الهوة بين إدارة أوباما وشعبه تتزايد..
واشنطن / متابعات :استطلاعات جديدة للرأي كشفت معارضة الأغلبية الساحقة من الأمريكيين لأي عمل عسكري قد تنفذه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضد سوريا، وأظهر أحدث استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز وشبكة «سي بي أس نيوز» أن 80 بالمئة من الأمريكيين يؤكدون أن إدارة أوباما لم تعط تبريرات أو تفسيراً واضحاً لأهدافها في سوريا، فيما رفض 72 بالمئة الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة وتدخلها في الدول الأخرى لتغيير الأنظمة فيها.وقال 69 بالمئة من المستطلعة آراؤهم: إن على أوباما ألا يمضي قدماً في الضربة دون تفويض من الكونغرس، فيما قال 56 بالمئة: إنهم لا يوافقون على الطريقة التي عالج بها أوباما الوضع في سوريا، في حين وافق 33 في المئة، وبين الاستطلاع أن 62 بالمئة من المستطلعة آراؤهم قالوا: إن على الولايات المتحدة ألا تحاول لعب دور قيادي في حل النزاعات الخارجية. وأظهر الاستطلاع أن ستة من كل 10 أمريكيين يعارضون الضربات الجوية، مع أغلبية مماثلة تقول: إنها تخشى أي عمل عسكري يوقع الولايات المتحدة في فخ طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط وسيزيد من التهديد الإرهابي للأمريكيين. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن هذا الاستطلاع يكشف عمق التحدي الذي يواجهه أوباما الذي يسعى لحشد موافقة وكسب التأييد للضربة من الكونغرس المتردد والرأي العام المعارض لها، كما كشف تحوّلاً واضحاً في الرأي العام الأمريكي حول الدور الأمريكي في العالم والتعب الذي أصابه جراء الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان ما جعل الأميركي أقل انفتاحاً وتقبلاً لأي تدخل في مناطق التوتر في العالم وأكثر انشغالاً بالمتاعب الاقتصادية في الداخل الأمريكي. ويضاف هذا الاستطلاع إلى عدد كبير من الاستطلاعات التي كشفت عن رفض شعبي كبير لهذا العدوان، وتمثل نتائج الاستطلاعات أحدث دليل على رفض الأمريكيين وعزوفهم عن المشاركة في عمل عسكري آخر بعد أكثر من عقد على الحربين الأمريكيتين في العراق وأفغانستان، وقالت جوليا كلارك منظمة استطلاعات الرأي في معهد ايبسوس: إن الاستطلاع يشير إلى أن الشعب الأميركي لديه شهية قليلة جداً للتدخل من أي نوع في أي مكان خارج الولايات المتحدة.في الأثناء، حذّرت دراسة أعدتها مؤسسة راند الأمريكية للأبحاث من أن أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا سيحمل مخاطر كبيرة كما ينطوي على إمكانية التصعيد والتوسع ليتحوّل إلى صراع طويل الأمد، ولفتت إلى أن استهداف الولايات المتحدة لمواقع تابعة للجيش السوري أو أي أهداف أخرى سيؤدي إلى عواقب سلبية على الولايات المتحدة، وأن أي فعل من هذا النوع ينطوي على مخاطر كبيرة من التصعيد ومن الممكن أن يؤدي إلى تورط عسكري أمريكي خطير.من جهته، قال كارل مولر عالم السياسة الأمريكي البارز: إن الولايات المتحدة ليس لديها سوى بضعة خيارات من التدخل الجوي غير أن جميع هذه الخيارات تحمل خطر تصاعد أو توسع الصراع ومن الممكن أن تؤدي إلى ردات فعل من قبل حلفاء سورية أو إلى انجرار واشنطن إلى تورط عسكري أوسع أو أعمق.وبات من الواضح وجود هوة كبيرة بين إدارة أوباما والشعب الأمريكي مع تعبير 80 بالمئة من الأمريكيين عن رفضهم للتدخل العسكري في سوريا وحتى داخل القيادة العسكرية والبنتاغون، فيما أعرب بعض الجنود الأمريكيين عن رفضهم للمشاركة في العدوان بوضع صور وتعليقات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تقول: «لا نريد الدخول في حرب في سوريا إلى جانب القاعدة».وفي تطور لافت للأزمة السورية أكد كبير موظفي البيت الأبيض دينيس مكدونف أن الأولوية الآن هي للحل السياسي في سورية، مشيراً إلى أن المبادرة الروسية بخصوص تأمين «أسلحة كيماوية سوريا»، مثيرة للاهتمام، من جانبه قال عضو مجلس النواب الأمريكي جين جرين: إن أغلبية النواب يصرون على أهمية الحل الدبلوماسي في سوريا، مختصراً الوضع داخل الكونغرس بعبارة «هذا ما يحدث الآن، سنعود إلى أمورنا النمطية مثل سقف الدين». ويدل إرجاء الكونغرس الأمريكي جلسة التصويت على مقترح أوباما تفويضه بشن عدوان على سوريا من مساء الأمس إلى يوم الأربعاء المقبل على تخبط الإدارة الأمريكية التي يبدو أنها تعلم بأنها لن تحصل على عدد الأصوات الذي يخولها تمرير الخطة في الكونغرس.