العميد ركن محمد أحمد أمين المقالح تم تعيينه خلال العام الجاري مديرا لأمن محافظة الحديدة وسط ملاحظات تفيد بأنه يمارس نشاطاً سياسياً وحزبياً سافراً يتعارض مع القواعد الدستورية والقانون لعمل المنتسبين في المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تحظر أي نشاط حزبي وسياسي داخل هذه المؤسسات. بخلاف كافة مدراء أمن المحافظات أقدم العميد المقالح على وقف الاشتراك في صحيفة ( 14 أكتوبر) بحجة أنها تدعم من أسماهم ( الانقلابيين في مصر) ولا نعرف من يقصد بالانقلابيين في مصر، وما مصلحة اليمن وأمن محافظة الحديدة بالتحريض ضد نظام ثورة 30 يونيو الشعبية في مصر ، وضد صحيفة ( 14 اكتوبر ) بسبب تضامنها مع مصر التي تخوض حرباً ضد الإرهاب. نعرف أن ثمة أجندات حزبية وسياسية وأيديولوجية يمنية وعربية وعالمية تعادي أهداف ثورة 30 يونيو الشعبية وهذا من حق بعض الحكومات والأحزاب و الكيانات السياسية ، لكن العلاقات الدولية لا تصاغ عبر أجندات حزبية وأيديولوجية صرفة ، ونحن كصحيفة رسمية لم نخالف موقف اليمن الرسمي الذي عبرت عنه تهنئة فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور وتصريحات وزير خارجية حكومة الوفاق الدكتور أبوبكر القربي حول الأوضاع في مصر. ما نعرفه أن منصب مدير أمن الحديدة هو منصب رسمي وليس حزبيا، والأكثر من ذلك فإننا لازلنا نؤمن بأن سلطة القانون لا تجيز لأي منتسب للمؤسسات العسكرية والأمنية بأن يتصرف بهذا السلوك الخارج عن الدستور والقانون. المثير للدهشة أن العميد ركن محمد أحمد أمين المقالح مدير أمن الحديدة نسي نفسه ووظيفته أثناء توجيه أوامره بوقف الاشتراك في صحيفة (14 أكتوبر)، بل ألمح الى التهديد بمنع توزيعها في الحديدة حفاظا على (الأمن القومي) لهذه المحافظة، فاستغرق في مدح (الإخوان) ولم يتردد في وصفهم بأنهم ( ماء السماء الطهور) في مصر واليمن، مؤكداً بأن ما اسماه ( انقلاب السيسي) في مصر يلفظ آخر أنفاسه وأن ما أسماها (الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس مرسي ) ستعود قريباً جداً، وستعود معها علاقة مصر باليمن إلى طبيعتها ، وكأن علاقة اليمن بمصر لا ولن تمر إلا عبر بوابة (الإخوان)و(الرئيس المعزول) ، بحسب منظور العميد ركن المقالح مدير أمن الحديدة بعد أن تحول فجأة من قائد أمني لمحافظة الحديدة إلى ناشط حزبي وسياسي يتوهم بأن الانقلاب المزعوم في مصر يشكل خطراً على أمن الحديدة بشكل خاص والأمن القومي لليمن بشكل عام. لا ريب في أن إعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تهدف إلى تعزيز ولاء قادتها ومنتسبيها للوطن والدولة بعيداً عن الولاءات الضيقة، ومنع اشتغالهم في السياسة والعمل الحزبي .. بمعنى أن تعيين مدير أمن الحديدة الجديد جاء في سياق الأهداف المعلنة لإعادة هيكلة وزارة الداخلية ، وبما يجعل ولاء قياداتها ومنتسبيها للوطن والدولة وليس لنفر أو قبيلة أو حزب أو تيار سياسي معين .. ولم يأت هذا التعيين وغيره من التعيينات خارج الهيكلة.. لكن تصرفات مدير أمن الحديدة إزاء مصر وغضبه على صحيفة (14 أكتوبر) بسب تضامنها مع ثورة 30 يونيو الشعبية في مصر، توحي بأن الرجل خارج الهيكلة. بقيت كلمة لا بد منها، وهي أن الصحيفة قررت الامتناع عن التعليق على قرار مدير أمن الحديدة بوقف الاشتراك في صحيفة ( 14 اكتوبر ) والتلميح بوقف توزيعها في الحديدة بسبب موقفها المتضامن مع ثورة الشعب المصري ، لكننا فوجئنا بأن بعض الصحف والمواقع الاخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي في اليمن ومصر تداولت هذا الخبر ، ما جعلنا نعلن رأينا بوضوح إزاء هذا التصرف غير المقبول والذي لا يمكن السكوت عنه . وختاما نود التأكيد بأن صحيفة (14 أكتوبر) ستواصل ولاءها للوطن والدولة وليس لحزب أو تيار سياسي .. وبوصفها صحيفة رسمية فإنها تتعرف على الموقف الرسمي للدولة والحكومة إزاء مصر وغيرها من البلدان الشقيقة والصديقة من خلال ما يصدر عن رئيس الدولة ووزير خارجيتها من تصريحات وخطابات واتصالات وليس من مواقف العميد الركن محمد أحمد المقالح مدير أمن الحديدة ، وبعض الفضائيات والصحف الحزبية المحلية .
عمـيــد خــارج الهـيـكــلــة
أخبار متعلقة