غضون
جماعة (الإخوان) في مصر خسرت كل من كان يتعاطف معها.. خسرت الشعب، وخسرت الإعلاميين، والمثقفين.. خسرت المسلمين والمسيحيين، واليساريين واليمينيين والليبراليين والعلمانيين، وحتى خسرت كثيرا من السلفيين الذين كانوا أقرب إليها من حبل الوريد.. ولكنها كسبت رجل أمن يمنياً برتبة عميد ركن،هو العميد ركن محمد المقالح مدير أمن محافظة الحديدة، فهنيئا لها!العميد نسي كل شيء.. القانون والهيكلة وحظر الحزبية في جهاز الأمن.. واستحضر الجماعة فقط، ويا ليته توقف عند هذه، بل زاد إليها مخاصمة صحيفة يمنية من أجل عيون الجماعة المصرية.. وهكذا هم الإخوان يضحون بكل ما هو وطني في سبيل الجماعة الخارجية.. من أجل الجماعة أوقف اشتراك إدارته في صحيفة (14 أكتوبر)، ولما فضح أمره رجع يقول: تم وقف الاشتراك في (14 أكتوبر) لكي نشترك في صحيفة الثورة التي تعنى بالشؤون الأمنية! وهذا المبرر أسخف الوسائل الدفاعية لأن صحيفة (14 أكتوبر) تنشر صفحة خاصة بالشؤون الأمنية تحت اشراف الزميلة ياسمين أحمد علي، ولا يخلو عدد منها يومياً من متابعات أمنية في كل المحافظات.. ولكن الأمر المطمئن، هو تأكيده أنه لن يستخدم وظيفته الأمنية لمنع توزيع صحيفة 14 أكتوبر في محافظة الحديدة.استهدف العميد صحيفة 14 أكتوبر، لأنها تنقل أخبارا عن وكالات الأنباء لا تروق للعميد، لأنها لا تقدم جماعة الإخوان بالصورة المثالية المرسومة في رأسه.. ولو كان هذا الموقف من الصحيفة تبناه المرشد محمد بديع، لقلنا لا عجب ولا عتب، فهو مرشد الجماعة، وهو أجنبي، ولكن العجب أن يفوقه في ذلك عميد ركن يمني يعمل في جهاز أمني الحزبية فيه محظورة، ومن أجل الجماعة طوح بالقانون والهيكلة، ومن أجلها يخاصم صحيفة يمنية لأنها تنقل أخبارا عن جماعة (الإخوان) التي أطاحت بها ثورة شعب مصر في 30 يونيو.تصوروا.. هذا الذي يعادي الصحيفة اليمنية حبا في الجماعة المصرية، وهذا الذي لا يزال يوقن أن المعزول مرسي هو الرئيس الشرعي لمصر، ما سيكون رأيه في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي هنأ الرئيس المصري عدلي منصور.. ومنصور هذا بنظر العميد رئيس غير شرعي جاء به انقلاب سيسي!يرينا مثال العميد أن هيكلة الشرطة والجيش لم تفلح في تحصينهما من الحزبية، ولم تحمهما من الاستغلال السياسي، ولم تحل دون توظيفهما لصالح جماعة أو حزب أو قبيلة.. والعميد ليس حالة شاذة أو فريدة على أي حال.. فهناك شواهد أخرى ترينا أن هذه الهيكلة تحتاج إلى مزيد من الهيكلة، ففي عمران مثلا هناك عميد في الجيش على رأس لواء عسكري، يزج بجنوده في المعارك الجارية بين بني الأحمر كبار شيوخ قبيلة حاشد، وبين الحوثيين، ولما ينحاز قائد لواء في الجيش إلى شيوخ قبيلته ويسخر الجنود للحرب إلى جانب القبيلة، فمعنى هذا أن في الهيكلة خللاً، وكذلك عندما نكتشف أن جنديين في القوات الجوية كانا ضمن المتهمين بتفجير حافلة القوات الجوية، وأن ضابطا من الشرطة قاد خلية تنظيم القاعدة المكلفة بالسطو على ملايين الريالات في بريد مديرية السبعين بالعاصمة.