صحيفة 14 اكتوبر تواصل التحقيق حول قضية مقبرة القطيع
تحقيق/ منى قائد - تصوير / مواهب بامعبد في التغطية السابقة زرنا مقبرة القطيع والتقينا العديد من المسؤولين والقائمين على المقبرة، وذلك للتأكد مما يتم تناقله من أخبار بشأن الاستحواذ على أجزاء منها.. وتحويلها في ظلام الليل إلى أماكن لممارسة الرذيلة وأماكن لاستراحات البلاطجة، ومكان آمن لشواذ يمارسون فيه أفعالهم السيئة.ولأهمية هذا الموضوع صفحة «قضايا وحوادث» واصلت اللقاء مع بقية الأطراف في الجزء الثاني والأخير من التحقيق:تدخل المواطنينالتقينا بالأخ عوض بن عوض مبجر الأمين العام للمجلس المحلي في مديرية صيرة فقال: طبعا مشروع مقبرة القطيع انزله المجلس المحلي بكلفة (14) مليونا و(600) ألف ريال وله مواصفات ودراسات خاصة وعلى المقاول أن يلتزم بها. إلى جانب أن هناك مهندساً مشرفاً عاماً ويعد من أفضل المهندسين داخل الأشغال.وأضاف: ما نعانيه دائماً هو تدخل الناس وبشكل سيئ بكل الأعمال وهذا التصرف نصطدم به في الواقع، حيث ان هناك بعض المواطنين همهم عمل الصالح العام والبعض الآخر همهم غير ذلك.. هذا كله جراء ما نعيشه من أزمة أخلاق في البلاد بشكل عام.وأكد أن المشروع سينفذ ان لم يكن للصالح العام فهو لصالح حرمة الميت الذي هو أصلا من أبناء المديرية.. وواصل حديثه: كما نعاني من انتشار البناء العشوائي وغياب دور الأمن الذي يكاد يكون شبه معدوم، حيث أصبح الأمن لا يؤدي 5 % من الواجب الذي عليه، كما أن هناك تراخياً من الأشغال وأصبح الكل يرمي اللوم على الآخر.توقف المشروعواستطرد قائلا: المشروع حاليا متوقف نتيجة المشاكل الكبيرة الحاصلة بين المواطنين والمقاول الذي بدوره لا يستطيع أن ينجز العمل في ظل هذه الظروف.. وسنشكل لجنة بقيادة الهيئة الإدارية في المديرية ومدير الأشغال والمهندس المسؤول عن المشروع وكذلك عقال الحارات وأعضاء المجلس المحلي في المنطقة وبعض وجهاء المنطقة وبعض الساكنين والمؤثرين في داخل المنطقة نفسها ونتمنى أن نخرج معهم بحل سلمي يرضي جميع الأطراف، كما أتمنى أن تشاركونا حتى تشاهدوا بأعينكم أين يكمن الخلل الحقيقي في هذه القضية وتنقلوه بالشكل الصحيح، علما بأنه أصبح يجب علينا أن نرضي كل مواطن والحكمة تقول (رضى الناس غاية لا تدرك).وأكد: نحن جادون بالعمل وسيتم انجازه خلال شهر أو شهر ونصف، لكن في حال استمرار الوضع على ما هو عليه فستطول عملية تنفيذ المشروع.إنارة المشروعوأضاف أن المجلس المحلي يقوم كل عشرة أيام بعمل إنارة للمقبرة ولكن للأسف يتم تكسيرها من قبل المواطنين.وقال: جلسنا مع مدير المياه والصرف الصحي بشأن مشروع إخراج شبكة المياه والمجاري من داخل المقبرة حتى نحمي الميت من العبث الموجود داخلها، كما احملهم المسؤولية عن مد الشبكة إلى داخل المقبرة.وأوضح: طبعا معاناتنا كثيرة في المجلس.. ولكن لن نستسلم ونترك الأمر بل سنعمل جاهدين على إخراج المقبرة من وضعها المتردي إلى وضع يليق بحرمة الميت.. علما بأننا كلنا سنقف أمام الله وسنحاسب عن هذه المهزلة الحاصلة في حرم المقبرة.تراخٍ كبيروقال إن هناك تراخيا كبيرا من جميع الأطراف أكان من الأمن أو من الأشغال أو الأوقاف أو حتى من المجلس المحلي، حيث لا يوجد فصل في المواضيع وليس هناك اختيار صالح لقيادة المقبرة.. وأفاد بأن البلاد تمر بظروف استثنائية لهذا يجب على الجميع أن يشدوا الهمة وأن يصبح كل واحد عنصرا فعالا، كما لابد أن يكون الكل مخلصا (الأمين العام والمدير العام وكذا المواطن ومدير الأوقاف وأيضا الشرطي والقائد) فإذا الكل اخلص في عمله اكتمل العمل المطلوب تنفيذه على الوجه الصحيح.استيعاب المقبرةوعن استيعاب المقبرة لجثث الموتى قال: إن مدى استيعابها قد انتهى منذ سنين طويلة، لكن من الصعب إغلاقها لأنه سيترتب على ذلك تداعيات كبيرة فالمقبرة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة المواطن، لهذا من الصعب إغلاقها رغم أن عمرها الافتراضي قد انتهى.وأضاف: نحن نعمل جاهدين بهذا الخصوص ونطالب مكتب الأوقاف بالنزول ورفع تقرير بهذا الشأن باعتبارها الجهة الأولى والمسؤولة عن هذا الموضوع وليس نحن.. علماً بأن دورنا فقط المراقبة والمتابعة ولا نستطيع التدخل في عمل الجهات الأخرى مالم تجد هي الحلول الأنسب لها.وأشاد مبجر (بدور بعض عقال الحارات وبعض المواطنين المخلصين في المديرية وأقول للبعض الآخر اتق الله في نفسك قبل أن تتقيه بهؤلاء الموتى).معوقات كثيرة وقال المهندس/ فواز سعيد نعمان المشرف على بناء سور المقبرة: تواجهنا معوقات كثيرة في الموقع بسبب المواطنين، حيث هناك من يريد أن يسطو على أرض المقبرة ونحن نحاول قدر المستطاع أن نوقف هذا الزحف القادم إليها.وأضاف: طبعاً توقفنا عن العمل في الجهة الجنوبية بسبب تدخل المواطنين ومنع المقاول من إتمام عمله، وواصلنا العمل في الجانب وبرغم الاعتراضات التي نواجهها من المواطنين في هذا الجانب إلا أننا نحاول حل الموضوع معهم ومن ثم سنستكمل العمل فيها إن شاء الله خلال اليومين القادمين.وأشار إلى أن المشكلة الأساسية هي أن المواطنين يحاولون البسط على الأراضي، وهذا فكر أساسي موجود في البلاد، حيث لا يوجد شبر خال في الأرض إلا والناس يريدون السطو عليه بدون وجه حق.. أما بالنسبة لدور الأمن فهو للأسف لا يتدخل ولا يشارك إطلاقاً، بالإضافة إلى أن البلدية لا تستطيع أن تقطع وتمنع في ظل الوضع العام لغياب الأمن. مواصفات المشروعوواصل حديثه: أول ما نزلنا لتنفيذ المشروع رفض المواطنون كل المواصفات الموجودة في جدول الكميات الذي أعدته إدارة الأوقاف ومن ثم أضطررنا إلى أن نغير المشروع بالكامل.وأضاف: نحن الآن ماضون في العمل بالجهة الشمالية أما الجهة الجنوبية فقد توقفنا فيها لفترة والسبب في ذلك يعود إلى أن المسافة بين منازل المواطنين والسور ضيقة جداً وذلك يحتاج إلى تدخل مشروع آخر لإصلاح هذه المسافة وذلك ليتمكن المواطنون من العبور.وقال: كما لا بد من أن ننجز مشروعاً آخر وهو إخراج شبكة المجاري الموجودة داخل المقبرة إلى خارج السور وعمل شبكة مجار وتصريفها إلى المجاري الرئيسية.. كما لدينا مشروع رصف المسافة بين المنازل والسور.اصطدام بالواقع الحالي وكان لنا لقاء مع المقاول/ ياسر بن حميد حيث قال: من المشاكل التي نعانيها هي أن دراسة المشروع وضعت قبل أربع سنوات ونزلت للتنفيذ الآن فاصطدمت بالواقع الحالي حيث نزلنا لتنفيذ المشروع وتسوير المقبرة لكن تفاجأنا بموقف المواطنين ومعارضتهم بناء السور لأنه سيقطع عليهم الطريق.. علماً بأنهم يمرون من داخل المقبرة، هذه هي المشكلة الأساسية في هذه الجهة.. أما الجهتان الأخريان فقمنا بقص الحديد القديم على أساس استبداله بحسب تخطيط المشروع (بناء جالات بلوك مع التلييس والدهان) إلا أن المواطنين قاموا بسرقة الحديد القديم وكل مواد البناء التي تم إنزالها للموقع، ورفضوا بناء البلوك (البردين) بحجة أنهم لا يستطيعون رؤية من يدخل أو يخرج من المقبرة وبأنه تحدث بعض الجرائم الفاحشة وكذا نبش القبور وغيرها وإنهم يريدون استبدال هذا العمل بشبك حديدي.وواصل حديثه: طبعاً الإخوة في المجلس المحلي التفتوا إلى مطالب المواطنين وعملوا بالتغييرات وهي إقامة شبك حديدي.معارضة المواطنين وأضاف: قمنا بالعمل في الجهة الجنوبية (جهة المضخة) إلا أن المواطنين أنفسهم كانوا في خلاف، منهم من يريد ومنهم من لا يريد.. وأفاد بأن العمل الآن متوقف لفترة طويلة، حتى أنني قمت بعمل أكثر من رسالة إلى المديرية أطالبهم بتكليف مندوب من قبلهم للنزول والجلوس مع المواطنين ومعرفة مطالبهم وذلك لحل هذا الإشكال.وأكد أنه لم يتم النزول من قبلهم وذلك نتيجة البلطجة الحاصلة في تلك المنطقة، لهذا أرى أن يتوقف المشروع وأن يأتي عقال الحارات ووجهاء المنطقة ويتعهدوا بإقامته. تعليمات المهندس وأستطرد قائلاً: قمت بفتح (20) جالة خلف السكنية وذلك حسب تعليمات المهندس وسلمتها لورشة اللحام على أساس عمل تقوية لها، أما بقية الجالات فقد تم سرقتها من قبل المواطنين وتم العثور عليها من قبل المهندس عند أصحاب الحديد وبدوري قمت بتبليغ المجلس المحلي بحادثة السرقة.. لهذا ومن خلال صحيفتكم أعلن بأني أرفع يدي من المشروع وأطلب من المجلس المحلي أن يشكلوا لجنة ويحصروا ما تم تنفيذه ويحاسبونا عليه وجزاهم الله ألف خير.. علماً بأنني لم أتسلم أي مخصص إلى الآن.برنامج استثماريومن جانبه قال الأخ/ ضرام عبدالله سبولة رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية: إن المجلس المحلي والهيئة الإدارية في مديرية صيرة لديهما برنامج استثماري يقر من مجلس الوزراء ومجلس النواب، وكان من ضمن البرنامج سور مقبرة العيدروس.. أن المشروع يرتكز على ثلاثة مسارات أهمها وقف البناء العشوائي والحفاظ على كرامة وحرمة الموتى وكذا وقف العبث في المقبرة باعتبارها ممر دخول وخروج للمواطنين.وأضاف: طبعاً تم المشروع ورست المناقصة على المقاول وذلك حسب القانون والشروط المنصوص عليها في قوانين السلطة المحلية وقانون المناقصات والمزايداتإشكاليات عديدةوقال : نزل المقاول لتنفيذ المشروع إلا أنه ومن أول يوم واجه إشكاليات عديدة منها قيام بعض المواطنين ببناء الأحواش وغيرها ، و بعض المتنفذين يريدون الحصول على مساحات من المقبرة على اعتبار أنها أراض عقارية وبقع .. بالتالي دخلت هذه المنطقة من ضمن قائمة البيع والشراء مآرب أخرىوواصل حديثه قائلاً: فيما بعد دخلنا في مفاوضات والحمد لله بدأ المشروع ينفذ بالشكل المطلوب وذلك بأن يكون الحديد الخاص بالسور مكشوفاً بحيث نتمكن من رؤية ما يحدث داخل المقبرة ، إضافة إلى أن المجلس المحلي تحمل إنارة المقبرة نحو (6) مرات . لكن للأسف تم استهدفها لأغراض غير طبيعية من بعض الأشخاص الذين لديهم مآرب أخرى .وأضاف: كما حاول المجلس المحلي قدر المستطاع وقف عملية نبش القبور وغيرها من المواضيع التي تكررت وانتشرت في الصحف .وأستطرد قائلاً: كما تدخل مديرا الأوقاف في المحافظة والمديرية من أجل وقف هذه العمليات والحفاظ على حرمة الموتى حتى في طريقة الدفن بحيث لا يتم دفن جثة فوق جثة أخرى .. إلى جانب العديد من المشاكل التي نواجهها.إنجاز ( 30 %) من العمل)وقال أما بالنسبة للسور فقد أنجز حوالي ( 30 %) من العمل فيه بحيث تم استبدال الحديد القديم بحديد جديد حتى تتم الرؤية ، كما قدمنا مشروعاً لصندوق الأشغال العامة بخصوص رصف المنطقة وكذا مشروع إنارة نزل وتم الإعلان عنه من المجلس المحلي .وأفاد : بان هناك عدة محاولات من المجلس المحلي لإعادة الصورة الطبيعية للمنطقة وتطمين المواطنين بأن موتاهم بأمان وأن حياتهم ستكون طيبة.مشروع آخروأضاف : كما تقدم المجلس بمشروع آخر داخل مشروع سورة المقبرة بالنسبة لأنابيب المياه حيث هناك شبكة مجار غير مرتبة بشكل عام لذا تواصلنا مع الأخ رئيس لجنة الخدمات ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية للنزول والتفاوض مع المواطنين بحيث يكون هناك أنبوب واحد للمياه ومن ثم تتفرع عدادات المياه إلى كل منزل بحيث تكون العملية طبيعية ولا تطفح مياه المجاري إلى المقبرة وحتى لا يكون ربط المواطنين للعدادات عشوائياً ويؤثر على الشبكة. إنجاز المشروعوأكد سبولة أن المقاول يستطيع ان ينجز مشروع سور المقبرة في خلال شهر إلا أن له ( 5 أو 6 ) أشهر لم يستطع خلالها إتمام المشروع وتحول من مقاول في عمل بناء مخصص لديه برنامج زمني يستحمل عليه مترتبات التأخير إلى مقاول كأنه في لجنة الحوار كل يوم يتحاور مع ( 3 و 4) أشخاص بالإضافة إلى عدم الأمان على معداته التي من المفروض أن يحافظ عليها المواطنوننداء عاجلوقال : لهذا أتوجه من خلال صحيفتكم بنداء عاجل إلى كافة المواطنين بالنسبة لجميع الأعمال بأن المجالس المحلية أنشئت من أجل المواطنين ومن أجل صالحهم (بناء مدارس ، صيانة مستوصفات تسوير المقابر وغيرها ، علماً بأن كل المشاريع ليس للمجلس المحلي منها أي فائدة سوى خدمة المواطن «كما يجب على أبناء المنطقة أن يحموا هذه المشاريع ويحافظوا على ما حصلوا عليه من منجزات.تعاون مستمروأوضح» نحن نتعاون وباستمرار مع كل من عقال الحارات وأئمة المساجد ومع الجمعيات وكذا مع مدراء المدارس والمعلمين وأيضا مع منظمات المجتمع المدني والجمعيات ومع كل الأطراف وذلك على أساس أن يتم إنجاز المشاريع وفقاً للبرنامج الزمني المحدد لكل مشروع ..علماً بأننا اتفقنا مع عقال الحارات على أن ننجز المشاريع دون أي تدخلات من المواطنين.دور الأمنوأشار إلى أن دور الأمن كان سلبياً ومع ذلك لن نحمل أي جهة المسؤولية الكاملة ، لهذا يجب أن تكون لأقسام الشرطة ميزانية تشغيلية.. كما يجب أن تكون لها كافة الإمكانيات بمعنى أنه قد تحصل العديد من القضايا التي يمكن أن تسبب عدم الاستقرار في المديرية والشرطة لم تصل بعد .وأضاف : ويرجع ذلك لسببين الأول أن القوة العسكرية الموجودة في مراكز الشرطة لا تكفي والثاني هو عدم توفر المواصلات والوقود وغيرها وهذا يؤثر على سير عملنا بشكل سلبي وعلى المواطنين مما يجعلهم يستشعرون بأن كل واحد حاكم في الحارة ..علماً أنه باستمرار هذا الوضع سنعود إلى زمن الفتوات والبلاطجة.