غضون
المثقفون في جماعة الإخوان، يوزعون من ليس معهم، ولا مع الجماعة، على مجموعة من القوائم.. قائمة العلمانيين، قائمة الليبراليين، قائمة العملاء والمتآمرين، قائمة الكارهين للإسلام والعمل الإسلامي، قائمة الكفار.. وقوائم أخرى. ولا يتوقفون عند ذلك، بل يحرضون على قتلهم، وفي أعلى درجات الرحمة يكتفون بالتحريض على فصلهم من الوظيفة العامة، كما هو حالهم مع الزميل أحمد الحبيشي، رغم معرفتهم أنه جعل 14 أكتوبر صحيفة مؤتمنة.من ليس معهم، ومع الجماعة، ليسوا مسلمين، أو على الأقل ليسوا كاملي الإسلام والإيمان، ومن ينتقد الجماعة وينقل أخبارها معاد للإسلاميين، حتى لو كنت مجرد ناقل للنقد أو الخبر عن مثقفين و قيادات من الجماعة نفسها، ولم تأت بشيء من عندك.طيب.. يا إخوان، وماذا تقولون في مفكري الجماعة ومثقفيها الذين خرجوا عنها أو لم يخرجوا، وقالوا فيها وعنها - عن خبرة ومعرفة وقرب- ما لم يقله غيرهم من قدح وفضح؟ لم لا تقولون إنهم عنهم علمانيون، ليبراليون، عملاء متآمرون، كارهون للعمل الإسلامي، وكفار؟لم نقرأ أو نسمع من علماني أو ليبرالي أو عميل أو كافر كلاما عن الجماعة، مثل الذي نقرؤه ونسمعه من رجال الجماعة الذين في داخلها والذين تركوها، عن سلبيات الجماعة، وخبث الجماعة، وجهل الجماعة، وإرهاب الجماعة.. لم نخترع ولم نصنع ولم نبتكر معارفنا عن الجماعة، بل جئنا بها، أو حصلنا عليها من مثقفي الجماعة، وأدبيات الجماعة، وبيانات الجماعة، وكتب الجماعة، وسلوك الجماعة.إذن .. خففوا علينا ولو قليلا، وتفاهموا مع أنفسكم.. هاتوا لنا علمانيا أو ليبراليا، قال في الجماعة عشر ما قاله أقطاب الجماعة كالشيوخ: الغزالي، و القرضاوي، والهلباوي، والمليجي، وغيرهم كثير.. ليس لعلماني كتاب في قدح الجماعة أكثر من الذي نجده في كتب رجال الجماعة بمن فيهم مؤسسها حسن البنا.قرأت في هذه الصحيفة أمس أن مدير أمن الحديدة محمد المقالح ألغى اشتراك إدارته في صحيفة 14 أكتوبر.. وحجته أن الصحيفة تهاجم جماعة الإخوان، وتعادي الإسلاميين.. وقبله هاجم الإخوان رئيس الجمهورية هادي لأنه هنأ الرئيس المصري عدلي منصور.. هكذا هم الإخوان، من ليس معهم ولم ينصر جماعتهم هو عدوهم.وليس في أكتوبر هجوم على الإخوان وعداوة للإسلاميين، وليس هذا ما يغضبهم، فهم يدركون أن ما ينشر فيها عن الجماعة ليس من اختراع الحبيشي، بل نقل أخبار من مصادر عن وقائع موجودة، ومعظم أبطالها من الجماعة.. هم غاضبون لأن الصحيفة ليست معهم.. هم يدركون أن 14 اكتوبر لا تتعاطى مع الشائعات، ولا تخترع الأخبار، ولا تتحدث عن وقائع غير موجودة أو لم تحدث أو غير صحيحة، بل تنقل صور الأحداث والوقائع كما حدثت، وهذا لا يروق لهم.. فمن ليس معهم هو خصم، ولو حول الحبيشي هذه الصحيفة الحكومية إلى لسان حال الجماعة، سوف يرفعونه إلى السماء السابعة.