يسألني أحدهم “أنتي منين” أجاوب “اليمن”، وأنتظر سؤاله الثاني الذي غالباً ما يكون “بتاكلي قات”. والمحزن أن هذا ما يتعرض له كل يمني وبعدها يتحول الحوار غالبا إلى سخرية من اليمنيين بدل أن يكون السؤال عن جمال المباني المعمارية في صنعاء أو حضرموت، أو عن البن اليمني أو عن جبال إب الخضراء. ــــــــــــــــــــــــــــــأتخيل لو ان العلمانيين والقوميين واليساريين والملحدين هم اليوم من يحرض على ضرب سوريا عسكريا، لكانت الجوامع قد استنفرت جاهزيتها الهجومية واشتعلت فيها الخطب المؤججة والمتوعدة بغضب الله وسخطه عليهم جميعا لتحالفهم مع الغرب الكافر المتآمر، العدو المتربص بالمسلمين والإسلام.فسبحان من يخرسها وسبحان من ينطقها، وسبحان منظم توقيت تشغيلها. ــــــــــــــــــــــــــــــمن المؤكد أن الضربة الأمريكية لن توزع الورود للسوريين فالولايات المتحدة لا تعرف غير نشر الخراب, وذلك ما صنعته في القرن العشرين, وصنعته ولا تزال في هذا القرن. ــــــــــــــــــــــــــــــبسبب الربيع العربي، وبسبب مشاركة الإخوان فيه تحديداً؛ أصبح الموت عبارة عن أرقام، الحياة لم تعد مهمة هنا، ومسألة التضامن مع الضحية لا تأتي من باب الحقوق والحريات، ولا من نافذة أخلاقية، عليك أن تتضامن مع الإخوان من الألف باء، وحين تنتهي الأبجدية، سيخترعون لك حروفاً أخرى لتستمر معهم، إنهم يمارسون الابتزاز لا أكثر، فأن تعلن رفضك وإدانتك لفض اعتصام رابعة العدوية مثلاً، يصرخون في وجهك: “أنت ساهمت في قتلهم، ألم تكن مؤيداً للانقلاب؟!، وقبل أن تبادر للرد يقذفونك بالتهمة الجاهزة، “قاتل”، وربما يتمادون أكثر فيصفك غلاتهم بالـ«الكافر»، فالكفر لديهم أشد من القتل، حتى لو هتفت أنك لا تؤيد الانقلاب، لكن مع احتجاج المصريين وإطاحتهم بمرسي، سينسون وجعهم للحظة ويسخرون منك: “أنت تؤيد الانقلاب، إذن أنت قاتل، ولا نجاة لك إلا أن تطالب، وتؤمن إيماناً خالصاً بعودة الرئيس محمد مرسي إلى كرسي الحكم”.ــــــــــــــــــــــــــــــأي مجتمعات وأنظمة ننشد إذا كانت المؤشرات توحي بجلاء أن نهجا عدوانيا مقيتا يستهدف قيم المجتمع عبر استهداف أجياله.. سواء عبر سموم المخدرات أو تدمير التعليم على نحو ما هو قائم لدينا، فعن أي مستقبل تتحدثون وعن أي عدالة اجتماعية تنظرون؟ . ــــــــــــــــــــــــــــــاغتيال القادة العسكريين والأمنيين الشرفاء الجنوبيين (والشماليين أيضا) هو ليس اغتيال لأشخاصهم لكنه اغتيال لمهاراتهم وكفاءاتهم وقدراتهم ومستقبلهم وقبل هذا وبعده هو اغتيال لمحاولة إعادة بناء جيش وأمن حديثين بعقيدة عسكرية وأمنية جديدتين وبمفهوم جديد للانتماء والخدمة الأمنية والعسكرية وهو ما لا يرضاه عجائز الفساد العسكري وأساطين النهب والاستيلاء على كل المقدرات .
للتأمل
أخبار متعلقة