في اليوم العالمي لمحو الأمية
تقرير/ محمد العلفي احتفل العالم في “ 8 سبتمبر” باليوم العالمي لمحو الأمية وتعليم الكبار ، في الوقت الذي مازال 200 ألف طفل يضافون سنوياً إلى قوائم الأميين في بلادنا.ووفقا للإحصائيات من قبل اليونيسيف والأمم المتحدة، فإن إجمالي معدل الأمية خلال الأعوام 2007 2011- هو 64 ٪.وأقر مؤتمر وزراء التربية والتعليم في العالم الذي انعقد في سبتمبر منتصف العقد السادس من القرن الماضي في إيران، الثامن من سبتمبر يوما لمحو الأمية وتعليم الكبار، و بعد عام واحد تبنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم « اليونسكو » في مؤتمرها الرابع عشر في باريس وألزمت الدول الأعضاء بالاحتفال بهذه المناسبة سنوياً.ونظراً للأهمية التي تكتسبها هذه المناسبة سعينا إلى الوقوف على ما تحقق في هذا القطاع باليمن بغية نشر التعليم والقضاء على الجهل والأمية في أوساط المجتمع ، باعتبار التعليم أساس نهوض الشعوب والأمم .ويؤكد رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار التابع لوزارة التربية والتعليم الذي أنشئ في العام 1992م أحمد عبد الله احمد أهمية المناسبة باعتبارها وقفة تقييمية لمراجعة مسيرة الكفاح ضد الأمية وتعليم الكبار من خلال معرفة مكامن القوة والضعف من أجل تعزيز نقاط القوة و السعي لإيجاد حلول ومعالجات للصعاب والإشكاليات التي تواجهها .ويشير إلى سعي الجهاز المستمر من خلال العديد من الأنشطة والبرامج إلى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار التي اقرها مجلس الوزراء في العام 1998م وذلك عبر إيجاد مناهج متخصصة و استهداف المناطق الريفية لارتفاع نسبة الأمية فيها لا سيما في أوساط الإناث، مبيناً أن إجمالي عدد الملتحقين بمراكز محو الأمية للعام الدراسي 2011/ 2012م بلغ 151 ألفاً و 843 دارساً ودارسة .فيما توضح الإحصاءات أن عدد الملتحقين بمرحلة أول أساس 61 ألفاً و 176 دارسا ودارسة منهم 58 ألفاً و 182 أنثى و بلغ عدد الملتحقين بالثاني أساس 52 ألفاً و خمسة دارسين ودارسات منهم 50 ألفاً و 690 اناث كما بلغ عدد الملتحقين بمرحلة المتابعة 29 ألفاً و 808 دارسين ودارسات منهم 28 ألفاً و 688 دراسة فيما بلغ عدد الملتحقين بمراكز التدريب الأساسي 586 متدرباً بالإضافة إلى 8 آلاف و 254 متدربة بمراكز التدريب السنوي.وتؤكد المؤشرات ارتفاع نسبة الملتحقين بمراكز محو الأمية في الريف عنها في الحضر بنسبة 71 %حيث بلغ عدد الدارسين في الريف 107 آلاف و 925 دارسا ودارسة منهم 104 آلاف و 955 دارسة فيما بلغ عددهم في الحضر 42 ألف و 905 دارسين ودارسات منهم 40 ألفاً و 873 دراسة أي بنسبة 29 بالمائة .لكن وبمقارنة عدد السكان الذي يقارب الـ 25 مليون نسمة وفقاً للإسقاطات السكانية للجمهورية اليمنية و في ظل ارتفاع نسبة الأمية التي تبلغ في أوساط الإناث 2ر62 بالمائة بالإضافة إلى النمو السكاني المتسارع بنسبة 3 بالمائة فإن عدد الملتحقين بمراكز محو الامية لا يذكر .ويرجع احمد عبد الله ذلك إلى عدم توفر البنية التحتية لمحو الأمية في ظل شحة الإمكانات والتشتت السكاني الذي يقارب 100 ألف تجمع سكاني فضلا عن ضعف الحالة الاقتصادية للأسر اليمنية وغيرها من العوامل التي تعيق التوسع في برامج محو الأمية ، مشيرا إلى الجهود التي بذلت في سبيل استكمال البنية التحتية المؤسسية والتشريعية لمحو الأمية.وخلال استعراضه للإنجازات والجهود التي بذلت على مدى سنوات العقد الأخير وفقاً لتنفيذ المبادرة القرائية من اجل التمكين التي أعلنتها منظمة اليونسكو مطلع 2003م وتستهدف 36 دولة منها اليمن أشار إلى ثلاثة روافد تضيف إلى أعداد الأميين ما يقارب الـ 200 ألف طفل سنوياً والمتمثلة في « الأطفال غير المستوعبين وغير الملتحقين في مرحلة التعليم الأساسي من التعليم النظامي، الرسوب والتسرب السنوي من صفوف التعليم النظامي ، المتسربين من الدراسة من صفوف محو الأمية قبل إنهاء مرحلة التحرر» .وتطرق احمد عبد الله إلى الجهود المبذولة في مجال التأهيل وبناء قدرات العاملين في جهاز محو الأمية وفروعه في المحافظات من خلال تنفيذ العديد من ورش العمل والدورات التدريبية للمدربين ومدربي معلمات الريف فضلا عن الجهود المبذولة لتوفير معلمات في الأرياف والمناطق النائية.وعلى الرغم من كل ذلك فإن الواقع يثبت عدم جدوى كل تلك الجهود في القضاء على الأمية الأمر الذي يوجب تضافر جهود الجميع مؤسسات وأفراداً لتفعيل المشاركة المجتمعية باعتبارها مسؤولية وطنية بتحققها تكون التنمية المستدامة لكل مواطن يمني في سبيل الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام .ويشير احمد عبد الله إلى سعي الجهاز إلى بناء شراكات حقيقية مع منظمات المجتمع المدني وشركاء التنمية المحليين والخارجيين ومنها الشراكة مع شركة الاتصالات M T N يمن التي أفضت إلى عمل برنامج لمحو أمية حوالي 9 آلاف دارسة في محافظات “ الأمانة ، لحج ، اب ، شبوة ، حجة” وكذا الشراكة القائمة مع مكتب اليونسكو لدول الخليج العربي من اجل تفعيل المشاركة المجتمعية في أنشطة وبرامج محو الأمية وتعليم الكبار.ودعا منظمات المجتمع المدني إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الجانب من خلال بناء شراكة حقيقية مع الجهاز وتوجيه أنشطتهم وبرامجهم في محو الأمية وتعليم الكبار، مطالبا الأجهزة الإعلامية الرسمية وغير الرسمية بالاهتمام بمحو الأمية والتعريف بخطورتها وضرورة اجتثاثها من مجتمعنا باعتبارها المشكلة الرئيسية لظاهرة التخلف والفقر.وتطرق رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار إلى ما تمثله الأمية من عائق قوي وتحد كبير أمام التنمية في اليمن كونها تقوض تنفيذ الكثير من البرامج التنموية في مختلف المجالات وتفرز آثاراً سلبية ومشكلات اجتماعية واقتصادية وثقافية بين أوساط المجتمع.يشار إلى أن العالم يحتفل باليوم العالمي لمحو الأمية في ظل وجود أكثر من 774 مليون شخص راشد يفتقرون إلى الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة في العالم وشخص راشد واحد من أصل خمسة أشخاص لا يزال أمياً (وثلثا الأمّيين من النساء) و 1ر72 مليون طفل هم خارج المدارس في حين أن عدداً أكبر من الأطفال لا يحضرون الصفوف بانتظام أو في حالة تسرّب مدرسي.