لم يتبق على نهاية مؤتمر الحوار الذي استمر قرابة نصف العام حتى ينهي اعماله بالخروج بخلاصة هذه الحوارات التي استمرت بين الأحزاب ومختلف التيارات ومجمل أطياف المجتمع ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وكل ممثلي المجتمع الذين وضعوا آراءهم وتصوراتهم ومقترحاتهم بكل سلبياتها وايجابياتها وكل جماعة أو حزب أو منظمة مثلت جزءاً من المجتمع اليمني ووضعت امام الحوار مقترحاتها إما من مصلحة الجماعة أو مصلحة شخصية أو ذهبت إلى أبعد من ذلك لطرح آرائها ومقترحاتها من منظور وطني محض.بينما المواطن اليمني الذي يعلق آمالاً كبيرة على مخرجات الحوار بما يلبي طموحاته وأمنه واستقراره وفقاً للمبادرة الخليجية وما شملتها للخروج من الأزمة التي أوشكت ان تحرق الأخضر واليابس في وطن منهك اقتصادياً وتطحنه المصالح وبدون شك ان المواطن اليمني علق على هذا المؤتمر منذ بدأ انعقاده آمالاً كبيرة في أن يحقق ولو الحد الأدنى من مطالبه في تصحيح وضعه الاقتصادي وتحسين القانون حتى يلمس انه في دولة تسودها قوة القانون لحماية المجتمع.ومع الأسف الشديد مازال الانفلات الأمني هو السائد أضف إلى ذلك غياب القانون الأمر الذي أتاح مناخاً خصباً لانتشار الجريمة: القتل والاغتيالات والاختطاف والسطو المسلح مع انتشار ظاهرة المخدرات إضافة إلى ظواهر عديدة انتشرت داخل المجتمع اليمني ولم تواجه كل هذه المشكلات بالصد لا من الجهات المسؤولة التي يعول عليها المسؤولية والأمن ولا من الجهات المحلية ولا المنظمات كمنظمات المجتمع المدني التي ينبغي ان تلعب دوراً فاعلاً في حياة المجتمع بصورة ايجابية.والحقيقة اننا في وسط تلك المشكلات المرافقة للمجتمع لا يمكن ان ننكر الجهود المبذولة التي تحاول حكومة الوفاق الوطني بقيادة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي حل المشكلات التي يعاني منها المجتمع وفرض سلطة القانون وبناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية غير ان كل الجهود تصطدم بعقبات كأداة أوجدتها ظروف المرحلة الماضية وما شهدته من صراعات منها دموية وأخرى غير دموية ولكنها مرتبطة بمصالح فئوية وقبلية لا تهمها مصلحة وطن أو شعب أو بناء مجتمع جديد على أسس ديمقراطية.ولذلك نستشف ان هناك من يغذي هذه المشكلات ويدفع في انتشارها وتجذيرها في المجتمع لأن ليس من مصلحته استقرار وطن وأمنه واستقراره وتقدمه وتطوره.لأن هذه الفئة تعيش على الصراعات ويتأكد من خلال جلسات مؤتمر الحوار تلك التجاذبات والاختلافات وفي معظمها اختلافات لا مبرر لها مع اننا كنا نأمل منذ بداية الحوار ان يلمس المواطن مدى جدية المؤتمر من خلال الطرح الموضوعي والجدي لبعض الجلسات وكذا ان يشهد الوطن مزيداً من الاستقرار في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.وانما كل ما نلمس ان هناك مرحلة صراع اخرى ما بعد المؤتمر وكل ما نأمله ان تكون نتائج الحوار مصيرية ومقنعة لكل الأطراف ملبية لتطلعات الشعب اليمني وطموحاته في بناء هذا الوطن الذي يعيش على ترابه ما يربو على ثمانية عشرة مليون نسمة دوت صيحاتهم إلى عنان السماء مطالبين بيمن جديد يسوده الرخاء والعدالة الاجتماعية.
أخبار متعلقة