منذ اليوم الأول من الصبيحة ولحج وقبائل آل فضل ويافع والعوالق والعواذل ودثينة .. هذا الاتجاه عبر البيضاء في معظمه.شكلت في حملة خولان سرية باسم أبناء الجنوب بقيادة الرائد/ محمد أحمد الدقم من الصبيحة ساعده في ذلك الإخوة م/ أ علي الصماتي ومن الأخوة في هذه السرية: علي ثابت الجعدي وثابت أحمد ناشر وفضل محمد شكري والشهيد/ فضل محمد سويلم وحسن علي الذيب استشهد دفاعاً عن سند، فضل محمد الوريري، محمد صالح شاهر المنصوري وحسن علي الذيب والسيد/ أحمد عباس والسبع وآخرون.كان عمل هذه المجموعة بإشراف المقدم / علي عبدالله السلال والمعذرة لعدم ذكر الإخوة في المناطق الأخرى لتقادم الزمن والنسيان بل أتذكر أن من ضمن هذه المجموعة في جحانة أحد القيادات الميدانية التي ذهبت الى ردفان بصحبة/ عبدالله محمد المجعلي وهو من الـ فضل بالتحديد من المراقشة.[c1]ج. محور حريب ومأرب :[/c]بعد استشهاد الأحمدي في قيفة تولى قيادة أبناء الجنوب واغلبهم من القادمين إلى حريب الأستاذ / محمد عبده نعمان الحكيمي اغلبهم من با كازم والعوالق السفلى والعوالق العليا وبيحان وكان يسانده في هذه الحملة الشيخ / عبدالله مساعد المصعبي وصالح الحوشبي والمشير السلال والأستاذ / محمد عبده نعمان رتبة عميد فخرية وهذا سر قد يكون لأول مرة إفشاؤه ولكن الأستاذ النعمان لم يهتم بمعاملة هذه الرتبة الرفيعة بسبب ثقافة الرجل النوعية في تلك الفترة . وانضم عبر حريب المناضل م / أ ثابت علي مكسر الصوري ودافع عن الثورة بعد أن سلموا أسلحتهم وجهاز لا سلكي ورشاش إلى المشير السلال . وهناك مجاميع أخرى بقيادة احمد عبدالله العواضي بعد انضمامه من الصف الملكي إلى الصف الجمهوري . وفيها كثيرون من العوالق وبيحان . كان نطاق دفاعهم : أرحب والمناطق المجاورة . وقد سبق الدعم المصري من قيادة مأرب لثوار بيحان في القويم وبني الحارث وعين قبل الدعم الكبير لردفان في 1964 م لغرض مشاغلة الملكيين عبر بيحان . وكان معظم لواء الوحدة اليمني الذي تدرب في القاهرة من المدافعين عن الثورة بقيادة العواضي ولحق بهم ضباط وأفراد جيش التحرير التابع لجبهة التحرير . وبالمناسبة كان موقع المنار في الحيمة من قوات جبهة التحرير في لواء الوحدة ودعم وجودهم هناك بسرية من المدرعات بقيادة الرائد / يحيى الدفعي كان ضمن سرية المدرعات الملازم أول / علي عبدالله صالح الذي استضاف احد قادة حرب التحرير في دبابته عند زيارته للموقع وكان ذلك أثناء قصف شديد في بداية صيف 1968م من مواقع العدو بمدفع 120 مم هاون . وقد كان تشجيع م/أ علي عبدالله صالح لثوار الجنوب حافزاً ودافعاً مقوياً لهم في الصمود وتكررت لقاءاته برجال حرب التحرير في الأزرقين وقبل ذلك في رجام في فبراير 1966م . المجاميع في المنار التي شاركت في الدفاع عن صنعاء وفتح الحصار عنها ممن كانوا في معركة يسلح التي لعب فيها الأخ المقدم / احمد الفقيه قائد لواء تعز والأستاذ / محمد احمد نعمان دوراً كبيراً في إقناع الألوف القادمة من عدن بعد اعتراف جيش الجنوب العربي بالجبهة القومية كممثل وحيد خاصة بعد أن تعاونت بريطانيا بطائراتها : الهوكرهنتر مع الجيش في ضرب قوات جبهة التحرير في كرش وكان مقنعاً بان يدافع هؤلاء المناضلون عن خط الدفاع الأول للثورة ( صنعاء ) الابتعاد عن تكرار حرب أهلية جديدة المنتصر فيها خاسر خاصة ان الاستعمار قد انسحب بإرادته من كل الريف في الجنوب بنهاية يونيو 1967م وعزم على الجلاء الذي تم في عشية الاستقلال في 29 نوفمبر 67 م والذي صادف مغادرة آخر جندي مصري من الحديدة في معركة يسلح وفي طريق الدفاع عن الثورة وفك الحصار تآمر العملاء على هذه القوات وضربوها من الخلف ومن الأمام بحشود ملكية تجمعت من كل المحاور المحيطة بصنعاء وعبثاًظكانت نداءات موقع الصاعقة المستغيثة في قمة جبل يسلح، حيث صمد هذا الموقع إلى آخر جندي وهنا علينا أن نتذكر أولئك الأبطال من قادة حرب التحرير الذين استشهدوا وهم عشرات وجرح في هذه المعركة منهم على سبيل الذكر لا الحصر: الشهيد القائد: سالم يسلم الهارش عولقي قائد فرقة النجدة للتنظيم الشعبي . الشهيد القائد : نصر بن سيف القطيبي احد قادة ردفان في جبهة التحرير . الأستاذ / هاشم عمر إسماعيل قائد منطقة الشيخ عثمان في جبهة التحرير . الشهيد القائد : اليافعي احد قادة فرقة صلاح الدين للتنظيم الشعبي ، استشهد وهو في المقدمة بسيارته تويوتا من جبهة التحرير رقم 3 . جرح القائد / علي بن علي شكري فرقة الفتح وجبهة الصبيحة للتنظيم الشعبي. وكان في حملة يسلح قادة بارزون لجبهة التحرير أمثال المناضل / بالليل راجح لبوزة ابن أول شهيد في 14 أكتوبر 1963م عضو المجلس الاستشاري حالياً . ورغم هذه الهزيمة تجمع الرجال ورتبت صفوفهم وجهزوا مرة أخرى بواسطة الأخ المقدم / احمد الفقيه ولكن هذه المرة إلى الحديدة للمشاركة في فتح الطريق إلى صنعاء ضمن المجاميع الأخرى بقيادة الشيخ / احمد عبدربه العواضي والشيخ / حمود الصبري والشيخ / احمد علي المطري الذين لاقاتهم من الطريق الأخرى قوات الصاعقة والعميد / عبدالله دارس وآخرون . وبعد وصول المجاميع جبهة التحرير إلى صنعاء توزعوا فوراً في معظم القوات المسلحة المحيطة بصنعاء . وهم بذلك للمرة الثانية يدافعون عن صنعاء . الأولى كانت قبل بدء الكفاح المسلح .. والبعض الآخر توجه إلى حجة ضمن لواء الوحدة بقيادة الرائد / علي محمد صلاح . ويوجد اسم آخر مشابه وهو الزميل م /أ علي محمد علي صالح ضمن قوة لواء الوحدة في المنار لذا وجب التنويه تجنبا للخلط. وكان من مشايخ الأطراف على سبيل الذكر الشيخ / محمد هاشم عبادي وأخوه الشيخ / عبدالله هاشم والشيخ / البحر وكانت لهم ادوار كبيرة قبل الثورة وبعدها رابعاً : محور الضباط والجنود اليمنيين الأحرار القادمين من السعودية واذكر منهم الأخ / عبود مهدي وعبدالله الراصعي وآخرين ضم في صفوفهم : صالح احمد الحارثي / بيحان طيار / فارس الشريفي أشراف / بيحان طيار / سيف الحارثي بلحارث / بيحان طيار / علي سعد الربيعي واستشهد في معارك الدفاع عن صنعاء وسقطت طائرته في المنطقة الشمالية الشرقية لصنعاء .إضافة إلى توافد المهاجرين من أصقاع الأرض للدفاع عن الثورة. [c1]أثر الدفاع عن ثورة سبتمبر الخالدة في تفجير ثورة 14 أكتوبر المجيدة[/c] قبل استشهاد الشيخ المجاهد / راجح غالب لبوزة في 14 أكتوبر 1963م لم تكن توجد النية لدى القيادة اليمنية في البدء بالثورة ضد الانجليز ( انظر الوثائق في ملحق (5)). لسبب أو لأخر وظل الاتصال مستمراً من قبل قائد لواء إب الشهيد / احمد بن احمد الكبسي رغم كل تلك المحاذير .وقد اثر هذا الوضع على تحديد ساعة الصفر مسبقاً وإعلان الجبهة القومية رسمياً والتساؤلات المشروعة في هذا الصدد هي : 1 - لماذا لم يذكر الأستاذ / قحطان الشعبي رئيس مصلحة شؤون الجنوب مستشار رئيس الجمهورية الجبهة القومية أو ثوارها في ردفان والضالع في رسالته التي وجهها لرئيس الجمهورية بتاريخ 5/ 10/ 1963م قبل إعلان الثورة وتفجيرها بتسعة أيام والمتعلقة بدعم قبيلة الشاعري بالضالع . 1-5 .ايضاً رسالة وكيل مصلحة أبناء الجنوب السيد / محمد علي رجاء . 5-3 إلى نائب رئيس الجمهورية اللواء / حسن العمري لم يذكر فيها اسم الجبهة القومية أو ثورة 14 أكتوبر . هذه الرسالة متعلقة بالشيخ / محمود عبدالكريم البكري وأهله لدعمهم ولو حتى بمصاريف العودة والجانب الأخر هو تأكيد نائب رئيس الجمهورية في رده على هذه الرسالة ( بأن الموقف المالي لا يسمح بتمويل شيء فوعدهم بكل المساعدة أن شاء الله مستقبلاً ) .. استمرت هذه المعاملة للرسالة حتى 2 /1 /1964م دون ذكر ليوم الثورة أو الجبهة القومية وقد تكررت رسائل طلب المساعدة للدفاع عن الثورة وللنضال ضد الاستعمار من الأخ نائب قائد لواء إب النقيب / محمد السعيدي 5-2 ومن نائب الرئيس مرة أخرى رداً على رسالة الشيخ / محمود البكري الموجهة لرئيس الجمهورية حيث حولت إلى القيادة المشتركة التي قامت بإحالتها إلى المقدم صفوت محمد عبدالله قائد المنطقة الجنوبية المصرية بتعز في 5 /1 /1964م .. انظر الرسائل الملحقة رقم (5-4) . 2 - وقد حرصت القيادة اليمنية على عدم المساس بمنطقة الصبيحة وكما كان يبدو أن هناك اتفاقا بين السلطات في تعز والسلطنه العبدلية اللحجية مقابل تأمين خط التجارة الحيوي الهام ( عدن - الراهدة) لما لذلك من أهمية في تزويد المحافظات تعز ، اب وذمار بالتموين والتجهيزات اللازمة وكذا لما لميناء عدن من أهمية إستراتيجية لاستمرار وقود الطائرات وكذا المبالغ الضخمة لعوائد جمرك الراهدة وأهميته كمورد للمرتبات والنفقات الحكومية . لذلك صدر أمر بتوقيف جبهة الصبيحة في يونيو عام 1964م والزم قادتها : احمد مهدي المنتصر والشيخ / عبدالقوي شاهر والمناضل / ثابت علي مكسر المنصري بالتوقف عن أي عمل عسكري في الصبيحة وأدى ذلك إلى تهديد المذكورين ( قادة الجبهة ) بالسجن أن لم يخضعوا للأمر الصادر من قائد المنطقة حينها العقيد / علي الربيدي وبإشراف الشيخ / احمد محمد الكباب وزير الجنوب ومحافظ الراهدة ، حسب ما يطلق على نفسه حينها والشيخ / إبراهيم حاميم الذي نزل إلى لحج مع وفد حكومي وتفاوض مع السلطنة في منطقة الكاذي الحدودية مقر قيادة الجبهة . 3 - ذكر الأستاذ / عبدالحافظ قائد في ندوة توثيق ( 14 أكتوبر ) بمركز الدراسات والبحوث في أكتوبر 1991م أن اسم الجبهة القومية اتخذ في القاهرة في صيف 1961م من قبل قيادة حركة القوميين العرب .. وان تأكيد الثورة وتحديد اسم الجبهة القومية تم في اجتماع دار السعادة بصنعاء ، كما أكد في ورقته المقدمة للندوة المذكور بان اجتماعاً للقيادة في الاعبوس بالقبيطة اقر الكفاح المسلح الذي بدأه الشهيد / لبوزة قبل استشهاده بأيام وأسمى هذه العملية بـ ( الانتفاضة) في نفس المرجع . 4 - الأستاذ / سلطان احمد عمر احد قادة حركة القوميين العرب باليمن ذكر مؤتمر الاعبوس بالقبيطة في مقابله معه في صحيفة 14 أكتوبر بتاريخ 6 - 10 - 1988م وصرح بما يلي : (عقدت قيادة حركة القوميين العرب اجتماعاً في الاعبوس بالقبيطة في الأسبوع الأول من يوليو 1963م واتخذت خطوات حاسمة منها:أن يتحول تنظيم حركة القوميين العرب في الشطر الجنوبي إلى العمل باسم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل ثم تعمل على تعديل الاسم إلى الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل والإعداد للثورة واختيار ردفان لتفجير الثورة لأسباب إستراتيجية. وهذا يعني أن ساعة الصفر حددت مسبقاً في الاعبوس . الأستاذ المناضل / علي احمد السلامي ذكر في ندوة أكتوبر 1991م بمركز الدراسات أن اسم الجبهة القومية اتخذ في اجتماع أغسطس 1963م بتعز لاقتراح تقدم به في الاجتماع عوض الحامد .في مقابلة معه لصحيفة 26 سبتمبر العدد 468 بتاريخ 17 - 10 - 1991م أشار الأخ / محمد حيدرة مسدوس إلى أن الجبهة القومية كلفت معدي عشيش بتسهيل تفجير الثورة في ردفان ، بان أشار للبريطانيين بمحاصرة “ كل ردفان “ وليس منطقة المصراح وكما قال لاجبار ردفان كلها بالوقوف مع الثورة نتيجة لتنكيل الانجليز بهم . والغريب أن هذا المنطق تكرر باعتراف الجيش بالجبهة القومية كممثل وحيد في7 - 10 - 1967م وتصفيتها لجبهة التحرير بمساعدة الجيش العربي واستخدام الطائرات الهوكرهنتر في قصف مواقع جيش التحرير بكرش تمهيداً لهجوم جيش الجنوب العربي ومن يساعده وذلك لارغام قوات جبهة التحرير المنسحبة إلى الشمال لرص صفوفها والدفاع عن خط الدفاع الأول للثورة (صنعاء) ليجدوا أنفسهم مبجين في الصافية بصنعاء وملاحقين في الشوارع لاحقاً ولولا تدخل الفريق حسن العمري لحمايتهم وتجميعهم في بستان السلطان لحدثت كوارث وللأسف الشديد فقدت الثورة نتيجة لذلك الكثير من المناضلين كان أبرزهم الشهيد/ العسيق/ من فرقة صلاح الدين للتنظيم الشعبي لجبهة التخرير والشعبد/ الوحش/ مساعد قائد المظلات في عملية كيدية لأعداء الثورة والوطن وسط ميدان التحرير بصنعاء، مكان استشهاد المناضلين من الأخوة الأعداء.أفاد الأخ المناضل/ عبدالله مطلق أحد قادة حركة القوميين العرب البارزين وقائد جبهة حالمين في هذه القاعة، أثناء عمل القسم الأول من هذه الندوة بأن استشهاد راجح لبوزة جاء عفوياً وصدفة.[c1]مسار الدفاع عن الثورة[/c]تراكم افرازات الصراع في الجانب الجمهوري الذي تتوج بأحداث أغسطس 1968م أدى إلى تشطير شعار الدفاع عن الثورة اليمنية فبينما رفع شعار « لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة وتحقيق الوحدة اليمنية وتجذير الصراع الطبقي » في الجنوب بإجراءات التأميم وديمقراطية التعليم (الديمقراطية المركزية)، نجد الشمال يسعى للمصالحة الوطنية وعودة المغرر بهم من أعداء الثورة عدا الملكيين، بما في ذلك ترتيب أوضاع ضحايا المراحل المختلفة للصراعات الداخلية في الشطر الجنوبي حتى إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م ، وتحت شعار « الدفاع عن الوحدة» الهارب من الشمال إلى الجنوب ثائر والهارب من الجنوب إلى الشمال رجعي، تشردت الكوادر في دول الخليج والجزيرة وإلى خارج الوطن وساد الجهل والتجهيل ربوع الوطن الحبيب.وللحقيقة والتاريخ دفاع جيش الجنوب العربي الذي أصبح جيش جمهورية اليمن الجنوبية عن ثورة سبتمبر بالاشتراك مع وحدات الجيش اليمني لشمال الوطن في تحرير حريب من الملكيين وكذا في معركة مشتركة ضد الملكية في مسور في الوقت الذي لازال شعار حكومة الاتحاد على قبعات قواده وجنوده حتى ما بعد خطوة 22يونيو 69م بشهور، ودعمت قبل ذلك المقاومة الشعبية دون سواها في عملية الدفاع عن الثورة وبرزت في هذه الأثناء حركة 20 مارس 68م في عدن وانتفاضة 20 مارس في الحديدة.وفي سياق التمحيص والتدقيق والصدق في توثيق تاريخنا الحديث والمعاصر اسمحوا لي أن اطرح بعض التناقضات التي يجب تصحيحها خدمة لأهداف هذه الندوة وهي كما يلي:مما لا شك فيه أن الحزب الاشتراكي اليمني يعتبر قمة نضال يسار الجبهة القومية بعد تصفيته لكل الاتجاهات القومية والاسلامية في الجبهة القومية، بما في ذلك رفاق التحالف في التنظيم السياسي الموحد ومؤسسو الحزب من طراز جديد، وأن كتاب «كفاح شعب وهزيمة امبراطورية» لأحد قادة اليسار/ محمد سعيد عبدالله، يعتبر أحدث كتاب ألف في هذا المجال من جهات قيادية فاعلة ومطلعة إلا أن الملاحظات التالية تثير تساؤلات مشروعة للتوثيق الأكاديمي سأورد بعضها على سبيل المثال.تحت عنوان : «استراتيجية تحرير الريف واسقاط المناطق» التي لم يعرف حتى الآن من وضعها وماهي آليات تنفيذها ، نقل صورة لمنشور الثوري لسان حال الجبهة القومية في صفحة 186 من نفس الكتاب ما يلي:(سقوط منطقة الضالع في 22 يونيو (1967م) واعتقال الأمير شعفل بن علي شائف)…[c1]التساؤل[/c]من أطلق سراح الأمير شعفل بعد ذلك؟ ولماذا دون غيره من الذين صفوا لاحقاً في ساحل أبين؟ورد في الفقرة (5) من تقرير لجنة تخطيط العمليات الاتحادية المنعقدة في مدينة الاتحاد الساعة العاشرة والنصف من صباح 4 يوليو 1967م بمرجع (/1060 A MOD) )أي بعد 12 يوماً من اعتقاله) حسب ما جاء في رقم (1).[c1]المنطقة الشمالية الغربية[/c]أن الأمير شعفل يخطط لزيارة الاتحاد في 5 يوليو 1967م لمناقشة شئون ولايته.. أي أن ماورد ينفي ما جاء في الكتاب 2 - 6.3 - في صحيفة الأيام العدد (3454) بتاريخ: 02/3/4 بعنوان (قصة الشيك) كتب الأخ محمد فضل النقيب (أن الأمير شعفل كان منتظراً في سيارته للأخ/ فضل بن علي المسئول المالي للإدارة لصرف شيك مرتبات الولاية من بنك أروى في كريتر لشهري اكتوبر ونوفمبر 67)م.كيف تم رغم عدم وجود أحد في هذه الفترة من حكام الولايات، إما مسجونين أو هاربين خارج الوطن بجلدهم؟كيف حرر الريف الذي انسحبت فيه القوات البريطانية بإرادتها، حسب خطة مسبقة في نهاية يونيو 1967م؟! وهل احتلال مناطق نفوذ جبهة التحرير يعتبر تحريراً في الوقت الذي لازالت المفاوضات مستمرة وجيدة في القاهرة؟ّ!سؤال أخر يندرج ضمن رص الصفوف والدفاع عن الثورة.. لماذا أقدمت الجبهة القومية على حرب غير متكافئة مع السعودية في الوقت الذي فيه الحدود غير معترف بها سياسياً ودولياً وذلك في نوفمبر 1969م؟أعلن وقف اطلاق النار بواسطة الجامعة العربية، خارج منطقة الوديعة وحددت مسافة 30كيلو متراً جنوبها كمنطقة محرمة، وتم الاتفاق على ذلك بعد تسليم الأسرى عبر الجامعة العربية ... حيث أصبح التواجد رسمياً ومعترفاً به عربياً.ما علاقة ذلك لاحقاً بتحديد منطقة وادي جنة للمشروع اليمني المشترك للشطرين في مثلث أصبح ضلعه الثالث المملكة العربية السعودية...؟!من المفارقات العجيبة أن كلمة الدفاع عن الثورة اليمنية اتخذ شعاراً للمتحاربين من رجال الثورة الأشاوس ولا أدل على ذلك من قيام الجيش اليمني بضرب نفسه في عاصمة الثورة والجمهورية صنعاء في أغسطس 1968م دون تمييبز للمستشفيات والمصانع وبيوت المواطنين الذين تحملوا حصار صنعاء بكل إخلاص ووفاء للثورة؟! ولولا لطف الله، كما قال أحد القادة ، وبتوفيق منه تعالى للرئيس القاضي/ عبدالرحمن الارياني باستخدام حنكته وتجربته السياسية ومسئوليته لما حدث ما حدث بعد خلو العاصمة نتيجة للاقتتال من كل قيادات الصراع حيث هدأ الأمور بتسفيرهم إلى الجزائر والقاهرة.. وخوفاً منه على سقوط الجمهورية في هذا الوضع مد خطوط التواصل للمعتدلين من القوى الثالثة لمؤتمر الطائف حتى تمكن من تعزيز الثقة للمغرر بهم وعودتهم إلى صف الجمهورية وسحب البساط نهائياً عن بيت حميد الدين في مصالحة وطنية أدت إلى عودتهم وعم السلام بينما عاد بعضهم إلى الجنوب وسادت الحرب مرتين بين الشطرين لجيش الوطن والجبهة في المنطقة الوسطى.. وقد تكررت هذه الأحداث المأساوية لحرب أغسطس 1968م في عدن 13 يناير 1986م ولكن بين أقطاب الحزب الواحد والرفاق حيث تكررت مأساة صنعاء ولكن بشكل عنيف وعشرة آلاف قتيل أحرق فيها الأخضر واليابس وأصبح الحزب الذي حارب القبيلة منذ نشأته.. مستعيناً بها لحمايته من قبائل الحزبيين الرفاق في الصف الاخر.. لذلك كله جاء 22مايو 1990م كضرورة حتمية لإعادة وحدة الوطن وكنس عوامل الماضي التشطيري إلى الأبد ولكي لا يتكرر ما حدث على مستوى الوطن شمالاً وجنوباً في حرب أهلية أبدية كالصومال والعياذ بالله، حسم الأمر بترسيخ الوحدة في يوليو 1994م وساد العفو العام .