في اليمن ثمة أمراض كثيرة تتسبب بمشاكل وألوان من المعاناة، قد يصل البعض من خطورتها إلى حد التسبب بالوفاة. ومن هذه الأمراض نجد داءالسل(الدرن) يحتل مرتبة متقدمة، وهو ما يعنينا في سياق هذه المقالة، باعتباره من الأمراض الخطيرة الشائعة في اليمن، حيث أن معدل الحدوث السنوي لجميع أشكال السل يصل إلى(12.200) حالة، منها (6.096)حالة سل رئوي، أما الوفيات الناجمة عن المرض فتقدر بحوالي (1.400) وفاة سنوياً. ولا يعدو سبب الوفاة لانعدام وجود أدوية أو عدم فاعليتها في تحقيق الشفاء للمرضى، بل أن المشكلة تكمن في عدول الكثير من المصابين عن علاج الإصابة في وقت ٍمبكر أو لإهمالهم الأدوية المضادة لهذا الداء أو انقطاعهم عنها تماما، الأمر الذي قد يعني وصول المريض إلى منعطفٍ خطير تكون معه قد اكتسبت جراثيم السل مناعة ضد الأدوية، مما يقلل كفاءتها كثيراً في شفاء المرض أو أنها لدى وصول المريض إلى مرحلة متقدمة من الإصابة بالسل قد لا تجدي تماماً في شفائه من مرضه. إنه مرضٌ معدٍ سريع العدوى والانتشار، تسببه جراثيم تسمى عصيات السل(الدرن)، وهذه الجراثيم غالباً ما تهاجم الرئة لتتكاثر فيها فتعمل على تخريب أنسجتها بما يؤدي إلى التسبب بصعوبة في التنفس والسعال المتواصل والمستمر. فيما يمكن لهذه الجراثيم أن تصيب الرئتين بنسبة تصل إلى(80 %) من مجمل أنواع الإصابة التي قد تطال أي عضو آخر بجسم الإنسان خارج الرئة، مثل (الغدد اللمفاوية، الكلى، العمود الفقري، الدماغ ..الخ). ولهذا المرض أعراض أهمها السعال المستمر لأكثر من أسبوعين دون الإستجابة للمضادات الحيوية العادية أو الأدوية المضادة للسعال، ومن ثم يليها أعراض أخرى أهمها: - ألمٌ في الصدر وضيقٌ في التنفس. - حمى وتعرقٌ ليلي. - بصاقٌ مصحوبٌ بالدم أحياناً. - نقصٌ في الوزن وفقدانٌ للشهية. ومن الوسائل التي تتمكن من خلالها جراثيم السل من الانتقال إلى جسم الإنسان وإصابته بالمرض:- - الرذاذ المتطاير من فم المريض أثناء السعال أو العطاس. - البصاق على الأرض، حيث يجف ويتطاير في الهواء فيستنشقه الشخص السليم. - شرب اللبن غير المغلي أو المبستر.لاشك، أن من يتهاون في عدم الانتظام بمنظومة العلاج المتعارف عليها عالمياً والتي ثبتت كفاءتها في شفاء العشرات بل ومئات الملايين من مرضى السل حول العالم، لاشك أنهم يشكلون حجر عثرة أمام ديمومة كفاءة الأدوية المضادة للسل، مسهمين في نقل عدوى المرض في محيطهم الاجتماعي والأسري لاسيما من لا يعيرون اهتماماً كافياً بالنظافة الشخصية والضوابط التي تحد من انتقال العدوى للآخرين. إن هذا المرض كاسح سريع العدوى- بطبيعة الحال- وخيم عندما يصيب الإنسان، وهو يصيب الناس دون أي تمييز.. صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً، وما انفك يسبب الوفاة للكثير من البشر حول العالم. فالأحرى بالمجتمع وبكل فرد فيه الحرص الدؤوب على تلافيه، وأن يلتمس من أصيب به العلاج وينتظم فيه طوال الفترة المقررة له دون انقطاع أو تهاون وليكن بمعلوم الجميع أن مجرد السعال المستمر لأكثر من أسبوعين دون أن تفلح الأدوية العادية ومضادات السعال في إيقافه، فذاك أدعى إلى التفكير باحتمال أن مصدر السعال- ربما- ناجم عن الإصابة بالسل، مما يلزم لقطع الشك باليقين أن يُقدِم المرء على القيام بالآتي:- - زيارة الطبيب المتخصص وعدم التساهل؛ كون المرض ليس مجرد وعكة صحية مؤقتة. - إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للبصاق، مع أشعة الصدر. - الالتزام بتناول الجرعة الكاملة والأدوية المضادة للسل بشكل يومي تحت الإشراف المباشر حتى اتمامه الكامل لفترة العلاج المقررة له. - تحري الالتزام بإجراءات الوقاية منعاً من نقله العدوى للآخرين. - تلافي المحضورات التي تأجج كثيراً الإصابة وتزيد من حدتها، كالتدخين بمختلف أشكاله مثلاً. ولمنع انتقال داء السل إلى الآخرين يجب:- - الاكتشاف المبكر لحالات السل . - تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس باستخدام المناديل. - عدم البصق على الأرض. - تحصين الأطفال بلقاح الـ (بي سي جي) مبكراً بعد الولادة مباشرة ضمن جرعات التحصين الروتيني. مؤكدون على أهمية انتظام جميع مرضى السل بنظام المعالجة اليومية تحت الإشراف المباشر بلا انقطاع والتي يطلق عليها في الأوساط الطبية الـ (DOTS)، إذ أنها أضمن لتحقيق الشفاء التام وقطع استمرارية انتشار العدوى وسريانها في المجتمع. وبحرص كل مرضى السل على العلاج مع تجنيب الآخرين مغبة انتقال الإصابة إليهم سيكونون قد وضعوا بصمات حقيقية في الحد من تداعيات خطر هذا المرض القاتل وسيسهمون - لامحالة- في تقليص انتشاره تمهيداً لاجتثاثه واستئصاله. > المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان
أخبار متعلقة