القضية الجنوبية هي القضية الأبرز والمحورية في الأزمة التي عصفت بالبلاد مؤخراً وكادت ان تحول اليمن إلى صومال جديد أو سوريا في الوقت الراهن، لكن الله سلم وتغلبت حكمة العقل على لغة السلاح وفضل اليمنيون لغة الحوار السلمي الحضاري على لغة القتل وإزهاق الأرواح.لقد أجمع الجميع على أن القضية الجنوبية هي قضية القضايا وإلا فهناك قضايا لا تقل في خطورتها وتأثيرها عنها كقضية الفساد وتبديد الثروة والمال العام وسوء الإدارة وحكم البلاد عن طريق اختلاق المزيد من الازمات بالاضافة إلى قضية صعدة وحروبها الست العبثية التي قضت على الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل والدليل على ان القضية الجنوبية وحلها من أسباب نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل ان حركة ذلك الحوار قد شلت وتعطلت وأربكت عندما توقف فريق القضية الجنوبية عن مواصلة الحوار وانتظرت بقية فرق الحوار الوطني حتى يعود فريق القضية الجنوبية للانتظام معها وهذا يدل على أهمية هذه القضية لنجاح هذا الحوار من عدمه ولتوقفه من تقدمه واستمراره.إن معادلة حل القضية الجنوبية يساوي نجاح المؤتمر، هذه القضية معقدة وصعبة نتيجة أخطاء سابقة تراكمت دون ايجاد حلول لها في حينه فمثلت لهذا الحوار حجر عثرة أو عقدة أمام المنشار واثبتت بانها القضية الأساس وان حلها هو حل ملح ومطلب يقدم قبل كل المطالب والدليل ان الحوار الوطني الشامل يكاد يقترب من نهايته وان هذه القضية مازال الحديث عنها في اخذ ورد وبحث ونظر وإرجاء وتأخير ولم تتفق الأطراف على بعض النقاط المتعلقة بالقضية الجنوبية وبنظام الحكم. لأن هذه القضية هي قضية شعب ودولة تحمل هذا الشعب الكثير من الظلم والجور والعسف والحيف حتى طفح الكيل وخرج الناس في احتجاجات ومظاهرات ومسيرات سلمية منذ فترة طويلة من عمر الوحدة التي كانوا يحلمون بها ويتغنون بها وكانت شعاراً وأملاً في أدبياتهم ومشاعرهم ووجدانهم حتى وصل الحال بهم اليوم إلى حالة من عدم الرضى والتفاؤل والأمل في المستقبل المجهول وتضاعفت لديهم الاحتقانات وعدم الثقة بالآخر والمزاج لديهم في غليان وتصعيد حتى ارتفع صوت هذه القضية عالياً وعرفها القاصي والداني إلى درجة انها وصلت إلى كواليس وجلسات مجلس الأمن وآمن بها الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً. وكل أعضاء الحوار الوطني الشامل مؤمنون بأنه لا بد من حل عادل لهذه القضية وايجاد ضمانات حقيقية لتنفيذ وتطبيق هذا الحل لكي ينجح الحوار الوطني بل وتحل أزمة البلاد بأكملها ويخرج اليمن من النفق المظلم الذي وضعه فيه النظام السابق وأوصل البلاد إلى تلك الأزمة التي انجانا الله منها ومازال رمادها حتى هذه اللحظة يحمل الجمر الذي يمكن ان يشتعل في أي لحظة خاصة وان هناك من لا يريد ولا يرغب ان ينجح هذا الحوار أو تخرج البلاد من أزمتها فيقوم بافتعال أزمات هنا أو هناك أو وضع عراقيل ومع ذلك فإن الإرادة السياسية إذا توافرت والنية الصادقة فإن مسيرة الحوار ستنجح وستنجح اليمن وأهلها وتحل مشكلة المشاكل وقضية القضايا (القضية الجنوبية) وينجح الحوار الوطني الشامل.
نجاح الحوار من نجاح حل القضية الجنوبية!!
أخبار متعلقة