الأحداث الجارية في بعض أقطار امتنا العربية والإسلامية تؤكد أن أعداء هذه الأمة لا يريدون لها خيراً ويخافون نهوضهاً لذا نراهم يعمدون إلى أن يصدروا إلينا كل ما لديهم من أسلحة فتاكة وأمراض خبيثة لإفناء الأمة وإضعافها وقد نجحت في توجيه ضربة قاصمة لشباب هذه الأمة من خلال ترويج المخدرات في أوساط الشباب.إذ من الملاحظ أن المخدرات بدأت تنتشر في بعض المجتمعات العربية ، ومنها مجتمعنا اليمني على نحو لم يسبق له مثيل وقد نجح أعداء الأمة في توجيه السهام إلى صدور الشباب من خلال ترويج المخدرات والإنفاق عليها وقد نجحوا في ذلك مرتين: المرة الأولى : أنهم نجحوا في استنزاف أموال الشباب حتى تلتصق أيديهم بالتراب والمرة الثانية : نجحوا في اغتيال شباب الأمة لتنخلع قلوبنا عليهم لان الشباب هم خط الدفاع الأول للأمة فإذا سقطوا سقطت معهم صروح الحق والعدل والكرامة ، لذلك لا غرابة أن نرى أعداء الأمة يسعون إلى تدمير شبابها وتخريب عقولهم بالمخدرات وتعريضهم للهلاك. انه من غير شك إننا نحن المسلمين المخاطبون بقوله تعالى في محكم كتابه ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، وأحسنوا أن الله يحب المحسنين ) “ البقرة 95” وفي هذه الآية الكريمة دعوة صريحة لكل مسلم أن يقي نفسه من المخاطر وتحذير من القيام بأي شيء يكون سبباً في هلاكها لأنه يراد للمسلم أن يكون سعيداً في حياته ولن يكون سعيداً إلا إذا سار على منهج الله ، ورسوله ولذا عمل الخير يؤدي إلى السعادة وعمل الشر يؤدي إلى الشقاء وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما تركت شيئاً بقربكم إلى الله تعالى إلا وقد أمرتكم به ، ولا شيئاً يبعدكم عن الله تعالى الا ونهيتكم عنه”. فلا عذر بعد ذلك للإنسان الواقع في الضلالة أن يستمر في غيه وضلاله ، طالما قد وضح الأمر وتبين الرشد من الغي ولكن بعض الناس للأسف قد اعرضوا عن هدي الدين ، ووضعوا عقولهم تحت أقدامهم ، واتبعوا الشهوات فعميت بصائرهم واسقطوا أنفسهم من درجة الكمال والإحسان الذي هيأهم الله له وانزلوا أنفسهم إلى مرتبة الحيوان لأنهم رضوا أن يكونوا معاول تهدم بنيان الفضيلة ويداً تحمي الشر والرذيلة وتسعى إلى توسيع دائرة الفساد والرذيلة في المجتمعات العربية الإسلامية ولا شك أن هؤلاء تعساء قد استحوذ عليهم الشيطان وقد وصفهم الله بقوله: “ أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (. المجادلة 19).. وهم خاسرون لان الشيطان قد لعب بهم وسيطر عليهم وخرب عقولهم وزين لهم تناول المخدرات و أوقعهم في وهدة الذل والدمار. نعم هم خاسرون مرتين : مرة في الدنيا ومرة في الآخرة ، خاسرون في الدنيا لان المخدرات أضعفت ابدأنهم وغيبت عقولهم ودمرت أسرهم وأضاعت عليهم أموالهم وفضت سمومها على حياتهم وخاسرون كذلك لان المخدرات أقعدتهم عن العمل الشريف في مرافق الحياة ، وحالت دون سعيهم لطلب العيش بالطرائق المشروعة والجأتهم إلى ارتكاب الجرائم المختلفة وخاسرون ايضاً لأنهم أوقعوا أنفسهم في الذلة والمهانة فصاروا وبالاً على أنفسهم وشراً على ذويهم وعالة على أمتهم. أما يدري تجار المخدرات أنهم باستدراجهم الشباب إلى تعاطي المخدرات أنهم قد جنوا على أنفسهم ومجتمعاتهم وأمتهم وحطموا بذلك روح الأمل في ضحاياهم ودمروا حياتهم؟. ألا يعلم تجار المخدرات أنهم مجرمون وإنهم في ضلالهم أسوأ من قوم نوح- لأنهم لا يضرون أنفسهم فحسب بل يضرون غيرهم ، من اجل ذلك دعا نوح ربه لإهلاكهم لخطورتهم على المجتمع :” قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً انك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً ( نوح 26). ليقارن متعاطو المخدرات بين حالهم قبل تعاطي المخدرات وحالهم بعد تعاطيها أو التجارة بها أنهم إن فعلوا ذلك ربما يثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى صوابهم فقد كانوا قبلها في قوة وعافية ويسر ورخاء وشرف وكرامة وهناء وسعادة فأصبحوا بعد تعاطي المخدرات في أسوأ حال أصبحوا في ضعف صحي وضيق وشدة ، وضعة واهانة وكدر عيش وشقاء دائم .” وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون( العنكبوت40). ألا يعلم متعاطي المخدرات انه يهدم إنسانيته ويحطم نفسه وجسده ويخالف تعاليم ربه ؟ ألا تعلم انه لا يستقيم أمره إذا ما ظل أسيراً لوهم المخدرات الوضيعة وضيع ما ساقه الله له من نعم الأموال والصحة والشباب والصحة والسمعة والشرف والكرامة ؟: ألا يعلم انه بتعاطيه المخدرات قد أصبح ملاحقاً من قبل الشرطة ، ومكروها من المجتمع يزدريه الناس ويعاقبه القانون؟
|
آراء
المخدرات خطر يداهم المجتمع
أخبار متعلقة